|
هل جمع الله القرآن الكريم؟؟
نهرو عبد الصبور طنطاوي
الحوار المتمدن-العدد: 2856 - 2009 / 12 / 12 - 22:17
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يظن أكثر الناس إن لم يكن جميعهم في الماضي والحاضر أن الله هو من جمع القرآن الكريم، واعتمدوا في ذلك على آيات سورة القيامة التي تقول: (لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ(16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ(17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ(18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) (19_ القيامة)، ولا أدري ماذا في هذه الآيات قد جعل القوم في الماضي والحاضر يظنون أن المقصود بالجمع في هذه الآيات هو (القرآن الكريم)؟؟، ولو قمنا بإمعان النظر قليلا في سورة القيامة بأكملها لوجدنا أن هذه السورة وآياتها الأربعون لم تأت على ذكر القرآن الكريم على الإطلاق، فالسورة في مجملها وتفصيلها تتحدث عن يوم القيامة وما يحدث فيه من بعث لأجساد الموتى وجمع لعظامهم، وتتحدث عن سؤال الإنسان في الدنيا عن يوم القيامة واستعجاله بهذا اليوم العظيم، وتتحدث كذلك عما يحدث في ذلك اليوم من أهوال، من برق للبصر وخسف للقمر وجمع للشمس والقمر، وقول الإنسان يومئذ أين المفر؟؟، وتتحدث الآيات عن أن الإنسان سوف ينبأ يومئذ بما قدم وأخر من أعمال، وتذكر الآيات بأن الإنسان على نفسه بصيرة مهما قدم من أعذار، ثم تنتقل الآيات بعد ذلك للحديث عن الإنسان الذي يحب العاجلة ويذر الآخرة، وتنتقل لعرض بعض مشاهد ذلك اليوم العظيم، الذي ترى فيه وجوه ناضرة ووجوه باسرة تظن أن يفعل بها فاقرة، وتنتقل الآيات في العرض الأخير من السورة إلى مشهد احتضار الإنسان وإشرافه على الموت فقامت بعرض بعض مشاهد هذا الفراق المؤلم والذي لا اجتماع بعده إلا في ساحة القضاء أمام من لا تخفى عليه خافية، فذكرت الآيات لحظة بلوغ النفس التراقي والظن بأنه الفراق والتفاف الساق بالساق والسؤال عن الراق ولا يدري أنها لحظة المساق، ثم تنتقل السورة إلى مشهد يعرض حال الإنسان يوم القيامة حين يجد نفسه لا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى وذهب إلى أهله يتمطى، وتلتفت السورة في نهايتها مرة أخرى إلى الإنسان لتسأله: أيحسب الإنسان أن يترك سدى؟؟، ألم يك نطفة من مني يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى، وتختم السورة آياتها بسؤالها الأخير للإنسان بقولها: (أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى)؟؟.
هذا هو موضوع سورة القيامة من أولها إلى آخرها، لم نر فيه أي حديث يذكر عن القرآن الكريم، وإنما انصب حديث السورة كله عن الإنسان وحاله قبل يوم القيامة وأثناء يوم القيامة وبعد يوم القيامة، فهل يخطر ببال أحد أن الله في هذا المشهد الرهيب عن يوم القيامة الذي قام بعرضه من أول كلمة في السورة إلى آخر كلمة فيها هل يخطر ببال أحد أن يوقف الله الحديث فجأة بهذه الطريقة الفجة غير المبررة ليتحدث عن تحريك الرسول لسانه متعجلا بالقرآن وأنه هو سبحانه المتكفل بجمع القرآن وقرآنه وبيانه ثم يعود بعد ذلك للحديث مرة أخرى عن يوم القيامة؟؟، على طريقة الإعلام المرئي والمسموع حين يتم وقف بث الفيلم أو البرنامج فجأة لبث نبأ عاجل أو موجز لأهم الأنباء؟؟.
ولكن قبل الجواب على هذا السؤال أود أن يتلو القارئ سورة القيامة كاملة حتى يدرك ويلحظ مدى الفجاجة غير المبررة إن ظننا أن الآيات من (16: 19) تتحدث عن استعجال الرسول بالقرآن الكريم، فلنتلو السورة على النحو التالي:
(سورة القيامة) (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ القِيَامَةِ(1) وَلاَ أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ(2) أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَن لَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ(3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّـسَوِّيَ بَنَانَهُ(4) بَلْ يُرِيدُ الإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ(5) يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ القِيَامَةِ(6) فَإِذَا بَرِقَ البَصَرُ(7) وَخَسَفَ القَمَرُ(8) وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ(9) يَقُولُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ المَفَرُّ(10) كَلاَّ لاَ وَزَرَ(11) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ المُسْتَقَرُّ(12) يُنَبَّأُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ(13) بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ(14) وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ(15) لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ(16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ(17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ(18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ(19) كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ العَاجِلَةَ(20) وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ(21) وَجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ(22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ(23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ(24) تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ(25) كَلاَّ إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ(26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ(27) وَظَنَّ أَنَّهُ الفِرَاقُ(28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ(29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ المَسَاقُ(30) فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّى(31) وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى(32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى(33) أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى(34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى(35) أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى(36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى(37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى(38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى(39) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أن يُحْيِيَ المَوْتَى(40).
بعد تلاوة السورة كاملة من أولها إلى آخرها هل يكون من الصواب الظن مجرد الظن بأن الآيات من (16: 19) تتحدث عن القرآن الكريم أم أنها تتحدث عن شيء آخر؟؟، للجواب عن هذا أقول: هناك كثير وكثير من الموانع التي تمنع الظن مجرد الظن أن هذه الآيات تتحدث عن جمع القرآن الكريم، ويمكن قرء هذه الموانع كالتالي:
## المانع الأول: كما سبق وأن قلنا إن قطع الحديث عن يوم القيامة لنهي الرسول عن تحريك لسانه استعجالا بالقرآن وإخباره بأن الله هو من تكفل بجمع القرآن وقرءه وبيانه ومن ثم العودة مرة أخرى للحديث عن يوم القيامة لهو أمر من ثلاث: الأول: إن عمل كهذا هو عمل فج وغير مبرر لا يليق بكتاب كالقرآن الكريم. الثاني: إن القول بهذا يؤيد قول من يقول أن ترتيب آيات القرآن وسوره تم العبث به عبر العصور بدليل الوجود غير المبرر لهذه الآيات في سورة القيامة. الثالث: أن هذه الآيات ليس مقصودا بها لا عجلة الرسول بالقرآن الكريم، بل ليس مقصودا بها القرآن الكريم على الإطلاق.
## المانع الثاني: لو قلنا أن الله هو من تكفل بجمع القرآن وبيانه فهناك إشكالان: الأول: يعني القول بهذا أن لا الرسول ولا الصحابة لم يكن لهم أي دور يذكر في جمع القرآن، وأن الأمر برمته يعود إلى تدخل إلهي غيبي، وهذا يخالف الحق والحقيقة وكل فكر سليم ويخالف الواقع والشواهد التاريخية، بل لا يوجد أي برهان تاريخي يقول بهذا، فالقول بهذا يعد من أقوال الصوفية والدراويش الذين لا يقيمون وزنا للتفكير العلمي الجاد ولا البحث العلمي الجاد بل لا يرون في الفكر والعلم أدنى قيمة تذكر. الإشكال الثاني: عدم وجود نسخة نبوية عليها تصديق إلهي بأن الله هو من تكفل بجمع القرآن ولا حتى الرسول نفسه، فغياب مثل تلك النسخة النبوية المصدق عليها إلهيا ينفي الزعم بأن الله هو من جمع القرآن. ومن المعلوم للقاصي والداني أن كل مخطوطات المصاحف الموجودة في العالم الآن القديم منها والحديث ليس فيها مصحف واحد خطه الرسول بيده، وإنما هي نسخ قام وأشرف على خطها الصحابة من بعد الرسول، ونسخ أخرى خطها التابعين وتابعي التابعين إلى يومنا هذا، وأقدم مخطوطات القرآن الكريم من المصاحف من دون تنقيط ومن دون تشكيل، وهناك من المخطوطات القديمة ما بها تشكيل وتنقيط. وللآن لا يمكن الجزم ببرهان علمي على من الذي نقط المصاحف ولا من شكلها. فعدم وجود النسخة النبوية المخطوطة بيد النبي محمد يتنافى مع فرضية الجمع الإلهي الرسولي للقرآن الكريم.
