|
قصيدة بعنوان(كَريمُ المَنحَر)
جليل النوري
الحوار المتمدن-العدد: 2861 - 2009 / 12 / 17 - 23:28
المحور:
الادب والفن
بسمه تعالى (كَـريمُ المـَنحَـر)
إنْ تـَعَلّمَ البعضُ منكَ... أنْ يكونَ مظلوماً فيَنتَصِر... فلقد تـَعلّمنا مِنكَ العِزّة... وأنْ نكونَ أحراراً في دُنيانا... وأنْ نرفض كلَّ أشكال العبوديّـة... إلا عبوديّـة المعبود الواجبة... وهي الموصّى بها... عَلّمتَنا... أنْ لا نـُعطي أيادينا للذِلة ولا نـُرخِّصها... لأنها خُلِقَت عزيزة كريمة... وأرادَ مَنْ خَلَقَها أنْ تـَمتَدَّ له فقط... عندما تريد أنْ تطلب شيئاً... عَلّمتَنا... أنْ لا يكونَ للنفس مقام في ذاتها الفاني... لأنه لا يكون مُناسباً... ومقام الذات المُقدّسة قائم أزلي... عَلّمتَنا... أنْ نـُقَسِّمَ الخير على جميع الأحبة... وأنْ نـُحِبّ لهم ما نـُحِبّ لأنفسنا... عَلّمتَنا... أنْ لا يكون بُـكاؤنا على مَنْ نـُحِبّ فقط... فلقد رأيناك تذرف دموعاً على أعداءك... رحمة بهم... ورأفة عليهم... لأنهم سيدخلون النار بسببك... عَلّمتَنا... أنْ لا نـَقرَّ لأيٍّ كان إقرار العبيد... لأنّ الإقرار بكل معانيه لا يكون جميلاً... إلا للعظيم الأعظم... عَلّمتَنا... أنْ لا يكون خروجنا يوماً طلباً للدنيا... وأنْ لا يحفَّـه الظلم والمفاسد والإفساد... لذلك صَرّحتَ بهدف الخروج جهراً... طالباً الإصلاح في أمة جدك الخاتم... عَلّمتَنا... انَّ مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر... أساس لا ينفكّ عن أهل الحق... وإنْ قــَلَّ مُناصِروهُ والمُطالبونَ به... عَلّمتَنا... انَّ التضحية مهما كانت عظيمة... فهي في ذات الله قليلة ورخيصة... وقد تصبح مُنعَدِمَة ولا قيمة لها بتاتاً... أمام المقام السامي لله... عَلّمتَنا... انَّ أحدنا مهما كان حقيراً... فانَّ فناءَهُ في الله... سيجعل مِنهُ عزيزاً كريماً... عَلّمتَنا... انَّ الثوابتَ التي رسمها النبيّ الأُمّيّ... هي دستورنا... وإنْ اتهمنا البعض بالجهل وقلّة المعرفة... عَلّمتَنا... انَّ أعظمَ تجارة هي مع الله... لأنها الرابحة دوماً... ولن تبور... عَلّمتَنا... انَّ مَنْ لديه أخت كزينب... عليه أنْ يسير في طريق الحق ولا يُبالي... عَلّمتَنا... انَّ أعظمَ صداقة هي التي كانت في الله... لذا مَلئتَ يديك من صَحبـِك... و في أشدّ الظروف قسوة ومرارة... لأنها كانت لله وفي الله... ومُجرَّدَة من المصالح... عَلّمتَنا... انَّ السيفَ لم يكن فيصل المنازلات... ودليلك وشاهدك... دمك الذي لازالَ عبيطاً... ويُهيج الضمائر على مَرِّ السنين... عَلّمتَنا... انَّ السخاء بالنفس... أعلى مراتب الكرم... فكُنتَ الكريم... الذي أبى إلا أنْ يُقدّمَ مَنحرَهُ قــُرباناً لله... عَلّمتَنا... انَّ الليلَ لن يدومَ طويلاً... مهما أزعجَت المُبصرين عتمته... لأنَّ شمس النهار لابُدَّ لها من بزوغ... فــَتُذهِب بظلامه الدامس بعيداً... عَلّمتَنا... انَّ قوةَ الإيمان... هي أساس كل قوة... لذا صَبرتَ واحتسبتَ قــُربة للعزيز الحكيم... مع هول المصائب وشدتها... عَلّمتَنا... انَّ طريقَ الحق صَعبٌ مُستَصعَب مهجور... لذا نصحتم بأنْ لا نستوحش منه... فسالكوه قِلّة قليلة على مَرّ العصور... عَلّمتَنا... انَّ التاريخ لا يصنع الرجال... وهذا ما لمسناه فيك... فلقد صَنعتَ التأريخ... وحاشا أنْ يكونَ هو مَنْ صَنعَك... عَلّمتَنا... انَّ النفوس تتزلزل بأصحابها... إنْ لم يكن أساسها الرضوان وتقوى الله... عَلّمتَنا... انَّ الصبرَ مفتاح الفرج... لأنكَ تدرك انَّ مع العُسرِ يُسراً... عَلّمتَنا... انَّ الإسلام يستحق التضحية بالغالي والنفيس... فــَجَعجَعتَ بأهلك وعيالك... إلى أعظم بلاء... عَلّمتَنا... انَّ واعيةَ الحق يجب أنْ تـُـنصَـر... وإنْ كانت ضريبتها... هلاك الأنفس والأهل والصحب... عَلّمتنا... وعَلّمت من سبقنا... وسَتُـعلّم أجيالنا... مادامت هنالك حياة... وللأحرار نَفَسٌ يصعد وينـزل... وسيبقى الوجودُ يَتعلّم... لأنَّ الجميع لازال ظامئاً... ومن فيضِ جودِك لم يَرتـَوِ... ولن يرتوي...
دروس من سيد الشهداء روحي لتراب نعله الفداء كُـتِبَتْ بمناسبة حلول شهر محرم الحرام
#جليل_النوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|