نعمة الحباشنة
الحوار المتمدن-العدد: 2863 - 2009 / 12 / 20 - 19:37
المحور:
الادب والفن
تمضي بنا الأيام تتمارى بخيلائها وترقص فوق رفات أجسادنا المتعبة بحصاد السنين ووقع أقدامها لتترامى على طرقاتنا أشواك العمر وأعوام مرت سنة تودعها سنة ؛ وتستريح على شواهد قبورنا أرقام وتواريخ هي ما عشناه وما عانيناه في هذه الحياة المترفة بالمتاعب والغضب والعفو والحقد والحب والظلم بعيدا عن الراحة أو بين أحضانها المترفة ،، ربما هناك عندما تتمدد تلك الأجساد فوق ذلك التراب القاسي قسوة سنين العمر نجد الراحة ؛ وربما نكتشف أننا كنا نعيش الكذبة وأن المحال أصبح حقيقة واقعة ؛ وربما تفاجئنا الفجيعة الكبرى بأننا كنا لا نعرف شيء وأننا كنا مجرد نقطة سوداء أو بيضاء على لوحة الحياة ،،
كلها قوانين مفروضة علينا وملاحم كتب علينا أن نعيشها بواقعها المرير أو السعيد وأرقام لثواني ودقائق وساعات تحركها عقارب بلا لون ولا روح ولا معنى ... بيضاء مرة وسوداء مرات وربما ملونة بألوان قوس قزح تصبغها لوحة ربيعية على حياتنا الفانية لتستقر السعادة في النفوس لحظات مكتوبة بأقلام مدادها من ريح الزعفران ،،
أحلام تتهاوى لروعتها الأحلام ؛ أو قد تتهاوي لبشاعتها كل الأيام تحطم تلك الأنفس التائهة وسط الضجيج معاول قدر يختبئ بين ثنايا الوقت وظلمات الفجأة ، خطوات نخطها نحو القبور بجرأة ووقاحة ورغبة في الاستمرار رغم تحطم كل الجسور التي تربطنا بهذه الفانية المتعالية بكبرياء وشموخ لأنها تعرف أنها الوحيدة المتاحة ورغم الآلام ...
مروج خضراء تغطيها شجيرات من صبار أو ورد وريحان تمتد فوقها شواهد قبور متراصة تحكي عن فقير وعن غنى وعن إنسان يجاوره شيطان ، عن غصة وعن قصة ؛ قصص وحكايات ضمتها تلك القبور ولم تفصح عنها لان السر مات ودفن مع الأموات ...
خطوات نمشيها بلا استحياء منذ أول لحظة وحتى أخر قطرة ماء تصب على تلك الأجساد الباردة برودة الحلم العتيق بعيش سرمدي وقصة عتيقة عن نبع الحياة فهل هناك قصص تحكى بعد تلك القصة ؟؟؟ هو المحال لأنها لا تنطق تلك القبور ولن تتوقف عند شواهدها الحياة رغم أنف الجميع ...
نعمة الحباشنة / عمان / الأردن / هرطقات من زمن الهروب / 24/11/2009م
#نعمة_الحباشنة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