## المانع الثالث: الحديث في هذا الآيات (16: 19) يدور عن يوم القيامة لا عن القرآن، لماذا؟: أولا: لأن القرآن لم يرد له أي ذكر على الإطلاق في سورة القيامة لا قبل الآيات (16: 19) ولا بعدها. ثانيا: لأن ضمير المخاطب (الهاء) الذي يشير إلى الغائب ورد في الآيات: (16: 19) سبع مرات من دون أي تصريح يذكر بلفظ القرآن أو الكتاب أو أي من مسمياته في الآيات المشار إليها وذلك على النحو التالي: (لاَ تُحَرِّكْ بِهِ) (لِتَعْجَلَ بِهِ) (جَمْعَهُ) (وَقُرْآنَهُ) (قَرَأْنَاهُ) (قُرْآنَهُ) (بَيَانَهُ)، فنجدها جميعا وردت بضمير الغائب فلو أراد الله الحديث عن القرآن لصرح بذكر القرآن ولو مرة واحدة كما فعل في آية أخرى في سورة طه حين قال: (ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه) (114_ طه)، أنظر كيف صرح هنا في هذه الآية بذكر صريح للقرآن الكريم، لكن في آيات سورة القيامة لم يأت أي ذكر للقرآن لا في الآيات المقصودة ولا في السورة بأكملها، ومن ثم فضمير (الهاء) في الآيات يعود على يوم القيامة لأن يوم القيامة وفق التفكير والنظر السليم هو الاسم الصريح الذي يصلح أن يشير إليه المضمون الحقيقي للآيات وليس القرآن الذي لم يذكر ولو مرة واحدة في السورة بأكملها، وقد تحدث الله في هذه الآيات بضمير الغائب عن يوم القيامة مع ذكره في السورة مرتين صراحة لأنه هو الحاضر بالذكر والحديث، والغائب بمحاولة استعجاله وجمعه وقرآنه وبيانه.
ثالثا: الاستعجال المقصود في آيات سورة القيامة هو الاستعجال بيوم القيامة وليس الاستعجال بالقرآن، فلقد ورد في أكثر من آية في الكتاب الكريم ذكر استعجال الرسول بعذاب يوم القيامة للمشركين بناء على طلبهم هم وتكذيبهم له، وكذلك مشركي مكة كانوا يستعجلون بعذاب يوم القيامة تكذيبا واستهزاء وسخرية من الرسول، وقد سجل الله هذا الاستعجال من الرسول ومن المشركين على النحو التالي: # استعجال الرسول: (فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَداًّ) (84_ مريم) (وَلاَ تَسْتَعْجِل لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ) (35_ الأحقاف) (لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) (16_ القيامة)
# استعجال المشركين: (مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ) (57_ الأنعام) (قُل لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) (58) (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتاً أَوْ نَهَاراً مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ المُجْرِمُونَ) (50_ يونس) (أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنتُم بِهِ آلآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ) (51_ يونس) (أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ) (1_ النحل) (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ) (47_ الحج) (أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ) (204_ الشعراء) (يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ) (54_ العنكبوت)
أما آيات القيامة فالمخاطب بها هو شخص النبي محمد عليه الصلاة والسلام، بدليل أن سياق السورة من أولها إلى آخرها يخاطب الإنسان بصيغة الغائب إلا الآيات (16: 19) فهي خطاب لمخاطب حاضر وهو شخص النبي محمد وهذا لقوله سبحانه: (لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ) (16_ القيامة)، فانظر كيف التفت في الخطاب من صيغة الغائب من أول السورة إلى صيغة الحاضر في هذه الآية في قوله (تحرك)، فالتاء هنا للمخاطب الحاضر.
