نزار بيرو
الحوار المتمدن-العدد: 2858 - 2009 / 12 / 14 - 02:53
المحور:
الادب والفن
فانوس*فاتىٌ
قصة : حسن إبراهيم
ترجمة : نـزار بيرو
قبل فترة ومن خلال برنامج في إحدى القنوات الفضائية للإقليم
والذي يعرض ، أوجهاَ متعددة من حياة الناس و الظواهر التي تسترعي الانتباه في كوردستان . عرض حينها قصة امرأة في العقد الأخير من عمرها، و قصتها إنها تعودت ومنذ ان كانت طفلة صغيرة ان تحتفظ بفانوس و ان ترعاها و تنظفها كل يوم ، حتى حين تركُ ديارهم هربا من ظلم النظام السابق و التجأ إلى إحدى دول الجوار ، و رجوعهم بعد الانتفاضة إلى ديارهم ، لم تكف تلك المرآة عن تلك العادة ، حتى عُرضَ قصة المرآة وفانوسها في ذلك البرنامج .
وقد ضم المجموعة القصصية ( هَلو أوروبا ) للقاص حسن إبراهيم ، قصة قصيرة تحمل نفس العنوان ، تحكي قصة تلك ألامرأة و فانوسها وقد قمت بترجمة متواضعة لها .
فانوس*فاتىٌ
بيدها الصغيرة أخذت الفانوس وهربت مع القرويين إلى الكهف القريب
التفتت لتلقي نظرة أخيرة على قريتها التي كانت تحترق
في تلك الليلة المظلمة ، استطاع نار فانوسها ان تقيهم من البرد و الوحوش الضارية
كانت فانوسها تشتعل مع اشتعال الثورة
داخل المخيم المسيج ، كان ضوء فانوسها يجتذب الحشرات الطائرة فانوسها كانت تقتصر المسافات عند الهروب
في المعارك كانت تزيد من سعير نار الثورة
في الغربة كانت تفوح منها رائحة الوطن
في العودة كانت الصديق
في الانتفاضة تحولت شعلة وناراَ تحرق صدور الأعداء
وفي الانتصار كانت الهدية
أما الآن ، فبنورها وقوتها تحمي ( فاتىٌ ) فانوسها
و تنير الظلام الذي في عينيها .
*( فاتىٌ ) تعني ( فاطمة ) باللغة الكوردية .
#نزار_بيرو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