أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد عيسى طه - تعمق سياسي وفكري في حياة وتاريخ الأكراد، ورأية شاملة وكاملة الأبعاد في الحياة الكردية الجزء : (٢)















المزيد.....

تعمق سياسي وفكري في حياة وتاريخ الأكراد، ورأية شاملة وكاملة الأبعاد في الحياة الكردية الجزء : (٢)


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 2862 - 2009 / 12 / 18 - 00:04
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    




الأكراد واحتلال العراق ... الصيد الثمين


كان للأكراد دور رئيس في احتلال العراق من خلال قوات البشمركة الكردية ومن خلال التعاون الوثيق مع الصهاينة والأميركان قبل سقوط بغداد. ولم تشارك قوات البشمركة الكردية في الأيام الاولى للحرب الأميركية على العراق التي بدأت في 20 مارس عام 2003، ولم تكن الجبهة الشمالية العراقية في مجملها ساحة للقتال كما كان الحال في الجبهة الجنوبية خاصة بعد أن رفض البرلمان التركي السماح للقوات الأميركية بالعبور إلى العراق من أراضيه، إلا أن المقاتلين الكرد قاموا برفقة وحدات من القوات الاميركية والضغط العسكري على القوات العراقية في مدينة الموصل الشمالية في أواخر أيام الحرب عشية احتلال بغداد، كما أنهم قدموا قبل ذلك دعما لوجستيا للقوات الأميركية لاسيما بعض طواقم القوات الخاصة الأميركية وعناصر الاستخبارات التي تسللت إلى تلك المنطقة لتمهد البيئة وتساعد في عملية غزو العراق.


بعد احتلال بغداد وسقوط نظام الحكم وحل الجيش العراقي يمكن القول إنه بات مؤكدا أن الكرد قد تخلصوا من وجود تهديد عسكري تنظمه دولة مركزية استمر مرافقا لمسيرة عملهم المسلح منذ نشأة الدولة العراقية الحديثة مع الغزو البريطاني حتى انهيارها مع الغزو الأميركي، لكن في الوقت نفسه يمكن القول أيضا إن توقف العمل المسلح الذي تشهده المناطق الكردية حاليا لا يمكن الجزم بأنه سيكون أبديا وذلك لسبب بسيط هو أن حلم الدولة الكردية المستقلة الموحدة لم يتحقق لهم بعد.


لكن الحقيقة الساطعة أنه لا توجد أى دولة باستثناء العراق المحتل طبعا، تحكمها أقلّية كردية، فأكراد العراق الذين لا تتجاوز نسبتهم 15 في المئة من السكان يحكمون بلدا نسبة العرب فيه أكثر من ثمانين في المئة. فرئيس الدولة كردي، ووزير الخارجية كردي،و نائب رئيس الوزراء كردي، ورئيس أركان الجيش كردي. وهناك مئات من الوظائف الحساسة في مؤسسات الدولة والحكومة يشغلها مواطنون أكراد، فضلا عن وجود عشرات البرلمانيين الأكراد في ما يسمي بمجلس النواب في المنطقة الخصراء ببغداد.


لا توجد بطبيعة الحال مشكلة اطلاقا لو تصرف الساسة الأكراد علي أساس أنهم مواطنون عراقيون، كبقية أبناء الشعب، وتخلّوا عن خصوصيتهم الخاصة جدا فقد سبق وأن حكمت العراق، وهذا أمر معروف للجميع وموثّق، شخصيات من مختلف القوميات والأديان والطوائف. لكن المشكلة هي أن القيادات الكردية تتعامل مع العراقيين الآخرين، وكأنهم أعداء وخصوم لهم ويحاولون بكل السبل تحميلهم جميعا مسئولية ما قد يكون لحق بهم من ظلم. وبعد أن ربطوا أنفسهم بشكل مصيري بأمريكا وصنيعتها "إسرائيل"، صاروا يتحكّمون، بعد غزو العراق، بمصائر ومستقبل وحياة خمسة وعشرين مليون عراقي يتحدّثون دائما عن حقوق تاريخية لهم في أرض كردستان العراق.


الأكراد والكيان الصهيوني... علاقة متينة


بدأت علاقة الأكراد بالصهاينة منذ عام 1943 أى قبل قيام الكيان الصهيوني، وتعمقت بعد قيامه وقام الكيان الصهيوني بمساعدة الأكراد فى معاركهم مع الأنظمة العراقية منذ أيام الملكية وما بعدها، وقد أمدتهم أكثر من مرة بالسلاح والأغذية والمعونات الصحية والأموال، وزار ممثلون للموساد المواقع الكردية فى شمال العراق فى فترة الستينيات، وكانت الاتصالات بينهما تتم عبر طهران فى ظل حكم الشاه وعبر العواصم الأوروبية وخاصة فى باريس ولندن. وزار زعيم الأكراد الراحل مصطفى البرزانى الكيان الصهيوني مرتين، والتقى هناك بالقيادات السياسية والمخابراتية الصهيونية فى فترة الستينيات.

مندوب يهودي في بغداد


قبل إنشاء الكيان الصهيوني كان للوكالة اليهودية مندوب في بغداد تحت غطاء العمل الصحفي واسمه روفين شيلوا، وقد زار جبال كردستان وطور صلاته مع بعض الأكراد في العراق عام 1931، وخلال عقد الستينات درب خبراء عسكريون صهاينة المقاتلين الأكراد التابعين للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مصطفى البرزاني ونائبه افرايم وهو يهودي بهدف الحد من التهديد العسكري العراقي المحتمل للدولة الصهيونية، ولمساعدة يهود العراق على الفرار إلى الكيان الصهيوني، وقد أطلق على عملية التدريب هذه اسم خارفاد( السجادة) وفي منتصف الستينات التقى نائب وزير الحرب الصهيوني شيمون بيريز سراً علي بدرخان ـ وهو قائد كردي محلي تعاون مع الصهاينة خلال الأربعينات والخمسينات ـ كما أن وزيراً صهيونياً وهو راية لوفا الياف تغلغل عبر جبال كردستان العراق عام 1966 ليقدم رشوة للأكراد عبارة عن مستشفى ميداني، وفي نفس العام ساعد ضباط صهاينة قوات مصطفى البرزاني في تحقيق انتصاره على الجيش العراقي عند جبل هندارين، وفي أغسطس لعب أكراد العراق دوراً كبيراً في ترتيب هروب طيار عسكري عراقي إلى الكيان الصهيوني بطائرته الميغ وهو( منير روفا).


وأثناء حرب الأيام الستة بين العرب والكيان الصهيوني عام 1967 تزايدت المساعدات الصهيونية للأكراد في العراق، وكان قناة الاتصال بين الطرفين يعقوب نمرودي الملحق العسكري الصهيوني في طهران حينذاك، وفي بعض الأحيان ارتدى الخبراء الصهاينة الزي العسكري الإيراني (الملابس العسكرية الإيرانية). وفي سبتمبر من العام نفسه زار مصطفى البرزاني الكيان الصهيوني وقدم خنجراً كردياً كهدية لموشي دايان وزير الحرب حينذاك وطالب مصطفى البرزاني خلال الزيارة بمدافع مورتار استخدمها لاحقاً في الهجوم الذي شنته قواته ضد معامل تكرير النفط في كركوك في مارس عام 1969 وهو هجوم ساهم الصهاينة في التخطيط له،


وقد كتب جاك اندرسون ـ وهو محرر صحفي أميركي ـ أن ممثلاً سرياً للكيان الصهيوني كان يتغلغل عبر الجبال في شمال العراق شهرياً خلال هذه الفترة لتسليم مصطفى برزاني مبلغ 50 ألف دولار من الكيان الصهيوني. وخلال الستينات قدم الكيان الصهيوني عبر إيران أسلحة متقدمة لأكراد العراق خاصة الأسلحة المضادة للدبابات والطائرات مصحوبة بمدربين عسكريين صهاينة، وكذلك تلقي مقاتلون أكراد تدريباً عسكرياً في الكيان الصهيوني، وقد زار قادة من الحزب الديمقراطي الكردستاني الكيان الصهيوني، كما زار ضباط صهاينة كبار شمالي العراق، وساعدوا الموساد بجمع معلومات عن الحكومة العراقية وقواتها المسلحة وكذلك كانت هناك مساعدات طبية.


