خذوا العِبرةَ مِنْ برلسكوني !

امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 2858 - 2009 / 12 / 14 - 18:55
المحور: كتابات ساخرة

في زيارةٍ ضمن الدعاية الإنتخابية لحزبهِ ، قام " سيلفيو برلسكوني " رئيس الوزراء الإيطالي والرأسمالي اليميني المتطرف بالترويج لنهجهِ في تجمعٍ في مدينة ميلانو الإيطالية اليوم الاثنين 14/12/2009 ، بادر شاب في الاربعين من عمرهِ بضرب برلسكوني بتمثالٍ معدني صغير على أنفهِ وفمهِ ، ونتجَ عن الحادث كسرٌ في الانف وشقٌ في الشِفة العليا وكسرُ سِنَين من اسنانهِ ! نُقِلَ على أثَرِهِ الى المستشفى .
- الإنتخابات الايطالية ستجري في شهر آذار القادم ، والإنتخابات العراقية ايضاً موعدها في نفس الشهر . أنصح الساسة العراقيين بأخذ العبرة من حادثة السيد " برلسكوني " ، وعدم الوقوع في فخٍ مُشابه . فإذا قرروا الذهاب الى ندوةٍ او تجمعٍ إنتخابي في الايام القادمة ، فعليهم ان يُكلفوا " مُسْبقاً " الجهات الامنية التابعة لهم بتمحيص وتفتيش ومراقبة كل الحاضرين بدون إستثناء ومنع كل مَنْ يحمل " شيئاً " صلباً او حاداً او مدبباً ويُسْتحسن ان يكونوا حُفاة لأن حتى الاحذية تكون أحياناً مؤذية ! . فلو تعرض احد مسؤولينا الأعزاء ( لا سامحَ الله ) لِما تعرضَ له الايطالي و ما أصابهُ من جروح ، فكيفَ سنُكّحل عيوننا برؤية طلعتهِ البهية بعد ان يكون وجههُ النوراني قد تَشّوهَ ؟ وكيف سيستطيع من إلقاء خُطبهِ التي تَخُرُ منها الحكمةُ خَّراً وأسنانهُ مكسورة ؟ بل كيف سيقدر على إلتهام القوزي والثريد والهبيط وشفتهُ مشقوقة شقاً ؟
- الشرطة الايطالية صّرحتْ ان التحقيقات الاولية تُشير الى ان الجاني ( مُختل عقلياً ) ! ، وهذا المُصطلح فضفاض يشملُ طيفاً واسعاً من البشر ، فحسبَ النظرية البرلسكونية ومن خلال إمبراطوريتهِ الاعلامية الضخمة التي يمتلكها ، فان كل الكادحين الطليان نساءاً ورجالاً هم مختلون ، اللاجئين الاجانب في ايطاليا هم مختلون عقلياً وكل من يُشارك في مظاهرات ضد الرأسمالية المتوحشة هو مختلٌ عقلياً . وهنا في العراق ، حذاري من الذين يُنادون بنبذ الطائفية المذهبية والسياسية ، ومن الذين يُطالبون يومياً بالخدمات والعمل وإستتباب الامن ، من الداعين الى تفعيل النزاهة ومحاسبة ومعاقبة الفاسدين ، حذاري من دُعاة تطبيق القانون على الجميع وتوزيعٍ عادل للثروات ، ومن أنصار حقوق الانسان والحريات المدنية والتداول السلمي للسلطة ... فكُل هؤلاء أما مجانين او مختلون عقلياً ، واي واحدٍ منهم يمكن ان يفقد أعصابه ويضرب مسؤولاً أثناء تجمعٍ إنتخابي ويَشُج رأسهُ ! فالأحسن والأأمَن هو ان تُلغى الحملات الدعائية الانتخابية !

#امين_يونس (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات