أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - مصر مستعمرة وهابيه3 الجزء الأخير















المزيد.....


مصر مستعمرة وهابيه3 الجزء الأخير


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 2864 - 2009 / 12 / 21 - 18:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



وصلني عبر بريدي الالكتروني رسالة من قارئ يبدو أنه سعودي يعجب من جرأتي في التصدي للكتابة فيما لا أعرف ... ولقد أزعجه من مقالي أمران .. أولهما جهلي الفاضح بالتاريخ وركاكة تعبيري والأخر هو أنني لا اكتب بالاحترام الواجب عن صحاب الرسول الذين كل منهم نجما إذا اهتدى به المسلم لم يضل .. ما اعتبره القارئ عدم احترام يستحق المؤاخذة هو أنني وصفت (الأمير) عمرو بن العاص بأنه غازيا وليس فاتحا وجعلت من (الخليفة) عمر بن الخطاب إمبراطورا رغم انه حاكم إسلامي عادل وهو يتساءل باندهاش من جهلي وعدم درايتي "هل نحن أحفاد الفاتحين في عرفك أحفاد غزاة ومستعمرين"!! ثم يهددني في نهاية الرسالة ويتوعدنى بأنه لن يسكت على جهلى و "نقضى" يقصد نقدى للصحابة.
وللسيد السعودي أقول ... أنني لا احمل إسرا ولا حقدا على أحفاد الخليفة عمر بن الخطاب والأمير عمرو بن العاص ينفس القدر الذي لا أحمل فيه إسرا ولا ضيقا ولا حقدا على أحفاد قمبيز (فارس) والإسكندر (الاغريقى) وقيصر (الرومانى) وسليم الاول (التركى) ونابيلون (الفرنسى) وفيكتوريا (الانجليزية) ليفى أشكول (الاسرائيلى).
وكلهم قادوا جيوشا احتلت مصر .. ونزحوا خيرها .. وأذلوا أهلها وانتهى الأمر .. فما بال سكان الجزيرة العربية يصرون بعد الاف السنين من غزوهم لمصر أن المصريين لازالو موالى وهم السادة الاشراف .. لماذا لا يشعر بذلك الايرانى او اليونانى او الايطالى او الفرنسى او الانجليزى او الاسرائيلى وكل منهم كان حفيدا لمن احتل مصر ..المملكة العربية السعودية بالنسبة لى بلد مثل اى بلد اخر ولا تربطنى بها اى مشاعر سواء بالخير او الشر .. بالانتماء او الرفض انها مثل بوركينا فاسو .. او جنوب افريقيا او المجر او البرازيل .. بلد غريب .. فما بال أهلها يصرون على اخضاعى لقوانينهم وتقاليدهم وافكارهم... عقدة السيادة التى عامل بها القارئ السعودى .. عبده المختل كاتب المقال والمطالبة باخضاعة للعلاج النفسى .. رغم ان هذا السيد فى الغالب لم يحوز على اكثر من التعليم الاساسى .. والعبد تجاوزه بقليل .. اصبحت ممجوجة ومرفوضة اليوم بعد ان أصبح للعبد بلد وعلم ونشيد مستقل .. ولا توجد له اطماع او مصالح عند السيد ولا يسعى وراء البترودولار او الجوائز النفطية .. ولا يخطط لزيارتهم ولا يهتم بما يحدث لهم من خير او ضر .. وليس له اى علاقة بهم .. والعبد (كاتب المقال) لم (ينقض) يقصد ينقد السادة انما انتقد أهلة الموالى لأنه يعيش في مجتمعهم غريبا عن المكان الذى ولد فيه وتربى.
لقد كنت أشاهد والدي وهو يتعامل بكل احترام مع زوجته .. ويشكر لها صنيعها عندما تطعمه ويقدر لها مساعدتها إياه .. ويستمع الى رأيها ويدعونا لاحترامها وحبها فنشأنا نحترم السيدات ولا يجرؤ اى منا على اغضاب أخت أو زوجة أو حتى ابنه .. ما يحدث اليوم من احتقار سادى للسيدات في العمل والشارع ووسائل المواصلات والبيت ليس من صفاتنا.
عشت في منزل كل سكانه يتعاملون كأسرة واحدة لا فرق بين مسلم ومسيحى ويهودى وكان لى أصدقاء يهود وأقباط وكنت أذهب معهم إلى معابدهم وكنائسهم ونواديهم ويحضرون معي إلى الجامع .. ولم يكن بيننا إلا الصداقة والمنافسة الشريفة في المدرسة والرياضة.
فكيف اقبل من يطالب بطرد اليهودى المصرى وفرض الجزية على القبطى فى بلدة فى موطنة .. على سريرة .. ياناس من يقبل هذا!!
اسرتى كانت تحتفل بالأعياد فى شم النسيم ورمضان وصوم العذراء وفى الموالد سواء كان لمارجرجس او السيدة زينب .. وكنت أحضر حلقات الذكر ونستمع الى المداحين ونتغامز على كودية الزار او العالمة .. وتطربنى اغانى الكنيسة وتراتيل اليهود فمن الذى اعطى السيد القارىء السعودى الحق فى تجريدى من هذه الزكريات لأنها ليست وهابيه .. ومن اعطى العائدين من بلدة الحق فى حرمانى من الاستمتاع بها.
لقد كانت والدتى ترتدى ملابس عصرية واختى وخالتى وعمتى وكن يساير اخر خطوط موضة قص الشعر وتعلمت ان جمال المرأة او الرجل هو هبة الرحمن وان الله جميل يحب الجمال .. فما ذنبى ان ينقلب الحال بعد نصف قرن من السفور وأتعامل مع سيدات يهملن فى اناقتهن ورائحتهن واسلوبهن فى الحياه لانهن هناك يفعلن هذا!!
لقد علمنى ابى اسلاما معتدلا .. متسامحا .. بسيطا يهتم بالمعاملة والاخلاق الحميدة .. اكثر من الشعائر التى تؤدى (رئاء الناس) .. وكان يدفعنى برفق نحو الفهم لا الحفظ .. فهم الفلسفة التى خلف الفكرة .. لا القسر بواسطة المطوع .. لقد كنت احفظ اجزاء تناسب سنى من القرآن افهمها وافهم ما تحض عليه من مكارم الاخلاق ومن السلوك .. واستمع اليه من اصوات جميلة لازالت تسعدنى عندما استمع لتسجيلات الشيخ من رفعت .. وكنت اعشق تواشيح وادعية الفجر التى تذاع من جامع الحسين .. واذهب اليها لأغسل روحى بصفائها.. وكنت استمع الى المداحين فى الموالد .. والعوالم فى الافراح .. واندهش لكيفية احتفاظ هذا الشعب بأنغامه المصرية يتوارثها عبر الاف السنين حيه موحيه .. عندما كنت استمع لألحان مندبه ايوب.. وأدمع ..كنت أعرف انها مست حفرية بروحى منذ زمن اجدادى عندما كانو ينشدون مندبة اوزيريس فى مولده.
أين هذا من الضجيج النشاز الذى نستمع اليه اليوم .. قادما من هناك.