رابعا: أما الجمع المشار إليه في آية القيامة هو جمع الناس والأعمال لهذا اليوم العظيم بدليل قوله في آيات أخرى: (فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ) (25_ آل عمران) (اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ) (87_ النساء) (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً) (99_ الكهف) (ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ) (103_ هود) (قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ(49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ) (50_ الواقعة). بل إن الله أسماه بيوم الجمع في قوله: (وَتُنذِرَ يَوْمَ الجَمْعِ لاَ رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) (7_ الشورى) وقال في سورة القيامة: (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ) (17_ القيامة)
## المانع الرابع:
قوله: (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ)، والقرء لا يعني التلاوة (ترديد الكلمات) للقرآن أو غيره، فمحض ترديد كلمات القرءان أو غيره من الكتب تعني التلاوة لا القرء ولا القراءة كما يجري على ألسنة الناس خطئاً، أما القرء فهو أمر وراء ذلك، فالقرء هو علامات تخرج من شيء غير متاح الولوج إليه لتُظْهِر وتُبِين حقيقة ما بداخله، ويدل على ذلك خروج دم الحيض من رحم الأنثى، ففي خروج دم الحيض من رحم الأنثى قرء للرحم يُظْهِر ويُبِين خلو الرحم من الحمل، (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ) (228_ البقرة)، والقرء يكون لشيء واحد، والقروء تكون لعدد من الأشياء، أما القرآن فيكون قرء لكل شيء، لذلك أسمى الله كتابه بالقرءان لأنه قرءان لكل شيء، فالقرء بهذا المفهوم هو ما تكفل الله به ليوم القيامة، فأخبر الله رسوله أنه هو من تكفل بالجمع ليوم القيامة وتكفل بقرءانه أي إخراج ما به من علامات تُظْهِر وتُبِين اقتراب ذلك اليوم، فإذا قرءه الله فعلى رسوله وعلى كل إنسان أن يتبع قرآنه، وقد ذكر القرآن الكريم بعض هذه العلامات، فعلى سبيل المثال لا الحصر قول الحق: (إِنَّمَا مَثَلُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (24_ يونس).
## المانع الخامس: قول الحق: (ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ)، فنلحظ هنا إيراد كلمة (ثم) التي تفيد التراخي في الزمن، وذلك يشير إلى أن القرء يكون بإخراج علامات ذلك اليوم وبعد إخراج تلك العلامات لقرء ذلك اليوم يتم بعدها بزمن بيان ذلك اليوم، وما يمنع في هذه الآية أن يكون المقصود بالبيان هو القرآن الكريم، هو توكيد وحصر وقصر البيان على الله وحسب، وحرف (إن) المذكور في الآية (إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) يدل على التوكيد والقصر والحصر على الله وحده، وهذا يخالف حقيقة كون القرآن الكريم كتاب مبين كما وصفه الله في كثير من آياته بأنه (كتاب مبين)، فهل يخطر ببال أحد أن يكون القرآن الكريم كتاب مبين ثم يوكد الله ويحصر ويقصر بيانه عليه وحده سبحانه؟؟، وهل يخطر ببال أحد أن ينزل الله كتابا كالقرآن الكريم ثم يؤخر الله بيانه ويقصر ويحصر ذلك البيان عليه وحده؟؟، إذا فما فائدة إنزال كتاب غير مبين ومؤخر بيانه؟؟، إذاً فالمقصود بالجمع والقرء والبيان في هذه الآيات هو يوم القيامة وليس القرءان الكريم لما سبق وأن أوضحنا من براهين.
