أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - سعدي يوسف ... متطلبات المكوث أمام (الوحيد يستيقظ )














المزيد.....

سعدي يوسف ... متطلبات المكوث أمام (الوحيد يستيقظ )


قيس مجيد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 2864 - 2009 / 12 / 21 - 13:49
المحور: الادب والفن
    



ينتج سعدي يوسف قيما زمنية يتقبلها أي زمن أخر وينتج أمكنة سريعا ماتتقبلها أمكنة أخرى وهو لايفكر بمقاييس أو وسائل مقبولة وأخرى غير مقبولة ضمن معيار تصور حقيقة ما بل يترك الأمر للغة التي توصل موضوعا وتنقل معنى ،وهي حين تكسب حريتها فأنها تختار نماذجها الصالحة بعد أن تُشبع خصائصها ما بنفس الشاعر من بواعث القلق والحيرة والتكهن ،وهي بذلك تحتفي بمضمونها الدرامي الذي يعني الميل الى العدمية الروحية وتمزق الأضداد والسخرية المرة وتنعكس هذه الرؤى على مضادات أخرى غير ملموسة ويكون الإحساس تجاهها بالبطئ كونها بشكلها العمومي غير قابلة للمثول في مناخات سعدي يوسف ومنها السعادة والأمل بالنعيم ،ضمن وحدانية إنفرادية بوجود يجيد عملية الإختزال للوجود نفسه في مساحة ضيقة لاتتعدى الأمتار (غرفة – طاولة –قنينة – ساعة – مرآة – قنديل .. )هذه الإصطفافات التي تقدم صورا مربكة هي بدورها تقدم سيلا من التفاسير المختلفة أي أن قاعدة البناء ستسلم من أي وجود للتكهن أو الضرورات المنطقية أو لرفع حسية اللغة تحت تأثير ما يتطلبه إشتغال ما في معنى ما :
أمس
في الغروب
كانت شمسان تطفوان على البحر
وغلالة غيمِ أبيضَ
تدنو منها لتصطبغَ
.........
........
.........
أين الشمس التي نعرفها
شمسُ الهاجرةِ
قرص الفولاذ السائل

............
...........
..........
لو كان الأمرُ بيدي
أو بيد الطفلِ
أما كنا سنطلق من جيوبنا الشموسَ
لتطفو على البحر كله
طوافاتِ نجاةٍ..؟

إن من متطلبات المكوث أمام (الوحيد يستيقظ ) التدرج للاقتراب من الديمومة النفسية بحركتها الوجدانية التي تؤمن صفاءها تلك التقاربية المتنافرة التي يحيها تارة العقل البعيد وتارة العقل القريب واللذان لايستقران على منحنى معلوم بقوة الضغط الذي ترسلة قدرة تقدير القبض على الصور الشعرية ليتم تطويع المُلَمح العقلي بعد أن يُعطى شيئا من إستحقاقاته لتهيئة رؤيا جديدة للتعامل مع نوايا العاطفة عند إفراطها أوعند وقوعها تحت سطوة الحضور المكاني والذي يشكل المحسوس جزءها الأكبر
لذلك تجد في (الوحيد يستيقظ ) ذلك التشكيل الذي يدل على رغبة سعدي يوسف في نقل الكل الى الجزء وقد يكون الكل هنا الطبيعة برمتها منقولة إلى جزء من سياج كي يجلسها علية او تكون الشمس منقولة لخصلات شجرة وهكذا في التعامل مع الأشياء الكبيرة التي ماأنفك يدقق لحظاتها ، ملامحها، دالاتها، لكي تكتمل وحدته بما يستطع استحضاره منها وفق نمط متحرك وفق تضاد قائم مابين الصعود والهبوط وفق قبول بعقبة وأخرى للوصول لمضمونه الأصلي إذ أن وسائل الأنقاذ لأي مضمون إستكمالي قد هيئا له مجهولا مطلقا
أراد أن يتخطى به كل ماهو مضمونا ومتوفرا لذلك عجت كياناته بأدوات تعذيب النفس بين ميتافيزيقيا ساخرة ووجدان مهذب بليغ ،:

كيف أخرج من هذه الغرفة
اليومَ
أمسِ
ومن قبل عشرين عاما
أفكر أن أصطفي لي سواها
أحاول أن لاأراها
ولكنني لاأزال بها
هذه الغرفة التي أطعمتني، جرعة ، جرعة ،أفاويهها
صارت هوائي وجبتي
وجليسي الذي يقاسمني غرفتي
غريب هذا الذي يجري
غريبُ
لكن إذا غادرتها مرة
فأين سأمضي

إن العمق الإستدلالي في هذه المجموعة يشير إحيانا إلى مرتكزات الخطوات الأولى في الماضي وهي مجموعة من العواطف الموروثة والعينية الآنية المكتسبة التي أصبحت فيما بعد أحد الروافد للحنين للأرض الأزلية وللتعرف وللتعامل مع الأرض الأخرىالجديدة
لتفادي تقبل الوقائع المكررة ولم يكن بالغرابة حين رفع علامات التحديد والخيال المسبق في علائقه الصورية إذ لم يفارقه التذكر السمعي والتذكر البصري ولم يجد من مناص من ان يحيل تلك الطانات الى شئ من الهمس والوشوشة تخلصا من رتابة الزمن الذي اتخذ مقعده امامه وكأنه جليسه الوحيد :

هل تتذكرُ أولى خطاك
أتذكرُ قنطرة البيت
تلك المسنأة
والجسر حيث السبيل إلى المدرسة
أتذكر صفصافة المدرسة
وهي تغسل في النهر خصلاتها
...........
..........
كم بعدت عن النخل والأهل
كم فاضت الأرض حين تتالت عواصمها بين كفيك
كم غاضت الأرض حتى غدت محض زنزانة
كن مثلما
قد عرفتك
لاتبتئس
نحن في آخر المدن الملكية في أول الجلجلة

لاشك أن سر سعدي يوسف لازال يطبع شعره بطابعه
وفيه من الصراع والتوتر مالايضمن الإجابة المباشرةعن أسئلة الشعر الأزلية ومفهوم الجمال وبما يحمل من فاجعة لاتحتمل الشرح والتعليل إنما هو من ذلك الإرهاص الوجودي الذي لن يغيب عنه يوما ولن يكون أليفا إلا بما يحتويه من مآسٍ والآلام ،،

هامش /
(الوحيد يستيقظ )مجموعة سعدي يوسف الشعرية ضمن أعماله جنة المنسيات



#قيس_مجيد_المولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أليوت ... ومعالجات بالعبث للعبث والفوضى
- فرحة العيد .. لافتة للمحبة والتأخي
- المهم كمقدمة
- تريثوا لم تنته القصص
- لكل شوط رُقى
- إكمال نواقص
- إحتفظ بما هو أقل عمومية
- داهمتني الأفكار وأخذتني بعيداً
- أطيب المهملات
- كَثُرت الاسئلةُ... قَلَ التوضيح
- لن أسلم أمري للنسيان بسهولة ..
- فيثاغورس.. من الصعوبة معرفة ماتوحي به قسماته
- لن يتلاشى وجودهم .. سيصبحوا ظواهر
- نقلا عن ...إستنادا إلى
- لأخر نفس من سيكارة ...
- لن يجد إمرأة تقرأ عند رأسه ( العديلة ) ...
- يتذكر جمال بغداد
- إحترموا الدجاج والقطط وسجدوا للشعير ..
- ضرورات الإثبات ..أن لايكون الإنسان عاقلاً
- تجربة سعدي يوسف..جدلية فلسفية وليست جدلية عينية إغرائية مؤقت ...


المزيد.....




- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - سعدي يوسف ... متطلبات المكوث أمام (الوحيد يستيقظ )