نادية عيلبوني
الحوار المتمدن-العدد: 2861 - 2009 / 12 / 17 - 23:27
المحور:
القضية الفلسطينية
تكاد لا تتكلم مع أي أحد في غزة لتسأله عن الحال و الأحوال ،حتى يبادرك إلى التعبير عن قلقه وخوفه وخوف الناس في القطاع من وباء انفلونزا الخنازير.فهل هذا المرض خطير إلى تلك الدرجة التي تستوجب كل مظاهر حالة الهلع التي يبثها إعلام حركة حماس لتوجيه الأنظار بعيدا عن جرائم حكومتها في القطاع؟
وللمزيد من المعرفة بالنسبة للقارىء، أريد فقط ،أن أشير إلى أن أفراد أسرتي جميعا قد أصبن من حوالي الثلاثة أسابيع بانفلونزا الخنازير ، وقد تعافوا جميعا في غضون ثلاثة أيام . وكان الأطباء قد أكدوا لنا عدم وجود ما يستدعي القلق أو الخوف من هذا المرض، وأكدوا لنا أنه أقل خطورة من الانفلونزا التي تصيب الناس عادة ،وأن الذين يفقدون حياتهم في الانفلونزا العادية هم أكثر بخمسة أضعاف من الذين يتعرضون لخطر الموت في انفلونزا الخنازير.
شخصيا ، ومن خلال معاينتي لأفراد أسرتي أثناء المرض، لم أجد فارقا كبيرا بين أعارض الانفلونزا العادية وأعراض انفلونزا الخنازير، بل إنني لاحظت أعراضا أقل حدة، سواء فيما يتعلق بارتفاع درجات الحرارة أو السعال والرشح ، أو الآلام العضلية التي يسببها المرض. كما لاحظت أيضا أن المرض لم يؤثر كثيرا على نشاط أفراد عائلتي لا بل أن ابنتي أصرت على الرغم من التحذيرات على عدم التغيب عن جامعتها وحضور كافة محاضراتها في الجامعة.
ولنا أن نتساءل ،هل يحتاج الناس في قطاع غزة إلى معاينة المزيد من أشكال الرعب، غير ذاك الذي اختبروه ويختبرونه يوميا على يد حكومة حركة حماس لكي تضاف إليهم مخاوف جديدة؟ وأيهما أخطر انفلونزا الخنازير التي يستطيع المرء التعافي منها في غضون أيام معدودة ، أم الأمراض النفسية والاجتماعية العديدة والمتنوعة الني تصنعها الحكومات المستبدة في المجتمع؟
صحافية فلسطينية مقيمة في فيينا
#نادية_عيلبوني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