## أقوال السلف في آيات سورة القيامة وجمع القرآن:
قولي فيما سبق من فهم لآيات سورة القيامة ليس إبداعا مني ولا ابتكارا لفهم لم يسبقني إليه أحد، فمنذ سنوات عديدة حين استوقفتني هذه الآيات (16: 19) من سورة القيامة لم أكن على قناعة كافية بأن هذه الآيات يقصد الله بها القرآن الكريم وفق ما ورثناه من فهم عن السلف وما قالوا به من تفسيرات، وكنت دائما ما أشعر بريبة وحيرة حول تلك التفسيرات التي تقول بأن الله هو من تكفل بجمع القرآن وقرءه وبيانه بناء على آيات سورة القيامة هذه، ولكن بعد محاولات طويلة ومضنية مني في البحث وإمعان النظر والتفكير الطويل لمحاولة فهم هذه الآيات والوقوف على المقصد الحقيقي لها، استطعت أن اهتدي إلى ما سبق من قرء وفهم، ولكن الطريف في الأمر أنه بعد توصلي لهذا الفهم قمت بالعودة إلى كتب التفاسير لفحص ما جاء فيها عن مفاهيم لهذه الآية قد قالها السلف ففوجئت بأن فهمي هذا يتطابق في جزء منه مع بعض ما فهمه بعض السلف، بل وفوجئت بأن معظم التفاسير القديمة قد ذكر أصحابها هذا الرأي المطابق لفهمي السابق ولكنهم قاموا بالاعتراض عليه وعدم إجازته، إلا أن اعتراضاتهم في رد هذا الفهم لا تنهض لرد فهمي هذا، وأسوق للقارئ بعضا مما ورد في بعض تفاسير القوم حول ذكرهم لهذا الفهم ومحاولة ردهم عليه وعدم قبوله على النحو التالي:
ذكر الطبرسي في تفسيره (مجمع البيان في تفسير القرآن)، في تفسير سورة القيامة ما يلي: (وقال البلخي: الذي اختاره أنه لم يرد القرآن وإنما أراد قراءة العباد لكتبهم يوم القيامة يدل على ذلك ما قبله وما بعده وليس فيه شيء يدل على أنه القرآن ولا شيء من أحكام الدنيا وفي ذلك تقريع للعبد وتوبيخ له حين لا تنفعه العجلة يقول لا تحرّك لسانك بما تقرأ من صحيفتك التي فيها أعمالك يعني اقرأ كتابك ولا تعجل فإن هذا الذي هو على نفسه بصيرة إذا رأى سيئاته ضجر واستعجل فيقال له توبيخاً لا تعجل وتثبت لتعلم الحجة عليك فإنا نجمعها لك فإذا جمعناه فاتبع ما جمع عليك بالانقياد لحكمه والاستسلام للتبعة فيه فإنه لا يمكنك إنكاره.) انتهى
وذكر الفخر الرازي في تفسيره (التفسير الكبير) في تفسير سورة القيامة ما يلي: (زعم قوم من قدماء الروافض (يقصد الشيعة) أن هذا القرآن قد غير وبدل وزيد فيه ونقص عنه، واحتجوا عليه بأنه لا مناسبة بين هذه الآية وبين ما قبلها ولو كان هذا الترتيب من الله تعالى لما كان الأمر كذلك.) انتهى
وقد حاول الفخر الرازي يائسا تبرير وترقيع الوجود الفج وغير المبرر لهذه الآيات في سورة القيامة من دون أي مناسبة لها لا قبلها ولا بعدها وفق فهمه أنها تقصد القرآن الكريم، فقال ما يلي: (فلا جرم. نهى عن ذلك الاستعجال في هذا الوقت، وقيل له: لا تحرك به لسانك لتعجل به وهذا كما أن المدرس إذا كان يلقي على تلميذه شيئاً، فأخذ التلميذ يلتفت يميناً وشمالاً، فيقول المدرس في أثناء ذلك الدرس لا تلتفت يميناً وشمالاً ثم يعود إلى الدرس، فإذا نقل ذلك الدرس مع هذا الكلام في أثنائه، فمن لم يعرف السبب يقول: إن وقوع تلك الكلمة في أثناء ذلك الدرس غير مناسب، لكن من عرف الواقعة علم أنه حسن الترتيب، فههنا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يظهر التعجيل في القراءة مع جبريل، وكان يجعل العذر فيه خوف النسيان، فكأنه قيل له: إنك إذا أتيت بهذا العذر لكنك تعلم أن الحفظ لا يحصل إلا بتوفيق الله وإعانته فاترك هذا التعجيل واعتمد على هداية الله تعالى، وهذا هو المراد من قوله: (لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ* إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْءانَهُ).) انتهى
وكما نرى أن المثال الذي ذكره الفخر الرازي حول المدرس وتلميذه لا يقنع طفلا صغيرا فضلا عن أن يقنع أهل الفكر والنظر. وقد ذكر الفخر الرازي في تفسيره قولا للقفال ينكر فيه أن المقصود في هذه الآيات القرآن الكريم وقال إن المقصود في هذه الآيات هو الإنسان وليس القرآن، فذكر ما يلي: (وسادسها: ما ذكره القفال وهو أن قوله: (لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ) ليس خطاباً مع الرسول عليه السلام بل هو خطاب مع الإنسان المذكور في قوله: (يُنَبَّأُ ٱلإِنسَـٰنُ يَوْمَئِذِ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ) (القيامة: 