|
بعد سيندي ، سنوبي وديزي ، وهيري ، وبيترقطط وجرذان وخنازير غينية
ربحان رمضان
الحوار المتمدن-العدد: 2863 - 2009 / 12 / 20 - 17:50
المحور:
الادب والفن
" قصص للصغار والكبار" لم تمض فترة قصيرة على إعادة القطة سيندي إلى بيت أيتام الحيوانات ، حتى عاد الطفل يطالب أبويه بشراء كلب بشرط أن يكون كلبا صغيرا ً من عائلة ( تشيواوا) الشهيرة ، ومع تجاهل أبيه كان يزن في رأس أم أن تشتريه له . قعد معه أبيه يناقشه محاولا ً ثنيه عن طلبه قائلا : يابني يجب عليك أن تجد في دراستك أولا ً ، وأن تكون الأول في صفك ثم سنفكر في شراء كلب ، الكلب بحاجة لمكان كبير وبيتنا يابني غرفتين صغيرتين ، دون شرفة ، كيف يمكننا تربية كلب كذا؟ - هذا الكلب صغير ويمكن أن ينام معي في الغرفة ،هكذا قال الولد لأبيه . - لكن يابني هذا الكلب الذي اسمه شيواوا يشخر أثناء النوم ولن تستطيع النوم ليلا ً . - رد الطفل قائلا : هذه مشكلتي وليست مشكلتك ، سأستمع إلى شخيره وكأنه موسيقى ، من فضلك اشتري لي كلب . - يابني هذا الكلب بحاجة لعناية يوية ، فسحة في الصباح ، وفسحة في المساء .. ويجب أن تغسله يوميا .. - نعم ، نعم ياأبي .. سأفعل كل هذا ، من فضلك اشتري لي كلبا ً . - يابني عيونه البارزة معرضة للجفافِ القرنيِ والزَرَقِ الثانويِ ، وهو عرضة لمُنْزَلقِ يَخْنقُ ، وأنه لا يتحمل البرودة والإجهاد ، وقد يصاب بالروماتزم ومن الضروي أن تشتري له معطف ، وأن تنظف المعطف يوميا .. . - لا يهم ارجوك يابابا اشتري لي كلبا ً ، أريده من عائلة ( تشيواوا) الشهيرة . عاد الأب لنصيحة أبنه : يابني هذا النوع من الكلاب وخاصة عائلة ( تشيواوا) عرضة للكسورِ وخاصة في فترة ما بعد الولاده . رد ّ الطفل : أعرف ذلك اشتري لي كلبا ً .
يابني هذا الكلب من أصل أمريكي ، وأنا لا أحب الأمريكان .... رد عليه الطفل بحدة : لا ، إنه كولمبي . هل تعتقد أن الكولمبيون لا يحبونا ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله (دق الماي ، وهي ماي *، ولك بقوله : ثور ، بيقلي : احلبه) . يا ابني لن اشتري كلبا لأن بيتنا صغير ولا يتحمل أربعة أشخاص ، خلص .
بعد فترة قصيرة عاد الأب إلى بيته مجهدا ً من عناء يوم مجهد ، استقبله ابنه ببالغ الحفاوة ، قال لأبيه : أريد فقط 100 أويرو ، اعطني من فضلك 100 أويرو .. 199 أوير !! لماذا؟ بس مايكون كلب ؟
إنه مبلغ كبير ، ولكن الأب مقتنع تماما ً بما كان يقوله له ابنه : (المرأة والطفل الصغير ، يعتقدا أن الأب على كل شئ قدير) . سنشتري أنا والماما مفاجأة ، شئ يخص الكمبيوتر .. لقد ضرب الطفل على الوتر الحساس ، حيث أن الأب يحلم بشراء كومبيوتر ، حتى ولو كان مستعملا ً لكن الفواتير ترده تباعا ً .. فاتورة الهاتف أكبرها ، ثم الكهرباء ، فالماء الساخن ، فالماء البارد وجهاز التدفئة .. وقسط تأمين السيارة ، والبنزين ، وأقساط المدرسة ، وأثمان الدفاتر والأقلام .. ، وثمن تذاكر السينما التي اعتاد الطفل أن يرتادها من حين لآخر .. وأقساط الديون التي أرهقته .. وقناني الماء للشرب ، والخبز ، وقسط المحكمة بعد أن حكمت عليه محكمة بدفع (خوة) لأحد عملاء النظام المتهم بعلاقة غير شريفة مع جهاز أمن ، وبقية المصاريف الحيوية الأخرى .. كرر الطفل : اعطني 100 أويرو ، وساشتري أشياء تخص الكومبيوتر ، هل تسمعني ؟ كومبيوتر ، وأشار له بيديه عن كمبيوتر صغير .
