أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نزار أحمد - حكومة المالكي بحاجة الى رئيس وزراء














المزيد.....

حكومة المالكي بحاجة الى رئيس وزراء


نزار أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2864 - 2009 / 12 / 21 - 04:48
المحور: كتابات ساخرة
    


كشفت لنا استجوابات مجلس النواب العراقي لقادة المؤسسات الامنية وتصريحات نوري المالكي وعناصر مكتبه وممثلي الوزارات الامنية والكتل السياسية المتناقضة بعد العمليات الارهابية الاخيرة التي دكت عاصمتنا الحبيية بغداد مدى انعدام التنسيق بين رئيس الوزراء وقادة وكوادر المؤسسات الامنية وفقدان سبل التعاون والتكامل بين صناع القرار الحكومي. حيث اظهرت لنا هذه الفوضى التي لم تعرف لها الحكومات الديمقراطية والدكتاتورية مثيلا سابقا بأن ليس لدى العراق حكومة متجانسة ومكملة لبعضها البعض ويقودها شخص واحد يتمتع بقدرته وصلاحياته القيادية. فللاسف اتضح لنا بأن كل مؤسسة تدار بصورة فردية من قبل وزيرها ووفق مصلحة الوزير وتصور الوزير الشخصي ومصلحة حزب الوزير وما دور رئيس الحكومة نوري المالكي الا دور المتفرج الآخر من يعلم (اطرش بالزفة). ايضا اتضح لنا باننا الدولة الوحيدة في العالم التي تملك حكومة بدون رئيس حكومة. شخصيا كتبت عدة مقالات تتطرق الى فشل المالكي في ادارة دفة حكومته فدور المالكي يمكن تلخيصه بكلمتين فقط وهي (دور المتفرج) حيث تعودت ان لا ارَ دورا لنوري المالكي غير نسب نجاجات مؤسسات حكومته لنفسه واعتبارها على انها نجاحات تمخضت من صنع يديه ولكنه ايضا يبرء نفسه من اخفاقات مؤسسات حكومته ويعلل اسباب فشلها الى تقصير القادة الغير عائدين لحزبه حزب الدعوة. ولكن الاحداث الاخيرة برهنت لنا صحة تخميناتنا السابقة بان العراق يمتلك حكومة فوضى او بتعبير سهل الفهم هو (واحد يجر بالطول والاخر يجر بالعرض). ايضا تضارب تصريحات عناصر مكتب المالكي ومؤسسات حكومته بخصوص حقيقة احتلال ايران لبئر الفكة النفطي يمثل برهانا آخرا على ان السفينة العراقية تبحر بدون قبطان.

طبعا هناك من سوف يقول لنا بأن الذنب ليس ذنب المالكي في تفكك وفوضى وعدم تجانس الحكومة ولكن السبب الرئيسي عائد الى حكومة المحاصصة والديمقراطية التوافقية وولاء المسوؤل الى الفئوية والحزبية قبل المصلحة العامة وما شابه ذلك من تبريرات وهنا اتفق جزئيا مع هذه الآراء المعللة سبب فشل وتفكك وعدم انسجام وتعاون المؤسسات الحكومية في مابينها بالمحاصصة والتوافقية والفئوية ولكن ايضا يتحمل نوري المالكي الدور الاكبر في هذه الفوضى والتفكك وفقدان التنسيق حيث:

اولا: لايملك المالكي صفات القائد الذي تفرض شخصيته وسلوكه احترام الجميع له, فالقائد هو الشحص الذي يمتلك القدرة والموهبة والدهاء السياسي الذي يمكنه من جمع الشمل وتقارب الآراء ومحاسبة المقصرين واشهار اخطائهم وهذه الصفات لايمتلكها المالكي حيث وحسب اقوال المالكي بأنه لايمتلك القدرة والصلاحية على معاقبة او اقالة مدير في وزارة من الوزارات الخاضعة لحكومته. فالحكومة التي لايستطيع رئيسها اقالة او حتى معاقبة مسؤولا فيها هي حكومة بدون رئيس وزراء وليس لها تفسير آخر بغض النظر عن المبررات. فمنصب ودور المالكي لايتعدى كونه منصب تشريفي.

