أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - فاطمة عبد الرؤوف - الثقافة الجنسية للفتيات.. مسؤولية من؟!















المزيد.....


الثقافة الجنسية للفتيات.. مسؤولية من؟!


فاطمة عبد الرؤوف

الحوار المتمدن-العدد: 868 - 2004 / 6 / 18 - 06:32
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


فاطمة عبد الرؤوف - باحثة إسلامية بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة
ثمة عدد من المشكلات والقضايا لا تلقى الاهتمام والانتباه على الرغم من خطورتها وآثارها على أمن المجتمع الإسلامي واستقراره ، وتجاهل مثل هذه القضايا بشبه تجاهل النيران تحت الرماد الذي قد يؤدي في النهاية إلى كارثة !

ومن القضايا التي يتم تجاهلها قضية الثقافة الجنسية للفتيات ، فالفتاة المسلمة اليوم تعاني لأنه لا أحد يهتم – حقيقة- بمشكلاتها الجنسية الخاصة ؛ فالأم أقرب إنسان إلى الفتاة تتحرج أن تتحدث مع ابنتها في مثل هذه الأمور ، وإن تحدثت معها فبلسان النصح الجاف أو التحذير أو التخويف ، وتستشعر الفتاة أنه من غير اللائق أن تسأل أمها في مثل هذه الأمور ( لأنها قلة حياء ) فتتباعد عن أمها وتتحدد نظرتها إلى هذه الأمور الجنسية وفقا لأحد احتمالين :

الاحتمال الأول: هو رفض الفتاة واحتقارها للجنس ؛ لأنه شي هابط لا يليق بالفتاة المهذبة أن يكون لديها شعور إيجابي نحوه ، إضافة لاحتقار مظاهر أنوثتها التي ترتبط في ذهنها بالدخول في مرحلة جديدة مرفوضة بالنسبة لها ، وربما يصل الأمر في النهاية إلى رفض وكراهية الزوج نفسه ، وإن تزوجت فمن أجل العادات والأعراف لا أكثر ولكنها تظل تعاني في زواجها ؛ لأنه قد ترسب لديها في اللاشعور أن هذا السلوك حقير وهابط ولا يليق بها أن تتجاوب معه فيترجم ذلك كله في صورة برود في علاقتها بزوجها ، ومهما كان الزوج رقيقا وحنونا فلن يجدي ذلك في ذوبان الجليد الذي يكسو حياتهما.

الاحتمال الثاني : أن تهتم الفتاة اهتماما مبالغا فيه بقضايا الجنس ، وحديث كثير من المراهقات يدور حول هذه القضايا ، وقد تتلقى معلوماتها من الصديقات الجاهلات وإن لم يكن لديها وازع ديني قوي فإنها تستقي معلوماتها من الدش أو المواقع الإباحية على الإنترنت ، والنتيجة في هذه الحالة تكون أسوأ بكثير وقد تصل بالفتاة إلى عتبة الانحراف!! لأن هذه النوعية من المعلومات تعتمد على الإثارة الحسية وليس فيها من العلم إلا القليل ، وربما وصلت إلى نتيجة تشبه النتيجة الأولى من رفض الزوج والهروب لأنه من الشائع بين المراهقات الحديث عن الآلام الفظيعة المترتبة على الزواج خاصة في مشكلة البناء .

وعلى سبيل المثال فهذه فتاة أرسلت مشكلتها لطبيب نفسي مشهور تشكو له من أنها ترفض كل عريس يتقدم لها بحجة مختلفة رغم أن كل عريس منهم لا يعيبه شيء حتى بدا أهلها يشكون في سلوكها على الرغم من أنها إنسانة خلوقة متدينة ولكن السبب الذي لا تجرؤ أن تبوح لأحد به لها في وصف الآلام التي تترتب على الزواج لذلك فهي خائفة!

** موقف الإسلام من الجنس

والسؤال هو ما موقف الإسلام من الثقافة الجنسية ومن هو المسؤول عن توصيل هذه الثقافة إلى الفتاة خاصة؟

الواقع الذي لاشك فيه أن الإسلام هو دين الفطرة فلم يقف من الجسد موقف الريبة والرفض بل منح الجسد الإنساني كل الحرية في الاستمتاع بطيبات الحياة الدنيا بلا إسراف وفي دائرة الحلال الخالص يقول تعالى :"والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون" (المؤمنون الآية 5 – 7)

فالزواج هو الدائرة المباحة التي يتحقق فيها الإشباع الجنسي ولن يتحقق ذلك إلا بالمعلومات الصادقة عن ماهية الزواج وأهميته ولماذا خلق الله الذكر والأنثى ولكل منهما خصائص جسدية ونفسية وهناك إشارات كثيرة لذلك وردت في القران الكريم والسنة النبوية الشريفة فالله سبحانه وتعالى يقول عن العلاقة بين الزوجين "هن لباس لكم وأنتم لباس لهن" البقرة 187

وللنفس الإنسانية أن تحلق في معاني هذه الآية الكريمة وما تشمله من نواحي الترابط المادي والنفسي وهذه الفكرة لابد من توصيلها للفتاة وأن سعادتها واستقرارها النفسي لن يكون إلا بالزواج الذي يعتبر حدثا مهما ومبهجا لذا فلابد أن تكون منشرحة وسعيدة عندما تظهر عليها علامات الأنوثة التي تفتح لها آفاقا جديدة في حياتها.