اعتقد الأب أن زوجته عثرت على متجر لبيع الكومبيوترات المستعملة من جديد ، فقد اشتروا قبل ذلك كمبيوتر مغشوش ، كان يقرأ فيه اللغة العربية بالمقلوب ، ومن أجله تعرف على نصف خبراء الكومبيتر في المدينة التي يقطن فيها ، كما أنه استرشد إليه أحد عملاء الأمن في المدينة وأصبح يرسل له رسائل وفيروسات إلى أن رماه على الرف بانتظار تصليحه ذات يوم . سكت الأب برهة ، ثم ذهب إلى البنك الذي ترسل من خلاله الشركة التي يعمل فيها إجرة عمله وعاد ومعه المئة أويروا , قال لابنه : ( تفضل أي 100 أويروا وفرجيني شو رح تشتري انت وامك فيها..!!)
في في اليوم التالي عاد الأب ليجد قطتان صغيرتان ، وصندوق يشبه القفص ذلك الذي تبول فيه القطط ، ورمل ، وأكل يكفيهما لأكثر من أسبوع .. شحب وجهه ... رأى أن الطفل يقفز فرحا .. لم ينطق بشئ لأنه لن يستطيع إعادتهما في كل الأحوال فرح مع الطفل ونادى القطة ليطعمها " كيت كات" .. قال لطفل : إنها ديزي ، والقط اسمه سنوبي .. من اللطيف أن تتعرف عليهما يابا . ومنذ ذلك اليوم أصبح يحاول الأب التقرب من القطط أكثر كي لا يزعل الطفل ، وأمه ... ولكثرة مابولت ديزي في فراش الأبوين ، وسنوبي في المطبخ قرب غسالة الصحون قررت العائلة التخلص منهما وهما حزينان . أخذهما الوالد في قفص اشتروه خصيصا لنقل القطط ، وذهب إلى الدكتور البيطري الذي اشترى الطفل وأمه منه القطتان . ولما كان الصالون مزدحما بالقطط المصابة بالكريب وأمراض الشتاء اضطر أن ينتظرعند الباب حيث كانت امرأة تنوح على كلبتها التي حدد لها الدكتور موعدا ً لإجراء عملية جلااحية في المعدة جرّاء إصابتها بالقرحة المعدية .
بعد انتظار طويل خرجت الطبيبة تسأله عن طلبه ، ربما معه قطط للمعالجة ، قال لها : أرجوك أيتها الطبيبة الوقورة أعيدي هاتين القطتين لأنهما أتعبتانا ، إنهما تبولان في أي مكان لا على التعيين ، وقد حاولنا مرارا ً أن نعلمها أين تبولان لكنهما يغافلننا وتبولان في أماكن مختلفة من البيت . ردت عليه وهل عرضتهما على طيب نفساني ؟ قال لا ، وأنا ليس عندي وقت للإعتناء بهما . لقد تأخرت / أجابته الطبيبة ، والآن ليس عندي أقفاص لهما ، لماذا لم تتصل بنا هاتفيا !!؟؟ قال والله كنت مشغول وأرجو أن تدبري لهما مكانا ً لائق . أجابته : لايمكن .اتصل بنا فيما بعد . غلط الرجل وقال لها لكني سأسافر في الأسبوع القادم . خرج الشرر من عينيها وقالت له : سوبر ، وترمي القطط في الشارع ؟!!
اتصلت مباشرة باللجنة العليا لحقوق الحيوان ، قالت لمحدثيها : تعالوا بسرعة يوجد لدي شخص يحاول التخلص من قططه . التفت الرجل يمنة ويسرى ثم تقدم منها راجيا لفلفة الموضوع ، قال لها أنها عدل عن السفر ، سيبقى مع قططه حتى يفرجها الله ويتأمن لديها مكان .. قال لها : وإن سافرت فزوجتي ستعتني بهما كما تعتني بابننا الوحيد .. وحتى لو تغيب عن المدرسة لا بأس .. معك .. معك حق فحياة القطط أهم من وجهة نظر حقوقية وانسانية . خرج من عندها وانطلق نحو ميتم الحيوانات الواقع في حي الضفة من المدينة ..
لما وصل الميتم حيته السكرتيرة ، فقال لها :
قطتان جميلتان ، لطيفتان جدا ً ، جدا ً ، جدا ً .. نحبهما جدا ً جدا ً جدا ً (عائلتي وأنا) .. إلا أنهما تبولان دون إنذار خارج صندوق الرمل .. أرجوك ، وأرجو من العاملين على ميتمكم الموقر العناية بهما .. - وهل ستتركهما عندنا ؟ - نعم ، من فضلك توصي بهما . - وهل لقحتهما ؟ - نعم ، نعم ، ومنذ فترة قصيرة جدا ً ، حبيباتي ، سأشتاق لهما . - منذ متى تقريبا ً؟ - منذ شهر تقريبا ً . - لا ، لا . يجب عليك دفع ثمن لقاح آخر ، في كل الأحوال . - لماذا ، وقد أتيت بهما إليكم ؟ - أولا يجب تلقيحهما مرتين ، وثانيا يجب أن تبرز لي إثبات أو تقريرىالطبيب المختص الذي لقحهما . - صدقيني نسيت التقرير الطبي في البيت . - لا بأس ، تترك لدينا مائة أويرو ، ولما تثبت أنك لقحتهما سنعيد لك الخمسين . - والخمسين الباقي ؟!! - ستبقى لدينا لنلقحهما نحن . - لكن ، يا مدام ، أليس المبلغ كبير ، وأنا دون عمل ؟!! انظري إلى الأكل الذي أشتريه لهما ، صدقيني أشتري لهما أكلا ً أفضل مما نأكل أنا وعائلتي ، نعتني بهما زوجتي وأنا لأكثر مما نعتني بابننا الوحيد ، وفي النهاية تطلبي مني المزيد؟!! هكذا ، ستدفع ، في كل الأحوال سواء أكنت غنيا ً أم فقير .. إنها أوربا . طيب ، أوكي ، وتمتم كلمات نابية بحق ذاك الذي كان السبب في مجيئه إلى هذه الدولة التي تدافع أجهزتها عن حقوق البعض ضد البعض ، شتمه ، وشتم المهرب الذي هربه ، وذلك المخبر التابع لجهاز الأمن الذي لاحقه في القطار يومها والذي جنّ ، وبقي يفتري على الناس أولا ً بأول مرسلا تقارير أمنية من زوايا المراحيض هناك .
