أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي شكشك - مجرّد عِناد














المزيد.....

مجرّد عِناد


علي شكشك

الحوار المتمدن-العدد: 2863 - 2009 / 12 / 20 - 20:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


ليس الأمر مجرد مزاج, فهكذا كان الأمرُ دوماً, منذ أن قالوا: "لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرةً", وهكذا كان الأمر عندما قالوا "إذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون", وهكذا كان الأمرُ عندما كانوا كلما جاءهم رسولٌ بما لا تهوى أنفسهم "ففريقاً كذبتم وفريقًا تقتلون", هي إذن جبلّةٌ مردت على هكذا سلوك, أنْ تكون الأشياء على مزاجها, وعلى هواها, ولو اقتضى الأمرُ تعسّفَ التاريخ وإلغاءه, وإجبارَ العالم على الاعتقاد بصحة نزقهم وروايتهم للأشياء, ولو اقتضى الأمرُ اختلاقَ تاريخ جديد وفبركة شواهدِه والترويجَ لها وتأسيسَ مراكز إعلام وأقسام دراسات جامعية لتُعيدَ صياغةَ الأرض والإنسان كما يريدون, وتشريعَ القوانين التي تحمي رؤاهم, وصناعةَ سياقات ترتكزُ على تجليات القوة بكلّ أشكالها تعممُ ثقافتهم خوفا وطمعاً, فمن يستطيعُ التشكيكَ في المحرقة؟, ومن يجرؤ على عدم اعتماد الرقم المعتمد من الضحايا؟,

وبصلافةٍ يُحسَدُ عليها الجنسُ البشري يواجهون العالمَ والأنبياء ووسائل الإعلام, وبوقاحةٍ يحسد عليها النوعُ الإنسانيُّ وهم يَطردون العائلاتِ من بيوتها في الشيخ جراح, ويقف لصٌ "أيْ مستوطن" على باب بيت العائلة الفلسطينية ويصرخ بثقة البلطجي الكونيّ في صاحبة البيت لكي تخرج من بيتها, مستمتعاً ومستأنساً ومتلذذاً وراضياً وهو ينام فيه بكلِّ عربدة الضمير التي تليق بجبلّةٍ كتلك التي أسّستْ لهذا الاستنساخ الجديد لنفس الجبلّة القديمة, وهم وقد استمرأوا انتهاكَ الإنسان على مدار التاريخ, وتحايلوا على الجنس البشري بالذلّة والمسكنة التي كتبها الله عليهم, وما زالوا يمارسونها حتى وقد لبسوا أدواراً جديدة في التاريخ, فهي ليست إلا تمظهراتٍ عرضية لجبلة واحدة, هي تلك الجبلة التي تريد صنعَ العالم على مزاجها, وابتكار الماضي الذي تشتهي, وتعسفَ الآتي ضدّ قوانين الإنسان والحق وفطرة الكون وإرادة الخالق, وقد كفروا بالمسيح لأنه جاء ببشارة النبي الأخير من بني إسماعيل, "فالحجر الذي أهمله البناؤون أصبح رأسَ الزاوية",

وبنفس الصلافة وترسانة العنف المعنوي والمادّي يمارسون الاستخفاف بكل منظومات القيم وأشكال المنطق, فالاتفاق يجب أن يكون عبر المفاوضات, والمفاوضات يجب أن تخضع لمعايير القوة, وإلا فأنت لا تريد السلام, بما أنك ترفض أن تموت تنازلاً وغباءً وذلاً, ولا تقبلُ راضياً أن يسلبوا وطنك وتاريخك وثقافتك ولباسك ومذاق الشراب وعصارة الخبز ولون العيون وطقس الطهور وأهازيج البكاء ووميض الصبوة في رقص العذارى, وسحر القمر في ليلة سرية عليكما السلام, وجاذبية المساء في الكلام,

فلمَ لا تمنحُهم كلَّ أسمائك ومياهك وحدود نبضك وجذورك وصلواتك وبيوت العبادة والصخرة والأدنى فيك والأقصى, ثم تسافرُ بعيداً حتى لا تؤذيَهم رؤيتُك, أو تذكرهم ربما بشبهة الشك باستحقاقهم المطلق فيك, فهم يريدون أن ينسَوك رأفةً بك, فلماذا تذكرهم بك؟ وترتكب الجريمة؟,

وقد أرادوا تغيير طقس الوحي على مزاجهم, وقد أرادوا احتكار الإله "نحن أبناء الله وأحباؤه", وقد أرادوا صياغة التاريخ على هواهم, وقد سرقوا كلَّ الخريطة وصادروا التاريخ, وقد أرادوا أن يؤمن الناس بدين مزاجهم, وقد أرادوا أن يكونوا المشرّعَ الكوني لملكية لأرض باشتراط موافقة ثمانين في المائة من مزاجهم على البقاء أو الانسحاب, هاهم يريدون أن يكون لهم حقُّ الجريمة, وللآخرين استحقاقُ العقاب, إنها مجرد جبلّة العناد التي كانت على مدار التاريخ تعرف جريمتها وتدفن رأسها في العناد, وتتحسس دوماً استحقاقها للعقاب, وتعرف أنّه سيأتي حتماً شاملاً كاملاً وإن طال العناد.

اللجنة الاعلامية في الجزائر







#علي_شكشك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بياض صمتها
- القدس في آخر العام
- حول الملعب
- مايعجز الكلام
- النيوءة
- نحن لا غودو
- ترجمان الاشواق
- الزمن الثقافي الفلسطيني
- موجز الكلام- فتحي الشقاقي-
- في منطقة اليقين
- الجريمة
- فيما هو آت من مستقبل الزمن الذي فات
- قدس الزمان
- القدس ستملأ الأفق
- فرادة النكبة -وطن حيّ لا تقطنه روحان-
- نحن المضاف إليه في {أرض الميعاد}
- مسرح في المسرح
- الكريم يُكرّمُ الكريم -وسام في الجزائر-
- غزة تتجلي
- الشهيد القائد كمال ناصر


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي شكشك - مجرّد عِناد