غسان سالم
الحوار المتمدن-العدد: 2862 - 2009 / 12 / 19 - 09:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في الدول الديمقراطية، تستقيل الحكومات عندما تخفق في تحقيق ما وعدت به، أو حينما يظهر هناك تقصير ما في أدائها، وهناك بعض الوزراء يقدمون استقالاتهم، بعد أزمة تتعلق بوزاراتهم، حتى وان كانوا غير مقصرين، لان المسؤولية (الأخلاقية) تفرض عليهم الاستقالة، كي لا يوقعوا أحزابهم في مأزق تدني الشعبية، كل هذا في الدول الديمقراطية.
والعراق البلد الـ(ديمقراطي!) الوحيد يشذ عن هذه القاعدة. كعراقيين لا نريد من الحكومة ان تستقيل بسبب ما حصل من خرق امني متتالي السيناريو، ومكرر المشاهد، لأننا لا نريد ان يدخل البلد في فوضى ما بعد الاستقالة، كما لم نكن نتوقع، ولا نريد ان يحصل (لا سمح الله!) ان يقدم وزير الداخلية أو وزير الدفاع استقالتهما، فنحن ندرك مقدار الجهد الذي يبذلانه في تحقيق الأمن، والدليل على ذلك (الأيام الدامية!).
و هم يسعون بكل وقاحة لتقليل إحصائيات وزارة الصحة حول ضحايا التفجيرات، وينتقدون بعض وسائل الإعلام، التي تنقل أحداث (بعض هذه الأيام!) التي كثرت.
ما كنا نريده بحق ان تكون جلسة استجواب رئيس الوزراء علنية، والتي تحولت الى استدعاء، ثم استضافة، وأصبحت استقبال الفاتحين!
ما الذي تخبؤه عن الشعب، لماذا تبررون عجزكم بحجة (المحاصصة) ألم تجلسكم هذه المحاصصة على كراسيكم؟
لماذا السرية؟ ولماذا بعض التسريبات التي ترفع اللوم عن المسؤول؟ وتضعه على صراع القوى السياسية؟ وكل هذه دعاية انتخابية بدم الأبرياء!
لماذا يتكرر سيناريو الأيام الدامية؟
كيف.. ومتى.. وأين.. ولماذا تتحرك سيارات الموت عبر سيطرات بغداد؟ المجهزة بتقنيات تكتشف (فساء الطفل!).
#غسان_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