النهيق يأتي من الصومال هذه المرة

محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 2864 - 2009 / 12 / 21 - 10:41
المحور: كتابات ساخرة
    

حين رأت النملة الحداد وهو "ينعل" الحصان ،اي يبسمرالحدأة في باطن كفيه تقدمت اليه وقالت له متوسلة : ارجوك ايها الحداد الكريم ان تنعلني مثلما فعلت مع الحصان .
ضحك الحداد وقال لها ساخرا : مازلت صغيرة على النعال الحديدي وهو بالتالي اكبر منك حجما.
زعلت النملة وقررت ان تنعل نفسها بنفسها.
وهذا هو حال الصومال هذه الايام فقد حسدت بعض احزابه وسائل الاعلام وهي تتصارع لتغطية اخبار بلدان المسلمين بما فيها من قوانين قرقوشية وبدع ما انزل الله بها من سلطان فارادوا ان تزحف بلادهم نحو هذا الضوء ايضا ولم لا وهم بلد مسلم يتبع الشريعة المحمدية.. صحيح ان الفقر يأكلهم ليل نهار ولاسبيل لحصولهم على لقمة الخبز الا بشق الانفس وازلامهم تعيش على القرصنة، ولكن هذا لايهم فالايام المقبلة ستوعدهم بالنعيم الارضي والسماوي على حد سواء فيما اذا طبقوا شريعة الاسلام ولو من الجهة الخلفية.
اقول هذا وانا اقرأ خبرا غريبا غربة الشيطان عن جنته.. الخبر يقول:
" أصدرت سلطات حركة الشباب المجاهدين في مناطق «جوبا» بجنوب الصومال أوامر تتعلق بالتزام مظاهر اللباس في هذه المنطقة، وبموجب هذه الأوامر، فإن على الرجال البالغين إطلاق لحاهم وقص الشوارب وتقصير البناطيل.
جاءت هذه الأوامر في سياق سلسلة من الأوامر التي صدرت من قبل حركة الشباب التي تسيطر على معظم جنوب الصومال وأجزاء من العاصمة مقديشو. وقال الشيخ إبراهيم مسؤول الدعوة والإرشاد في إدارة «ولايات جوبا» التابعة لتنظيم «الشباب» إن «الإدارة أعطت مهلة ثلاثة أيام لمن تخصهم هذه الأوامر، وعلى الجميع الالتزام بها، ومن يتجاهلها يواجه اتخاذ خطوات ملائمة بشأنه». ومن بين الأوامر التي صدرت من الحركة في هذه المنطقة تقصير السراويل حتى منطقة القدم ومنع إطالة ذؤابة الشعر لدى الشبان، الذين أمروا بحلق الشعر كله أو تركه كله. وكانت حركة الشباب قد فرضت منذ فترة في المناطق التي تسيطر عليها أوامر صارمة في الالتزام بمظاهر معينة، من بينها أوامر للنساء بارتداء اللباس السابغ أو ما يعرف محليا بـ«الحجاب الثقيل» وكذلك منع سماع الموسيقى وتحميل الأفلام القصيرة على الهواتف الجوالة، إضافة إلى إغلاق دور السينما. وفرضت الحركة في معظم المناطق التي تسيطر عليها إغلاق المحلات التجارية أثناء تأدية صلاة الجماعة، والفصل بين الجنسين في الحافلات العمومية، ومنع استخدام اللجام الحديدي بحق الحمير". انتهى الخبر
كل هذا الخبر يبدو معقولا في ظل التدهور الذي يقوده اصحاب اللحى في بلاد المسلمين ولكن الذي ليس معقولا هو ماورد في الفقرة الاخيرة من الخبروهي "منع استخدام اللجام الحديدي بحق الحمير".
الفقر لايصنع اناسا بلهاء.. ابدا بل العكس هو الصحيح ولكن الذي يصنع مثل هذا الغباء هو عجن الاسلام بعجينة الدولار اي بقدر مايكونوا هؤلاء على استعداد لتغييب الناس كلما قبضوا اكثر من اولياء نعمتهم حتى ولو كانوا على غير مذهبهم والا بربكم ماعلاقة الحمير بالاسلام خصوصا وان انكر الاصوات لصوتهم.
ماذا يمكن ان نقول لهؤلاء الذين يتباكون على الحمير ويعدمون يوميا عشرات الشباب لمطالبتهم باسلام حقيقي.
ترى من يدعم مثل هؤلاء؟ هل هي ايران ام طالبان ام امريكا ام البرلمان العراقي ..؟
ربما كلهم او ربما الجهة التي تدفع اكثر ولكن مامصلحة هؤلاء في بلد يعيش على القرصنة ونتوءات عظام ناسه طالت اكثر من اللازم بسبب الجوع..؟. لابد في الامر مايحير.
فهمنا ان الصراع على العراق مازال قائم لانه بلد نفطي وافغانستان نقطة اللقاء الجغرافي بين أسيا واوروبا ودارفور موطن المسيحيين وشعب اوزبكستان يكره الروس ..والخ. ولكن هذه " الصومال" التي ارضها لاتغني ولاتسمن من جوع من اين يصل لمنظمة "الشباب" فيها الدعم لمحاربة الدولة.
اذا كان لابد ان في الامر سرا فتعالوا نسأل الحمير التي عادت اليها حقوقها المسلوبة ورفعوا عنها اللجام الحديدي ووضعوه في اعناق الشباب الذين لم "يطولوا" لحاهم ويزينوا شواربهم وعزوف النسوان عن الذهاب الى الحفافات، لعلهم يعرفون الجواب.
سؤال اخير هل من الممكن ان يجيب احدكم على السؤال التالي: ثلاثة ايام هل هي كافية لتطويل اللحى ام الرجال سيضعون باروكة فوق رقابهم ويصبغونها بلون الحنة.. ؟.

#محمد_الرديني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات