نزار بيرو
الحوار المتمدن-العدد: 2859 - 2009 / 12 / 15 - 14:50
المحور:
الادب والفن
قصص قصيرة بقلم : حسن إبراهيم
ترجمة : نـزار بـيرو
ثلاثة أكوام من الحجارة
في المنحدر و بالقرب من أطلال بيت في طرف قريته المهجورة كانت هناك ثلاثة أكوام من الحجارة .
دفع بالحجارة جانبا من على احد الأكوام وإذ بنعش شاب لا يزال جروحه وليدة و في ثناياه صورة لحبيبته ، و ورقة كتبت عليها أشعار عشق مجنونة ولا تزال حية .
و بالقرب منه ، كانت هناك كومة أخرى ، ونعش شابة كانت لا تزال صغيرة بحيث لم تفوح بعد عبق ربطات صدرها ، ولم يكن هناك أي آثار دم كان قد سال من بكارتها .
و قبل أن يدفع الأحجار من على الكومة الثالثة ، و يعرف حقيقتها أيضا ،
أحس بجمرة حامية ، تخترق و تحرق جسده ، و تسرق النور من عينيه ،
فسقط ، و أصبح صاحب الكومة الثالثة .
أطفال الترافيك لايت
تغيير لون المصباح إلى الأحمر ، مثنى و ثلاث تدفقُ من طرف الشارع
وأصبح داخل شبابيك العربات المتوقفة .
علبة السيكار ، ثمانية آلاف دينار .
ثلاث موزات ، بنصف ثمن علبة السيكار .
اخضر المصباح ، و كالفئران الصغيرة عندما تهرب من القطط ، تركُ الشارع واتجه إلى الرصيف .
في لحظة و بسرعة البرق ، جاءت عربة تفوح منها رائحة الكحول و الدولار ، من فيها ، لم يعر الألوان الحمراء و الخضراء و الصفراء أي اهتمام ، و بدلاً منها رسم لوحة تراجيدية ، مادتها الدم و السيكار و الموز و ليشكلوا معا لوحة ملونة في متحف الإنسانية .
#نزار_بيرو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