13) فكان ذلك للإنسان حال ما ينبأ بقبائح أفعاله وذلك بأن يعرض عليه كتابه فيقال له: (ٱقْرَأْ كَتَـٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ ٱلْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا) (الإسراء: 14) فإذا أخذ في القراءة تلجلج لسانه من شدة الخوف وسرعة القراءة فيقال له لا تحرك به لسانك لتعجل به، فإنه يجب علينا بحكم الوعد أو بحكم الحكمة أن نجمع أعمالك عليك وأن نقرأها عليك فإذا قرأناه عليك فاتبع قرآنه بالإقرار بأنك فعلت تلك الأفعال، ثم إن علينا بيان أمره وشرح مراتب عقوبته، وحاصل الأمر من تفسير هذه الآية أن المراد منه أنه تعالى يقرأ على الكافر جميع أعماله على سبيل التفصيل، وفيه أشد الوعيد في الدنيا وأشد التهويل في الآخرة، ثم قال القفال: فهذا وجه حسن ليس في العقل ما يدفعه وإن كانت الآثار غير واردة به.) انتهى
أما القرطبي في تفسيره (الجامع لأحكام القرآن) فقد ساق بعض الروايات التي تحكي محض أراء لابن عباس رأى فيها أن آيات سورة القيامة (16: 19) تقصد القرآن الكريم، وحين أمعنت النظر في تلك الروايات رأيتها محض أراء لابن عباس وليس إخبارا مباشرا من النبي محمد عليه الصلاة والسلام، فذكر القرطبي ما يلي: (في الترمذي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشتد عليه حفظ التنزيل وكان إذا نزل عليه الوحي يحرك لسانه وشفتيه قبل فراغ جبريل مخافة أن لا يحفظ، فأنزل تعالى: لاَ تُحَرّكْ بِهِ لِسَانَكَ) أي بالوحي والتنزيل والقرآن، وإنما جاز هذا الإضمار وإن لم يجر له ذكر لدلالة الحال عليه، كما أضمر في قوله: (إِنَّا أَنزَلْنَـٰهُ فِى لَيْلَةِ ٱلْقَدْرِ) قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. ولفظ مسلم عن ٱبن جُبير عن ٱبن عباس قال: كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدّة، كان يحرّك شفتيه، فقال لي ٱبن عباس: أنا أحركهما كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرّكهما؛ فقال سعيد: أنا أحركهما كما كان ٱبن عباس يحرّكهما، فحرك شفتيه؛ فأنزل الله عز وجل: (لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ* إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) قال جمعه في صدرك ثم تقرؤه (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَٱتَّبِعْ قُرْآنَهُ) قال فاستمع له وأنصت. ثم إن علينا أن نقرأه؛ قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل عليهما السلام ٱستمع، وإذا ٱنطلق جبريل عليه السلام قرأه النبيّ صلى الله عليه وسلم كما أقرأه؛ خرّجه البخاري أيضاً. وقيل: كان عليه السلام إذا نزل عليه الوحي حرّك لسانه مع الوحي مخافة أن ينساه، فنزلت (وَلاَ تَعْجَلْ بِٱلْقُرْآنِ مِن قَبْلِ إَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ) (طه: 114) ونزل: (سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَىٰ) (الأعلى: 6) ونزل: (لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ). قاله ٱبن عباس) انتهى
وكما نرى كلها محض روايات وأخبار متناقضة ومتضاربة في نصوصها منسوبة لابن عباس، وليس فيها أي إخبار مباشر من الرسول عن نفسه، وإنما محض رأي وروايات منسوبة لابن عباس.
أما البيضاوي في تفسيره (أنوار التنزيل وأسرار التأويل) فقد ذكر في آيات سورة القيامة ما يلي: (وقيل الخطاب مع الإِنسان المذكور والمعنى أنه يؤتى كتابه فيتلجلج لسانه من سرعة قراءته خوفاً، فيقال له لا تحرك به لسانك لتعجل به فإن علينا بمقتضى الوعد جمع ما فيه من أعمالك وقراءته، فإذا قرأناه فاتبع قراءته بالإقرار أو التأمل فيه، ثم إن علينا بيان أمره بالجزاء عليه.) انتهى
وقد ذكر أبو حيان في تفسيره (البحر المحيط) ما قاله القفال وما ذكره الفخر الرازي في تفسيره الذي ذكرناه آنفا.