والسؤال في مثل هذه الأمور ليس عيبا أو حراما فهاهي امرأة من الأنصار تسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن كيفية الغسل من الحيض ، وبعد أن تروي السيدة عائشة رضي الله عنها الحديث تعلق قائلة : نعم النساء نساء الأنصار لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين .

** المبادرة بتقديم المعلومات الضرورية

ولا ينبغي أن ننتظر من الفتاة السؤال فقد يكون من الحكمة تقديم بعض المعلومات الضرورية حتى دون سؤال ، فعن أبي موسى قال : اختلف رهط من المهاجرين والأنصار فقال الأنصاريون: لا يجب الغسل إلا من الغسل أو الدفق أو من الماء وقال المهاجرون بل إذا خالط فقد وجب الغسل ، قال أبو موسى : فأنا أشفيكم ذلك فاستأذنت على عائشة فأذن لي ، فقلت لها: يا أماه أو يا أم المؤمنين إني أريد أن أسألك إني أستحييك ، فقالت : لا تستحيي أن تسألني عما كنت سائلا عنه أمك التي ولدتك فإنما أنا أمك ، قلت: فما يوجب الغسل ؟ قالت : على الخبير سقطت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جلس بين شعبها الأربع ومس الختان الختان فقد وجب الغسل.. رواه مسلم .

وموطن الشاهد هنا قول أم المؤمنين لا تستحيي أن تسألني عما كنت سائلا عنه أمك التي ولدتك وهذا الكلام موجه لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه فما بال العلاقة بين الأم وابنتها وما هي حدود الأسئلة التي تكون بينهما؟! ولماذا لا تأخذ الأم بزمام المبادرة ؟!

** توجيهات لتقديم الثقافة الجنسية للفتاة

- في مرحلة الطفولة لابد من تفهيم الفتاة حقيقة جنسها وأن الله سبحانه وتعالى خلق جنسين مختلفين الذكر والأنثى لحكمة يعلمها وأنه لا فضل لجنس على آخر وإنما يكمل كل منهما الأخر.

- في أواخر مرحلة الطفولة لابد من الإشارة إلى أن هناك تغييرات جسدية سوف تحدث وأن هذه التغييرات بشرى سارة ولا تحمل أي معنى للإزعاج .

- بمجرد وصول الفتاة إلى مرحلة البلوغ لابد أن تشرح لها خصائص جسدها وأعضاءها التناسلية الداخلية والخارجية.

- بتقدم الفتاة في العمر وفي الأوقات المناسبة لابد من تعريفها تدريجيا بطبيعة الزواج ويتأكد الأمر في حالة خطبة الفتاة إذ لا يجوز بحال من الأحوال أن تساق الفتاة إلى الزواج وهي جاهلة بما هي مقدمة عليه.

- الأم هي الإنسان المناسب لشرح هذه الحقائق لأنها القريبة من ابنتها وهي المسؤولة عنها وسيسألها المولى عز وجل عن هذه الأمانة ومن الممكن أن تشارك الأم في هذه المسؤولية معلمة المسجد أثناء دروس الفقه فهي تستطيع منح الفتاه بعض الأضواء الهادية أثناء دروس الطهارة أو أثناء الحديث عن أحكام الأسرة وهذه المعلومات تقدم في إطار العلم الشرعي لذا فإن لها قدسية خاصة وكذلك معلمة الأحياء في المدرسة عليها دور تقديم المعلومة الصحيحة للفتاة فيما يتعلق بتشريح جسدها ووظائفه وكل هذه المعلومات تلتحم معا لتقديم صورة صادقة وأمينة للثقافة الجنسية في ذهن الفتاة

- وأخيرا لابد من تربية الفتاة تربية إيمانية عميقة تدرك من خلالها أن جسدها أمانة يجب أن تحافظ عليها فلا تترك نفسها لصديقات السوء أو للدش ومواقع الإنترنت الفاضحة لتعرف منهم إجابات للتساؤلات التي في ذهنها عن الجنس لأنها بهذه الطريقة تعرض نفسها لباب واسع من الفتن قد لا تصمد في مواجهته ولكن عليها بأهل الثقة والعلم كالأم وإن لم تكن الأم.. فمعلمة المسجد أو أخت كبرى معروف عنها الالتزام والخلق وإلا فالصبر حتى يهيئ لها المولى عز وجل المعرفة الصحيحة مع الاستعانة بالصيام والصلاة والدعاء ومطالعة كتب العلم الشرعي



#فاطمة_عبد_الرؤوف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الوكالة الوطنية للتشغيل anem.dz: حقيقة زيادة منحة المرأة الم ...
- عندي بسكليتة ما بعرف سوقا ركبنا عليها.. حدث تردد قناة وناسه ...
- الرفيقة سومية منصف حجي عضوة المكتب السياسي للحزب في قراءة في ...
- الرفيقة لبنى الصغيري عضوة المكتب السياسي : البلاغ كان محط ان ...
- الرفيقة نادية تهامي عضوة المكتب السياسي : مراجعة مدونة الأسر ...
- الرفيقة سومية منصف حجي عضوة المكتب السياسي للحزب : بناء مجتم ...
- مصر.. تأييد حكم الإعدام لـ سفاح التجمع -قاتل النساء-
- ينتظرها نقاش في البرلمان.. مدونة الأسرة بالمغرب تدخل مرحلة ا ...
- التعدد والإرث.. تعديل مدونة الأسرة في المغرب يثير جدلا
- آلام الساق عند النساء قد تشير إلى حالة صحية خطيرة


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - فاطمة عبد الرؤوف - الثقافة الجنسية للفتيات.. مسؤولية من؟!