أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - نيكول إيتاي - قيد الحياة: نساء يتعاطين الجنس غير الآمن من أجل البقاء














المزيد.....

قيد الحياة: نساء يتعاطين الجنس غير الآمن من أجل البقاء


نيكول إيتاي

الحوار المتمدن-العدد: 867 - 2004 / 6 / 17 - 06:57
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


الكثير من النساء غير المؤهلات بشكل كافٍ للعمل بمصانع النسيج التي جذبتهن إلى ماسيرو عاصمة ليسوتو من الريف الذي ضربته المجاعة يبقين على قيد الحياة بممارسة البغاء بواقيات أو بدونها


(وُمينز إي نيوز)-- عندما يحل المساء ليلة السبت على كينغسواي أطول شوارع عاصمة ليسوتو الصغيرة، تبدأ مجموعات من النساء الشابات في الظهور في الشارع والوقوف تحت أعمدة الكهرباء. ويثرثرن ويتبادلن الضحكات ويقربّن رؤسهن من بعضها البعض بشكل تأمري مثلهن مثل مراهقات خرجن لقضاء سهرة في المدينة.

بيد أن هذه ليلة عمل، وحينما تخفّف سيارة من سرعتها لتفحص البضاعة تتغير الثرثرة البناتية وتحل محلها حركات إغراء ونظرات ملئية بالشبق. فكل زبون يعني المال، والمال يعني البقاء على قيد الحياة.

تقول لونيا راتسيبي، 22 عاما، فيما تنتظر في زاويتها المعتادة مع صديقتها وزميلتها في السكن آنا ديكليدي: "لقد بكيت في أول مرة قمت فيها بهذا العمل. لقد شعرت بالذنب. لكن لم يكن هناك اي طعام أو ملابس أو عمل. أما الآن، وفي ليلة مجزية فإنني أكسب ما بين 200 إلى 300 راند (حوالي 24 دولار)، وهو ما يكفي حتى لإرسال بعض المال لأسرتي." وتسهم مداخيل راتسيبي في إطعام أخواتها وأمها المقيمات في منطقة ريفية تبعد عن المدينة بساعات.

تقول ديكليدي، 24 عاما، التي يبدو ثوبها الباهت أشبه بزي مدرسي منه بزي امرأة عركتها حياة الشارع: "لو كان بوسعنا أن نجد وظائف أخرى لما قمنا بهذا. لكن ليسوتو فقيرة وهناك مجاعة هنا الآن."

** لا بديل في ظل الأزمة الغذائية

كان محصول عام 2002 أقل منه في السنوات العادية. وقد أعلنت الحكومة السنة الماضية حالة المجاعة. تقول المرأتان الشابتان إنهما أمضتا أكثر من عام بحثا عن عمل، لكن وفي وقت ما من السنة الماضية حينما وصلت الأزمة الغذائية ذروتها اتجهتا إلى البغاء. ورغم أن محصول هذه السنة أفضل، إلا أن برنامج الغذاء العالمي، ومقره روما والذي يدير برنامج إغاثة هنا وفي خمس بلدان أخرى في الإقليم، يقول إن حوالي 650,000 نسمة- حوالي ثلث سكان البلاد- يفتقرون إلى الغذاء

ويقول مسؤولو برنامج الغذاء العالمي إن الدعارة المتزايدة تمثل مشكلة عبر البلدان الأفريقية الجنوبية الستة التي تواجه نقصا في المواد الغذائية. والوضع هنا في ماسيرو لافت للنظر بشكل خاص بسبب ازدهار قطاع المنسوجات- الذي غذّته اتفاقات التجارة الحرة مع الولايات المتحدة، وهو الازدهار الذي جذب آلاف النساء الشابات من الريف اللواتي يبحثن عن عمل. ففي عام 2001 وهي السنة الأخيرة التي تتوفر إحصاءات عنها، تم إيجاد أكثر من 20,000 وظيفة جديدة في قطاع المنسوجات. وقد شغلت النساء أكثر من 90 في المائة منها.

لكن الوظائف غير كافية، والعديد من النساء الشابات مثل راتسيبي وديكليدي ينتهي بهن المطاف إلى احتراف مهنة أقدم بكثير. وغالبا ما تكون هؤلاء النساء والفتيات اللواتي يأتين إلى ماسيرو أقل النساء تعليما وأكثرهن فقرا. وغالبا ما تطلب المصانع التي يديرها التايوانيون أن يتحدث العمال الإنجليزية وأن يتوفر لهم حد أدنى من التعليم. وهذه مؤهلات لا تتوفر سوى للقليل من النساء الريفيات. وتعزّز نساء أخريات مداخيلهن القليلة من المصنع بممارسة البغاء. وللكثير من هؤلاء النساء أطفال من فترات سبقت احترافهن هذه المهنة. ويبقي الأطفال عادة مع أقارب ريفيين فيما تعمل أمهاتهم.

** الخوف من إجراء فحوصات الكشف عن الإيدز

تُعد ليراتو، 16 عاما، والتي طلبت منا تعريفها باسمها الأول فحسب، واحدة ممن وصلوا حديثا إلى شوارع ماسيرو. لم يقبل أي مصنع تشغيلها بسبب عمرها فأنتهى بها المطاف لتصبح مومسا. ورغم أنها تقول إنها دائما تستخدم الواقيات، وتخرج حتى واحدة منها من جيب بنطالها الضيق كدليل، فقد تم علاجها من مرض الزهري. وتخشى ليراتو من إجراء فحص لكشف وضعها الصحي فيما يتعلق بفيروس أتش آى في.

وتعمل العديد من المنظمات غير الحكومية مع المومسات هنا وفي مدينة صناعية حدودية أخرى، وتشجعهن على استخدام الواقيات لمنع انتشار الإيدز. غير أن ليراتو تعطي الإنطباع بأن ما تفتقر إليه هؤلاء النساء ليس المعرفة. إنهن يفتقرن، بدلا من ذلك، إلى أي شعور بتوفر البدائل.

وتعترف ليراتو قائلة: " ليس هناك ما بوسعك أن تفعليه في بعض الأحيان. إن رفضت سيقومون بضربك." ولمعرفة هؤلاء النساء بأن قدرتهن على الرفض ضيئلة، فإنهن وبكل بساطة يفرضن مبلغا إضافيا لممارسة الجنس غير الآمن: 15 دولارا بدلا من 5 دولارات حين استخدام الواقي.

القليل من هؤلاء النساء أبلغن أباءهن بما يفعلنه. تقول البعض منهن إنه من المرجح أن الأباء يعرفون الحقيقة لكنهم يفضلون عدم التفكير كثيرا في المصدر الذي تأتي منه النقود التي توفر الطعام للأسرة. راتسيبي واحدة من الاستثناءات القليلة إذ تقول إنها قد أبلغت والدتها وإنها توافق، فهذه وسيلة للبقاء على قيد الحياة.

على مبعدة 100 ميل، وفي قرية ثابا-تيسكا تنتظر مالابيسي موهابي،34 عاما، المواد الغذائية في نقطة توزيع تابعة لبرنامج الغذاء العالمي. وكانت مالابيسي قبل أن يبدأ العمل ببرنامح توزيع المواد الغذائية قد أرسلت ابنتها البالغة 19 عاما إلى ماسيرو للبحث عن عمل هناك. كان ذلك منذ شهور خلت، أما اليوم فتقول إنها تعتقد أن ابنتها تعمل خادمة لدى إحدى العائلات. لكنها تعترف بتردّد بأنها لا تعرف بالتأكيد. بيد أن المبلغ الذي ترسله كل شهر- 15 دولارا- يحظى بتقدير عظيم. ولا تريد مالابيسي موهابي التفكير كثيرا في المصدر الذي يأتي منه هذه المبلغ.

وفي ماسيرو، تقول معظم الفتيات والنساء الشابات الباحثات عن زبائن ليلة السبت إنهن سيتركن هذا النمط من الحياة لو استطعن. غير أن معظمهن يحقّقن ضعف الدخل الذي كنّ سيحصلنّ عليه من العمل بالمصانع حتى لو حصلن على هذا العمل. وتقول راتسيبي: "لو وجدت عملا ساتخلى عما أفعله الآن. لكن لابد أن تكون الوظيفة جيدة."

نيكول إيتاي كاتبة مستقلة تقيم في جوهانسبرغ



#نيكول_إيتاي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - نيكول إيتاي - قيد الحياة: نساء يتعاطين الجنس غير الآمن من أجل البقاء