وقد حث الصهاينة أكراد العراق على القيام بهجوم عسكري واسع النطاق يتزامن مع حرب اكتوبر إلا أن هنري كيسنجر كيسنجر نصح الأكراد حينذاك بعدم شن هذا الهجوم وحذرهم من التعرض لهزيمة ثقيلة إذا شنوا هذا الهجوم.


شهادات تاريخية

قال أحد المحللين السياسين ـ وهو نكديمون فى كتاب له ـ إن البرزانى رأى ضرورة الاتصال بالكيان الصهيوني بشكل مباشر منذ عام 1963 لتساعده فى تحقيق حلم الأكراد فى بناء حكم ذاتى بعد أن فشل مع الحكومات العراقية، ولتحقيق ذلك استعان بالصهاينة .


وأكد أيضا الباحث الأميركى أدوموند جاريب فى كتابه "القضية الكردية فى العراق" أن السافاك ـ جهاز المخابرات الإيراني ـ والموساد شكلا جهاز مخابرات كردي ذكي للغاية لجمع معلومات عن الحكومة العراقية والأوضاع العراقية والقوات المسلحة ولم يكن يخفى المعلومات التى يحصل عليها عن الجهازين الصهيوني والإيرانى.


أضاف " جاريب" : " فى عام 1972 كان الأكراد ينقلون معلومات شاملة حول الجيش العراقى الى كل من المخابرات الإيرانية و"الاسرائيلية"، عثر على وثائق تؤكد علاقة الأكراد بالسفارة "الاسرائيلية" فى باريس"، واجتمع بعضهم مع رئيس الموساد آنذاك مائير عميت بعد ذلك. وقد اعترف مناحم بيجين وهو رئيس للحكومة الصهيونية فى 29 سبتمبر عام 1981 أن الكيان الصهيوني ساعد الأكراد بالأسلحة والمال .



أبو خلود



#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعمق سياسي وفكري في حياة وتاريخ الأكراد، ورأية شاملة وكاملة ...
- تعمق سياسي وفكري في حياة وتاريخ الأكراد، ورأية شاملة وكاملة ...
- الدردشة هي حوار بين اثنين لا بد منه في تفسير الوقائع الحاصلة ...
- الدين يدعون السياسة وهم ليسوا بالسياسين
- الحماية الدستورية لكل المهاجرين العراقيين بالخارج
- مفهوم الأقلية والأكثرية في عيون السياسة العراقية وكيفية الخل ...
- الأهداف السياسية التي يطمح إليها السياسيون لكسب رهانِ الانتخ ...
- تقسيم العراق من يعمل له ومن يعمل ضده؟؟
- لعبة كرة تنقلب للعبة سياسية كبرى
- احتلال أمريكا للعراق ليس فقط جريمة في حقه بل هي أكبر إهانة ل ...
- الواجب الوطني يشترط أن نقف جميعاً صفاً واحداً دعماً للحركة ا ...
- لا خلاص إلى بالخلاص من الطائفية - No way to stop discriminat ...
- المرأة العراقية والإسلام السياسي
- طريق العلمانية صعب وطويل ولكنه غير مستحيل -
- ثورة الجياع - Flame of revolution of hungers
- دردشة اليوم الاثنين 5 أكتوبر
- المالكي يمسك العصا من الوسط إذا نجح حتى بالدعم الخارجي إنه ل ...
- نيران على ظفاف دجلة
- هل وضع العراق الأمني ... والإجتماعي، يتحمل المزيد من اللعب ب ...
- محلة الخضراء المسيحية


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد عيسى طه - تعمق سياسي وفكري في حياة وتاريخ الأكراد، ورأية شاملة وكاملة الأبعاد في الحياة الكردية الجزء : (٢)