أما الطبطبائي (المفسر الشيعي) فقال في تفسيره (الميزان في تفسير القرآن) ما يلي: (وعن بعضهم أن الآيات الأربع متصلة بما تقدم من حديث يوم القيامة، وخطاب (لا تحرك) للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وضمير (به) ليوم القيامة، والمعنى لا تتفوه بالسؤال عن وقت القيامة أصلاً ولو كنت غير مكذب ولا مستهزئ (لتعجل به) أي بالعلم به (إن علينا جمعه وقرآنه) أي من الواجب في الحكمة أن نجمع من نجمعه فيه ونوحي شرح وصفه إليك في القرآن (فإذا قرأناه فاتبع قرآنه) أي إذا قرأنا ما يتعلق به فاتبع ذلك بالعمل بما يقتضيه من الاستعداد له (ثم إن علينا بيانه) أي إظهار ذلك بالنفخ في الصور.) انتهى
أما بن عاشور في تفسيره (التحرير والتنوير) فقد ذكر قول القفال وقول البلخي في أن الآيات ليس مقصودا بها القرآن وإنما مقصودا بها إما الإنسان وإما يوم القيامة، فقال بن عاشور معلقا على ذلك بما يلي: (وأقول: إن كان العقل لا يدفعه فإن الأسلوب العربي ومعاني الألفاظ تنبو عنه) انتهى
وفي النهاية لا يخفى على كل من له نظر وفكر سليم أن الآيات لا يمكن أن يكون مقصودا بها القرآن الكريم، وهذا لعدم وجود أي ذكر للقرآن الكريم في السورة بأكملها من أولها إلى آخرها، ولا وجود لذكر القرآن الكريم كذلك في الآيات نفسها (16: 19) من سورة القيامة محل النقاش، وكذلك لما سبق ذكره من براهين تنفي ذلك. وعليه فجمع القرآن الكريم كان عملا بشريا محضا قام به رسول الله وصحابته من بعده، وليس جمعا إلهيا غيبيا كما يذهب إلى ذلك القرآنيون في محاولة يائسة منهم لقطع القرآن من محيطه التاريخي والبشري ومن الذين نزل عليهم ليقولوا فيه ما يشاءون وفق مذاهبهم. فمن أراد أن يعرف كيف تم جمع القرآن الكريم فعليه بالرجوع لكتب التراث ليقدم من خلالها براهينه العلمية على ذلك. لا أن يحدثونا بأحاديث الصوفية الذين يعتمدون على الأساطير والخرافات والأوهام.
(هذا فصل من دراسة لي لم تنشر بعد حول القرآن الكريم).
نهرو طنطاوي كاتب وباحث في الفكر الإسلامي _ مدرس بالأزهر مصر_ أسيوط موبايل/ 0164355385_ 002 إيميل: [email protected]
#نهرو_عبد_الصبور_طنطاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا حرمة في مصر لمن يفكر في الاقتراب من كرسي الرئاسة
-
هل أصبحت هيفاء وهبي رمز وطني مصري؟؟
-
نعم إن العرب يكرهون مصر والمصريين
-
هل القرآن كلام الله؟ تعليقات وردود _ الجزء الرابع والأخير
-
هل القرآن كلام الله؟ تعليقات وردود _ الجزء الثالث
-
هل القرآن كلام الله؟ تعليقات وردود _ الجزء الثاني
-
هل القرآن كلام الله؟ تعليقات وردود _ الجزء الأول
-
منع الاختلاط بين الرجال والنساء جريمة
-
هل القرآن كلام الله؟ رد على المستشار شريف هادي
-
عقوبة السجن وصمة عار في جبين البشرية
-
ويبقى موقع الحوار المتمدن هو الأمل
-
خروج الريح لا ينقض الوضوء
-
آدم ليس خليفة الله في الأرض
-
أعِدُكْ أني لن أفلح
-
يا أبت أين أجد الله؟؟
-
المثالية الوهمية عدو الإنسان الأكبر
-
هل التوراة والإنجيل والقرآن كلام الله؟
-
الدكتور أحمد صبحي منصور يستشهد بالسنة
-
هل البكاء على وفاء سلطان، من أجل حرية التعبير أم من أجل حرية
...
-
الإنسان هو الحل
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|