أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نضال نعيسة - نحو اتحاد شرق أوسطي















المزيد.....

نحو اتحاد شرق أوسطي


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2857 - 2009 / 12 / 13 - 08:11
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


القومية هي أعلى مراحل القبيلة، وهي إيديولوجية ودوغما وحزب العرق الواحد. وهي، بالمآل، نمط عصبوي وعصابي آخر، يرفض الآخر، ويضع نفسه فوقه، ويحتكر التفوق، وسماته دغدغة الأنا، والنرجسية، وعشق الذات القومية والولع بها، حتى يقع في مطب التضخم والأورام "الخبيثة" التي تفتك بالعقول والأفكار. ومن هنا فهذه القومية، أية قومية على الأرض، هي إشكالية وصدامية، وصعبة الاندماج، وغير متصالحة مع بقية الأعراق والقوميات.



لم يكن هناك بد من طرح هذه المقدمة الموجزة، والمركزة، بإحكام، للانتقال إلى جوانب أخرى، من الموضوع، قد تنطوي على مفارقات ونقائض، كما على برهانيات تتعلق بـ"سيرة الفقه القومي"، الذي سيطر ردحاً طويلاً على سماء المنطقة.

فمثلاً، عانى مجلس التعاون الخليجي من صعوبات بالغة، اعترت مسيرته، وجابه حالة من العجز والشلل التام والمراوحة الدائمة في المكان، طبعت وجوده منذ التأسيس في 25 فبراير/ شباط من العام 1981، أي مضى عليه ما يقارب الثلاثين عاماً، ولنا أن ندرك طبيعة الخطورة البنيوية الحادة في ذلك، إذا ما استثنيا الطابع البروتوكولي والاحتفالي الذي يبدو "ناجحاً" للمجلس، وأثناء اجتماعاته، فقط، وإذا ما قارنا وضع هذه المنظومة، مع وضع منظومة أخرى، وهي الاتحاد الأوربي، الذي أصبح قوة كونية، ومثلاً يحتذى، يضم أعراقاً، وأدياناً، ولغات، وأمماً، ودولاً مختلفة، متباينة الاتجاهات، فيما يشكل مجلس التعاون كتلة متجانسة ثقافياً، وعرقياً، ودينياً، وتاريخياً، واقتصادياً، ولغوياً....إلخ، أي أن هذه العوامل "الخلبية" على ما يبدو، التي يركز ويتغنى بها القوميون العرب، لم تكن كافية، على ما يبدو لقيام حتى مجلس للتعاون، وليس للوحدة أو أي شكل من أشكال الاتحاد والاندماج المأمول، ما يدلل على قصور وتواضع الفكر القومي ورؤاه وتصوراته التي نقضتها وعرتها المنظومات الإقليمية العولمية الصاعدة كالاتحاد الأوربي، والآسيان، والأبيك للدول المطلة على المحيط الهادي ومجموعة الكاريبي الـ CARICOM"" ..إلخ . ويكتفي مجلس التعاون، في كل اجتماعاته، من "الغنيمة بالإياب" كما يذهب المثل، أو بمعنى آخر أن يعقد الاجتماع وتؤخذ الصور التذكارية، من دون أن تنشب المشاكل، وتنفجر الخلافات والنزاعات فيما بين أعضائه ذوي الاهتمامات المتباينة، ومن دون أن تتفاقم المشاكل فيما بينهم. هذا على جهة هذه المنظومة، أما على صعد أخرى، هناك شبه استحالة بوجود تصور لقيام أي شكل من التعاون، أو حتى العلاقات الدبلوماسية، مثلاً، فيما بين مصر والجزائر "العربيتين"، ولاسيما بعد الحفلة القومية "الأخوية" الأخيرة بين الشقيقتين الفرعونية والأمازيغية المعرّبة بقوة السحر والأسطورة الدينية، أو استحالة أن يكون هناك وحدة اندماجية، في أي يوم من الأيام، ما بين الصومال ولبنان، مثلاً، وجزر القمر وتونس، لأسباب شتى، ورغم وفرة الروابط القومية وبكثرة زائدة عن الحاجة، كالدم واللغة والتاريخ المشترك والدين الحنيف، كما يتفاصح فيها المفكرون القوميون، بشكل دائم. فلماذا تنجح الوحدة والاتحاد الأوروبي، وتفشل كافة أشكال الوحدة العربية أو أضعف إيمانها وهو "التعاون"، كما في مثلنا الخليجي الفريد من نوعه؟ لا بل السؤال الأكثر إيلاماً، وبصورة مقلوبة، لماذا نجحت وبزمن قصير، العلاقات السورية التركية، رغم التباينات القومية والثقافية...إلخ، وأفلحت في فتح الحدود، في سابقة إقليمية غير مألوفة، وعلى النمط الأوروبي "شينغن"؟

لقد فرضت العولمة، ووعي المصالح ضرورات حركية وبراغماتية جديدة كثيرة على صناع القرار، أحدث انقلابات جذرية في الأفكار والمفاهيم السائدة، وقلبت كافة التصورات المعلبة والجاهزة التي يحاول القوميون تسويقها بمنهجية العاطفة الأسطورية والعصبوية القبلية، اقتضت تلكم التحولات القفز، وتجاوز الاعتبارات القومية والقبلية والفئوية والإثنية والماقبل عولمية، ووضعها جانباً، والتي بدا أنها عوامل خلاف وإشكاليات أكثر من كونها حلولاً وعوامل للوفاق، فمن تسكنه اعتبارات القبيلة والدم والرابطة العرقية، سيبقى يدور في دوائرها، ولا يستطيع تجاوزها، والتحرر منها، وربما هذا هو مقتل كل الحركات القومية وأحزابها وكياناتها التي تسبب في كوارث وحروب وإبادات جماعية من إيطالياً، وألمانيا، إلى عراق البعث بنسخته الصدامية، وليس انتهاء بحروب البلقان التي كان العامل القومي العنصري وقودها وسببها الأساسي.

ما المانع الأخلاقي والإيديولوجي والإجرائي أن يشكل الأنموذج السوري التركي الناجح اليوم، بذات الوقت نواة قابلة للتوسع، قد تصح لتشكيل منظومة إقليمية شرق أوسطية، أكبر ،(طالما أن البولندي، والباريسي، واليوناني صاروروا في كيان سياسي واحد؟) ونابعة من مصالح الإقليم وليست وفق الرؤى والآليات البوشية، تحت مسمى "الاتحاد الشرق أوسطي"، يسقط منها، مراعاة لمصالح الشعوب، ودرءا لأية حساسيات قومية، كافة العوامل القبلية أو الإثنية، والقومية، يضم دول الإقليم الأبرز والأقوى ذات المصالح المشتركة والبعد الحضاري والإنساني العريق والإمكانيات الاقتصادية والبشرية المؤهلة المدنية والدساتير الحديثة، المتكاملة فيما بينها، وغير الفاشلة، والمستعدة للانخراط بــ، والقبول بمشروع حضاري وإنساني وعولمي عظيم قادر على إحداث ثقل استراتيجي، بديل، يملأ هذا الفراغ الاستراتيجي الكبير الذي تعانيه المنطقة؟ اتحاد شرق أوسطي بعيد كلياً عن غوغائيات ونطوطات وزعيق القوميين، الذي لم يجلب سوى الفشل والحروب والدمار، والحسرات، والهزائم، والخيبات الكبار.

لقطة من الواقع: ( كم كان المنظر جميلاً، وبديعاً، ومريحاً وباعثاً على الراحة والطمأنينة ومبشراً بمستقبل واعد، في نقطة كسب الحدودية، وهي معبر سوريا الشمالي الغربي، إلى تركيا، حيث اجتمع جمال الطبيعة الساحر الأخاذ، مع منظر الناس التي كانت تعبر بسهولة وانسياب واحترام في عطلة العيد ومن دون أية تعقيدات إدارية وروتينية وكم نتمنى أن يعمم هذا المشهد الحضاري والإنساني الرائع في كافة دول الإقليم، إذا ما قورن بمناظر الرعب والارتياع، ومشاهد الذعر والهلع ومواقف "الأكشن" المخيفة، حين الوصول إلى أي منفذ حدودي "عربي").



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل حققت سوريا التوازن الاستراتيجي؟
- لماذا منعت جريدة الأخبار من دخول سوريا
- عنصرية في الخليج الفارسي
- ما أضيق العيش لولا الحوار المتمدن؟
- هل يمكن غزو أوربا دينيا ؟
- الدين الكبير
- احذروا الاقتصادي الإسلامي
- يا ليتني كنت شاليطا
- الإسلاميون و البكاء على الحريات الدينية
- دبي وجدّة: تهاوي الأساطير النفطية
- أظلمة أوربا : ردود على الردود
- مآذن سويسرا: أظلمة لا أسلمة أوروبا
- الفقاعات النفطية: و هشاشة المنظومة الخليجية
- السيد وزير العدل السوري/المحترم:
- فصل الدين عن البداوة
- الغزو البدوي : أطول استعمار و احتلال بالتاريخ
- دروس القومية العربية
- سوريا : ملامح طالبانية
- الله يجيرنا من الأعظم
- الدولة العربية القبلية


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - نضال نعيسة - نحو اتحاد شرق أوسطي