أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهجت عباس - تكلم أنت أيضاً *- للشاعر الروماني باول تسيلان (1920-1970)














المزيد.....

تكلم أنت أيضاً *- للشاعر الروماني باول تسيلان (1920-1970)


بهجت عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2861 - 2009 / 12 / 17 - 23:29
المحور: الادب والفن
    


باول تسيلان شاعر رومانيّ ولد عام 1920 لأبوين يهوديين . كان يدرس الطب في رومانيا عندما غزت
ألمانيا النازية رومانيا وسيق وأبواه إلى معسكرات الاعتقال النازية حيث أعدم أبواه ، فتغيّـرت حياته.
وعندما احتل السوفييت رومانيا عام 1944 ، أُطلق سراحه من السّجن فعاش في بوخارست فترة قصيرة
غادرها بعدئذ إلى فيينا ومن ثم إلى فرنسا حيث عمل فيها طيلة ما تبقى من حياته التي أنهاها بالإنتحار غرقاً في نهر السّين عام 1970. يكتب بالألمانية ويجيد اللغات الفرنسية والإنكليزية والرومانية وقد ترجم من هذه اللغات لكثير من الشعراء والأدباء وظهرت أشعاره في ستة كتب منها "خشخاش وذاكرة"
ترجمها عن الألمانية د. بهجت عباس

تكلم أنت أيضاً
تكلم كآخر المتكلمين
انطِق بكلماتك

انطِق –
ولكن لا تفصل بين الـ)لا( والـ (نعم)
أعطِ كلماتِك المعنى
أعطِها الظِّـلَّ .
أعطِـها ظلاّ كافياً،
أعطِـها أكثر
ما تعرف ما هو منتشر حولك -
بين منتصف الليل والظهيرة ومنتصف الليل.

ألقِ نظرةً حَـواليـك:
أنظرْ! كيف يغدو ما يُحيط بك حيّـاً –
عند الموت! حيّـاً،
ينطق صدقاً، من ينطق ظلاّ.

ولكنِ الآن يتقـلّص المكان ، حيث تقف :
الآن إلى أين ، أيها المُـعَـرّى من الظِّـل ، إلى أين ؟
تسلّـقْ . جَـرِّبْ الصّعـودَ.
تغـدُو أنحـلَ ، غيرَ واضحِ المعالمِ ، أرقَّ !
أرقَّ : خيطاً
تريد أنْ تـنحدرَ عليـه ، النجمـةُ :
إلى أسفلَ ، لتسبحَ ، أسفلَ ،
حيث ترى ذاتَها تلمع : في رهافـة
الكلمات المتجوِّلة .

SPRICH AUCH DU
Paul Celan

Sprich auch du,
sprich als letzter,
sag deinen Spruch.

Sprich –
Doch scheide das Nein nicht vom Ja.
Gib deinen Spruch auch den Sinn:
Gib ihm den Schatten.

Gib ihm Schatten genug,
gib ihm so viel,
als du um dich verteilt weisst zwischen
Mittnacht und Mittag und Mittnacht.

Blicke umher:
Siehe, wie’s lebendig wird rings –
Beim Tode! Lebendig!
Wahr spricht, wer Schatten spricht.

Nun aber schrumpft der Ort, wo du stehst:
Wohin jetzt, Schattenentblösster, wohin?
Steige. Taste empor.
Dünner wurst du, unkenntlicher, feiner!
Feiner: ein Faden,
An dem er herabwill, der Stern:
Um unten zu schwimmen, unten,
wo er sich schimmern sieht: in der Dünung
wanderender Worte.
===========================================================
ينصح تسيلان أوائل الخمسينات من القرن الماضي القارئ أن يتكلم ولكن لا يفصل الـ(نعم) من الـ(لا) ، يعني
أن يتكلم بغموض ، أي أن يعطي الظلّ (التعتيم) لكلماته ولكن أن يعطيه المعنى ، فبهذا يكون كلامه صادقاً عكس
الذي يتكلم تحت الأضواء ، حيث يداور ويكذب أو بالأحرى (ينافق) خشية أو طمعاً أو لغاية أخرى ليرضي الآخرين . وهذا يشبه ما نراه اليوم
من الكتاب الذين يكتبون بأسماء مستعارة ، حيث يكتب بعضهم بصراحة لأنه غير معروف وإن كان بعضهم يكتب بوقاحة
ومن غير نزاهة ، وهذا ما لم يقصده تسيلان. ربما يقترح تسيلان بأننا نتكلم ونفكر في طريقة تحفظ رؤيتنا (فهمنا)
شعورنا، وأفكارنا مفتوحة إلى إمكانيات خيالية أو غير خيالية دوماً . كل برهان يحتاج إلى (تغليف) في (نفيه)
وكل (نعم) تحاط بهالة (لا) والعكس بالعكس . وهذا يعني لغة الظلّ (Schattensprache) التي استنبطها Ralf Zuschachlitz وهي
لغة تسمح بالغموض ، لغة تفصح عن "الحقيقة" لأنها تجمع كل مضادات التناقضات التي ترفض بقوة الكذب الصريح تحت
الضياء ، وبمعنى آخر ، التعتيم (الظل) هو (تغليف) وقائي. أما إذا لم يجد المرء نفسه في (ظلال) ، أي
أصبح مكشوفاً ، فعليه أن يحاول الصّعود فيصير نحيفاً كخيط تتمنى أن تنزلق عليه النجمة المضيئة إلى
الأسفل لتلمع برهافة الكلمات المتجولة (نحيفة من التجوال) ، حتى لا يراها الآخرون إلا بصعوبة .




#بهجت_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميلاد فينوس - راينر ماريا ريلكه
- تساؤلات - للشاعر الأسباني فيديريكو غارسيا لوركا (1898-1936)
- صدور كتاب جديد في ترجمات الشعر العالمي
- ثلاث قصائد من شعر فيديريكو غارسيا لوركا (1898-1936)
- رقص في حديقة البَتِينيرا* - فيديريكو غارسيا لوركا (1898-1936 ...
- قصيدتان - فريدريكو غارسيا لوركا (1898-1936)
- أسطورة حوريّة البحر والسّكارى - لشاعر تشيلي الكبير بابلو نير ...
- قراءة في الجينوم والجينات والشيخوخة
- اهبطي ، أيتها الشمس الجميلة - فريدريش هولدرلين (1770 – 1843)
- مُنتَصَفُ العمر - للشاعر الألماني فريدريش هولدرلين (1770-184 ...
- ثلاث سونيتات إلى أورفيوس – راينر ماريا ريلكه
- سونيته إلى أورفيوس - راينر ماريا ريلكه
- حدث في بغداد ...حدث في لندن
- نظرة في جينوم السَّرطان
- النّاسك - للشاعر الألماني يوزيف فون آيْشِنْدُورْف (1788-1857 ...
- عندما كنتُ صبيّاً - للشاعر الألماني هولدرلين
- هل يجب أن يعود الصّباح دوماً ؟ للشاعر الألماني نوفاليس
- نظرة إلى الوراء - كْلِيمَنس فون بْرَنْتانو (1778 - 1842)
- هل للعنف جين ؟
- تقسيم الأرض - للشاعر الألماني فريدريش شيلر (1759 - 1805)


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهجت عباس - تكلم أنت أيضاً *- للشاعر الروماني باول تسيلان (1920-1970)