الطرق الصوفية .. واذكارها واعلامها واحتفالاتها .. كلها مصرية قديمة احتفظ بها المصرى رغم انف كل المستعمرين .. الرهبنة والدير والنظام الكنسى كلها مصريه احتفظ بها القبط بأنغامها ولغتها واغانيها رغم انف كل المستعمرين.
هذه مصر التى افتقدها بعد ان شوهها جيران تسلطوا على عقل ابنائها بنقودهم .. وهكذا.. فكما لا يحاول التركى فرض ارادته..رغم ان مطبخه هو المطبخ السائد لدينا..وكما لا يحاول اليونانى التدخل فى حياتنا.. رغم ان معظم الاثار المصرية الباقية خليط بين الطرز اليونانية والمصرية.. ولا يحاول الانجليزي فرض توجهاته رغم ان كل انظمة الدوله الحديثه فى مصر من انشاءه .. فعلى السعودى التوقف عن فرض اسلوب حياته وتكفيه همومه التى لخصها الاستاذ عبد العزيز محمد فى مقالة "سدنه الفساد فى السعودية هم الساسه والكهان" المنشورة بالعدد (2864) بتاريخ 21/12/2009 ومشاكلة الحضارية فى التنافر بين اسلوب الحياه التى تمنحها منتجات امريكيا واسلوب علاقاته الاجتماعية البدوية .. وعائد بتروله الذى يستخدمة فى خلق الصعاب للأخرين..ولعل عائد حج المصريين المقدر بالملياررات من الدولارات جزية كافية يدفعها المصري من دمه وعرقه واحتياجاته الاساسية .. عوضا مناسبا لتحرير روحه.
نحن مصريون..لنادوله..واسم..وحدود..وعلم..ونشيدقومى واسلوب حياه يخالف اساليب حياه الكثيرين من سكان المعمورة..وبالتالى اناشد القارئ السعودى الذى هددنى صباح اليوم.. ان يحترم خصوصتى كما احترم-انا-خصوصيتة.
سيدى..كل تقديرى وتبجيلى لرموزكم بنفس القدر الذى اكنه لرموز الأخرين..الاسكندر..وقيصر..ونابليون..واللورد كرومر..فهؤلاءرغم اضرارهم بأجداد لى.. كانوا ابطالا قومين ادوا خدمات جليلة لأوطانهم ومن حقهم ان يحترموا بنفس القدر الذى يحترم به قادتكم العظام الذين غزوا الامبراطوريتين الفارسية والرومانية واحتلوا معظم اقطار العالم القديم لصالح وطنهم ...ولكن ليس معنى احترامى لهم ان اقدسهم..فهم ليسوا أبطالى.



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر مستعمرة وهابية 2
- مصر مستعمرة وهابية
- القلعة الفولاذية السوداء تتحرك
- لوحات الجد حسن و غضب الله
- الكورال الحكومي و الدكتور البرادعي
- آسف..قضية التطور يمكن ان يلحقها ضرر
- صعود وسقوط القوميه العربيه
- اللي يعوزه البيت يحرم علي فريق الكره
- خسارة ... فريق السجَادين لن تفهموا أبدا
- مسلسل رمضانى
- بمرور الزمان هل يشعر قاضى ( الدولة الاسلامية ) بالأمان !
- حديث لصحفى مبتدئ مع خبير صرف صحى
- حفريات سلوكية من زمن البداية
- الى الصديق - سليمان ينى - الذى سألنى ببراءة - إنت لسة ما حجت ...
- الى حفيدتى التى لم توجد بعد- ماعت -
- الرسالة الثانية لحفيدتى التى لم توجد بعد - ماعت -
- حفيدتى التى لم توجد بعد - ماعت -


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد حسين يونس - مصر مستعمرة وهابيه3 الجزء الأخير