ثانيا: يعتبر نوري المالكي اكثر اعضاء الحكومة انحيازا لفئويته وحزبيته ودكتاتوريته فجميع مستشاريه اختارهم المالكي من حزب الدعوة, وجميع كادر مكتبه عائدون لحزب الدعوة, اما الوزرات التابعة لحزب الدعوة فهي اكثر الوزارات العراقية التي تمارس الافضلية الفئوية والحزبية. وعند تأسيس المالكي لائتلاف دولة الفافون اصبح المالكي ايضا منحازا ومفضلا فئوية وحزبية مكونات ائتلافه, فماذا نتوقع من باقي اعضاء الحكومة عندما يكون رئيس الحكومة قدوة في الفئوية والحزبية؟. لو حقا اراد المالكي ان يكون قائدا وطنيا ناجحا يحترمه جميع افراد حكومته ويطيعوا ويحترموا وينفذوا توجيهاته وقراراته فكان يجب عليه اولا وآخرا ان يكون قدوة في اللافئوية واللاحزبية وتفضيل المصلحة الوطنية لا ان يكون عكس ذلك.

ايضا لابد لنا ان نقف مع ممارسات بعض الحكومات الديمقراطية ونقارن بين آلية عملها وآلية عمل حكومة المالكي وليس هناك نموذجا بهذا الخصوص غير الحكومة الامريكية ام الديمقراطية العالمية. فكل يوم وحتى عندما يكون الرئيس الامريكي خارج البلد وقبل ان يشرب الرئيس الامريكي قدح قهوته يتلقى تقريرا استخباريا مفصلا يقدمه له ممثلوا الاجهزة الاستخبارية والامنية الامريكية يلخص له جميع المعلومات الامنية والاستخبارية التي توفرت خلال الاربع وعشرين ساعة الماضية. ايضا لدى الرئيس الامريكي فريق عمل امني يتكون من وزير الدفاع ورئيس المخابرات الامريكية (CIA) ورئيس جهاز الشرطة الفدرالي (FBI) ومستشار الرئيس الامريكي للامن القومي ومدير مكتب الرئيس الامريكي (Chief of Staff) ورؤساء لجنتي النواب والشيوخ للامن القومي يجتمع بهم مرة كل اسبوع في اجتماعات دورية تستغرق مابين الاربع الى الثماني ساعات. وفي الحالات الاستثنائية تكون هذه الاجتماعات يومية. طبعا ايضا لديه فرق عمل في اختصاصات اوجه الحياة الاخرى كفريق الاقتصاد الامريكي مثلا. فهل يتلقى نوري المالكي تقريرا استخباريا بشكل يومي؟, وهل لديه فريق امني يشمل وزراء المؤسسات الامنية ورؤساء الاجهزة الامنية والاستخبارية يلتقي بهم المالكي اسبوعيا؟, او فريق نفطي او فريق مختص بمعالجة ازمة الكهرباء او فريق اقتصادي؟. كل الذي اسمع به هو الاجتماع الوزاري الذي يعقد كل صباح يوم ثلاثاء ويستغرق مابين الساعتين والثلاث ساعات. اما اغلب وقت المالكي فيقضيه في متابعة شؤون حزبه وائتلافه واللقاءات الفردية التي هدفها الاول والاخر تحقيق مكاسب انتخابية وزيارات المحافظات الجنوبية التي لايلتقي بها الا برؤساء العشائر وكبار السن وحضوره للمؤتمرات والتجمعات واللقاءات العشائرية. فماعدا اجتماع مجلس الوزراء الذي يعقد مرة كل اسبوع فجميع المهام الاخرى هي مهام يقوم بها عادة صاحب المنصب التشريفي كرئيس الجمهورية مثلا. فهل يعقل ان يكون وقت رئيس الحكومة المخصص لادارة دولة بأكملها لايتعدى الثلاث ساعات اسبوعيا.



#نزار_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اياد علاوي رئيس وزراء الحكومة العراقية المقبلة
- نوري المالكي المسؤول الاول والاخير عن جرائم الاربعاء والاحد ...
- الاربعاء + الاحد + الثلاثاء= اطرش في الزفة
- الطائفية: هل هي صناعة الامس ام اليوم؟
- دردشة مع السيد عمار الحكيم
- البرنامج الانتخابي لائتلاف مصلحة الوطن
- عيوب العملية السياسية
- مباراة تأريخية بين فريقي الاتحاد والحكومة على نهائي كأس تدمي ...
- انتصر البعث وانهزمت الحكومة 12-0
- مكالمة هاتفية مع مستشار المالكي للتعينات
- لماذا ترفض الاحزاب السياسية فكرة القائمة المفتوحة؟
- لماذا لايحق لنا معرفة مصادر تمويل الاحزاب السياسية العراقية
- دور الديمقراطية المسروقة في فوضى العملية السياسية في العراق


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نزار أحمد - حكومة المالكي بحاجة الى رئيس وزراء