الانتخابات والبحث عن الهوية الوطنية

روند بولص

الحوار المتمدن-العدد: 2864 - 2009 / 12 / 21 - 11:44
المحور: كتابات ساخرة
    

تشهد الساحة السياسية العراقية هذه الايام حراكا محموما، تنشط فيه الاحزاب السياسية من اجل تنظيم وضعها ضمن تكتلات او تحالفات معينة بما ينسجم مع المستجدات على الساحة العراقية استعدادا للانتخابات البرلمانية القادمة في الاشهر القادمة، واكثرها احراجا وتأزما في هذه الظروف والاجواء السائدة هي الكتل والاحزاب ذات الاجندة الدينية و الطائفية والشوفينية، حيث اصبحت هذه الطروحات الى حد ما ممقوتة و منبوذة من قبل الناخب العراقي، الذي تم استغلال عواطفه ومشاعره وحرمانه وفاقته في الاعوام السابقة من قبل هذه الجهات في الانتخابات الماضية، التي وعدته بالكثير والكثير ولكن جاءت النتائج مخيبة للامال ولم يجني من وعودهم الا الالم والحسرة والحرمان والمزيد من التهميش. كذلك هذه الجهات بدأت تحاول جاهدة للعمل تحت مسميات اخرى بعيدة عن الصبغة الدينية والطائفية، وتطرح شعارات وأجندة وطنية، وقامت قسم منها بتشكيل تنظيماتسياسية جديدة منسلخة عن التنظيمات الام، ومن الاساليب الاخرى التي بدأت تمارسها هذه الجهات هي البحث عن شخصيات مستقلة وطنية ذات قاعدة جماهيرية واسعة ومن مختلف مكونات المجتمع العراقي كي تجعلها اسماء لامعة في قائمة المرشحين. كي تصتبغ قائمتها بالصبغة الوطنية التي تفتقر اليها في طروحاتها ومبادئها وممارساتها واساليبها التي جلبت الويل والدمار والتشرذم الى المجتمع العراقي. ان تجلي هذه الحقائق اما المواطن العراقي جعل الكل ان يعيد النظر في حساباته وتوجهاته وطروحاته من كسب ود وتاييد الناخب في لعبة الانتخابات القادمة. ولكن ان مثل هذه الاساليب المبطنة هذه المرة سوف لا تنطلي على الناخب العراقي، الذي بدأ يعرف ان ما يخدم مصالحه ومصلحة العراق العليا هي القوى الديمقراطية والعلمانية الاصيلة ذات نهج وطني واضح ، التي تؤمن بالمواطنة كمبدأ اصيل للحقوق الواجبات، وتسعى الى خلق مجتمع ديمقراطي مدني تعددي يُحترم فيه العقل والارادة الحرة والمستقلة للناخب العراقي بعيدا عن دغدغة واثارة المشاعر الدينية والطائفية والشوفينية. ان محاولات هذه الكتل والاحزاب من تغيير في التسميات وتطعيم القوائم ببعض الشخصيات المستقلة والتلون والاصطباغ بالالوان الوطنية والديمقراطية، ما هي الا محاولات لذر الرماد في العيون والضحك على الذقون، ولكن اجلا ام عاجلا سوف تزول الالوان والصبغات وتسقط الاقنعة وأوراق التوت وينكشف الوجه الحقيقي لها. املا ان يمارس المواطن العراقي هذا الحق الاصيل وان ينتخب من يحترم ارادة وكرامة العراق واهلها الكرام بكافة مكوناته وطوائفه واثنياته.

روند بولص/ كاتب
العراق
[email protected]

#روند_بولص (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات