محمد سعيد الصگار
الحوار المتمدن-العدد: 2862 - 2009 / 12 / 19 - 21:59
المحور:
الادب والفن
ما كان على قامة سامي عبد الحميد الشامخة أن تنحني أمام تلك الملابسات التي حوّلته من علم من أعلامنا الثقافية العراقية على مدى أكثر من خمسين عاماً، إلى كاتب حسابات يحصي أيام خدمته لهذا الوطن العجيب، ويصرف أيامه في مراجعة المواد القانونية التي تكفل له حقوقه المشروعة الضائعة، ونحن أحوج ما نكون إلى استثمار تجربته الإبداعية وخبرته العملية والأكاديمية في مرفق ثقافي وفني رافقناه فيه طيلة خمسين عاماً أغنى بها تاريخنا المسرحي، وربّى لنا فيها أربعة أجيال تتواصل بها مواهبها، وستبقى تتذكر له أبوّته ورعايته وتطلعاته إلى مسرح ذي قيم رفيعة، أنفق فيها هذا المبدع الكبير كل ما حصل عليه من جهد علمي وفني، وارتضى في أواخر أيامه أن يوجه مثل هذه الرسالة المحرجة (جريدة المدى 12/13) إلى موظفين في مستوى المسؤولية لكي يعيدوا حقوقه القانونية إليه.
ألم يكن من دوافع الإعتراف بقيمة ما أنتج هذا الرجل، أن يسهّلوا له سبل المكانة الكريمة دون فضل من أحد، مهما جلّ مقامه، فهي حق لا ينفع معه تكريم متأخر، وهو أهل له.
فأن يصرف هذا المبدع وقته، ونحن بحاجة إليه، إلى مراجعة المواد القانونية، ويأتينا بأرقام وإحالات إجرائية، لا تليق بمقامه وبحالته الصحبة، أمر لا يبعث على الرضا، وعلى المؤسسات الثقافية أن تأخذ مدارها في احترام هذه النماذج الثقافية التي أسست لواقعنا الثقافي المعاصر.
تحية لبطل (أغنية التُم)، ولإنجازاته البارعة.
محمد سعيد الصكار
[email protected]
#محمد_سعيد_الصگار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