خرج عائدا ًإلى البيت ليأتي بالإثبات كي لايدفع كامل المبلغ .. رأى مجموعة نساء تحملن كلابا ً ، وواحدة وضعت فأرا ً بين نهديها لم يظهر إلا رأسه .. ولما عاد رآهن قد رجن ومعهن كلابا ً أخرى ، والفأر لايزال بين نهدي الفتاة .
راجعت السكرتيرة وثيقة التلقيح فوجدت أن المدة قد تجاوزت الشهر ، فقالت له معتذرة : " ستبقى الخمسين أويرو عندنا من أجل تلقيحهما من جديد " . هذا رقم هاتفي ، وإليك رقم هاتف زميلتي ، اتصل بنا متى اشتقت لقططك ، حدد معنا موعدا وعلى الرحب والسعة .. لما عاد إلى البيت فوجئ بأن ابنه لعب بعقل أمه فاشترت له خنزيران غينيان ، والحقيقة أن الخنزير الغيني ليس خنزير بل إنما هو حيوان من حيوانات القوارض ، يشبه إلى حد بعيد الفأر الأبيض المصري الذي يربي البعض في بلادنا من أجل ان يترزق عليه في البحث عن الحظ ، وكان أحد الخنزيرين الغينيين ن خنزير أسود ، وكانت أم الطفل قد اشترت قفص خاص لهما ، وأعشاب يابسة ، وتبن .. لم يسأل الأب إلا عن التبن : من أين وكم سعره ..
أفاده ابنه أن التبن رخيص جدا ً ، قال له : تصور يابابا ، كيلو التبن بعشر أوروات فقط .. هل يوجد أرخص من هذا الأكل ؟؟؟ !!!
قارن الرجل بين أسعار المأكولات التي يستهلكها مع عائلته ، وبين سعر التبن فوجد أن تبن الخنازير الغينية أغلى ، و خلاصة الأمر هو أن لكل حيوان حق الحياة .. أما الشعوب .. !!
حاول حل اللغز لكنه لم يستمر في التفكير طويلا ً ، ولم يجاوب عن نفسه ، رأى أنه من الأفضل أن يتوقف عن النقاش في قضايا الحيوانات المدعومة من الجهات الرسمية ، غير الرسمية إلى الأبد .. وهكذا فعل .
#ربحان_رمضان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
- رثاه شوقي ، وحافظ ابراهيم ، وهاجمه الجندي والسقاف -
-
معك قلوبنا ياابن أخي ..أيها الكردي .. أيها المنفي
-
ماذا عن مفهوم المواطنة في ظل حكم ديموقراطي جدلا ؟
-
تغيير نظام وليس إسقاط دولة !!! حوار مع تجربة
-
ثورتي أيلول في كردستان وفي إرترياحققتا حلم الشعبين بتحقيق تق
...
-
استشهد الشيخ البكاري وعاش أهل الرفيد
-
حول مشروع برنامج الحركة الكردية المطروح من قبل الأستاذ صلاح
...
-
فلنحيي صانعي الخامس من آب
-
طفل ونورس وقرص شمس
-
ربحان رمضان في حوار مع رئيسة الجمعية الإغريقية – البلغارية ا
...
-
ايران : انتخابات ، ثورة ، ومظاهرات
-
بمناسبة الخامس من حزيران كل عام وانتم بخير
-
- المستبد (عبد) يتمثل سيده -
-
هل كان الحسيني خائنا لشعبه عندما تعاون مع الألمان ؟
-
أنت صيني ؟.. أنا لست صيني ؟ إذا ً صيني .. وعنزة ولو طارت
-
حكاية الحوت وشيخ الخدم قصة قصيرة جدا ً للكبار والصغار
-
فلنحتفل جميعا بالنوروزعيد قومي للكرد ، يوم فرح للجميع
-
مات الذي كان من المفروض أن يكرم في يوم المعتقل السياسي
-
عودة سيندي- قصة قصيرة للصغار والكبار
-
عودة سيندي
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|