أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أحمد السيد علي - خياط الفرفوري...أحد المهن الشعبية التي إندثرت














المزيد.....

خياط الفرفوري...أحد المهن الشعبية التي إندثرت


أحمد السيد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2855 - 2009 / 12 / 11 - 22:09
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


هناك مهن عراقية إندثرت بحكم التقدم العلمي والتكنلوجي، وتغير نمط الحياة التقليدية القديمة.
ومن هذه المهن على سبيل المثال لا الحصر…خياط الفرفرفوري…بائع الملح على الجمال…حدّاد السكاكين والمناجل المتجول بعجلته وعتلته الدوّارة… مرّكِبْ أسنان الذهب، وطب الاعشاب، وهم عادة من الغجر{الكاولية}…المطهرجي{الزعرّتي} وعادة يكون حلاق المنطقة… بائع { الجَقْجِقِدرْ… العَلوجَة…الكَركَري} ويحمل الصينية المعدنية، وعادة ما تكون مقسمة على شكل مثلثات بألوان زاهية … ولديه عيدان صغيرة يلف بها هذه المواد التي أغلبها من صبغ اللوزينة… وهناك مهن في طريقها الى الزوال منها…سيارة أم الدخان وسائقها…الجدّة أو القابلة المأذونة…البائع الجوال للـ {الجُرَكْ…البادم…المكاوية…شعر بنات…الداطلي…وغيرها من المعجنات} …صناع { كراسي من سعف النخيل..علاكة الخوص… المهافيف} وصناعات يدوية أخرى …أتمنى ان لا تختفي، لما تكوّن هذه المهن من إرث لتراث شعبي في بلد عريق وعتيق بحضاراته الاصيلة .

أما عن خياط الفرفوري#
هذه المهنة التي اندثرت في ستينيات القرن الفائت، والفرفوري هوالفخار الذي يصنع منه الصحون والاباريق،وهناك انواع مختلفة من الفخار ، والانواع الجيدة تكون غالية الثمن، ولم يكن بإستطاعت أصحاب المقاهي ان يبتاعوا أباريق شاي جديدة بعد كسرها أو أجزاء من الابريق وعملهم يعتمد دائما على هذه الاباريق، ولذا يضطرون لخياطة الابريق أو جزء منه ولم يكن شائعا في وقتها إستخدام اباريق الشاي المصنوعة من معادن الصفر أو الرصاص أو الستيل أو غيرها.
كان معظم أصحاب هذه المهنة الفنية الرائعة من الايرانيين1، وأذكر في مدينتي بعقوبة كان هناك محل واحد لخياط الفرفوري في السوق القديم {المْسَكَفْ}، خلف جامع الشاهبندر قرب القيصيرية، وإختفت هذه المهنة في بداية السبعينيات من القرن المنصرم. وعادة ما تكون المواد التي تعرض للخياطة هي الاواني والكاسات وأباريق الشاي التي تصنع من الفخار، ويعُتَقَدْ إن أفضل أنواع الفخار هو الفخار الصيني والروسي والسكسوني والكردنر2، ويكون عادة صاحب هذه المهنة متجولا
وليس له مكانا ثابتا وقليل منهم من يستقر في مدينة وله صيحة معروفة هي { خياط فرفوري...فرفوري خياط} وأغلب هؤلاء من المعدمين، وقد يعطوهم الاهالي الملابس والمأكل بدلا من النقود،
ويستعمل خياط الفرفوري في عمله هذا ماكنة بدائية ذات أرجل تتحرك مثل ماكنة الخياطة وفيها عجلة لتشغيل الثاقب الذي يثقب الفرفوري من أجل خياطته وأيضا يستخدم مادة لزّجة للصق أجزاء الفخار وهي بيضاء اللون، ويستعمل ايضا شرائط من القيد وهي عادة من التنك تحيط بإبريق الشاي للحفاظ عليه من الكسر، ويضعها بشكل شرائط طولية متوازية مربوطة بشرائط أخرى عرضية3.
وكانت أكثرأجزاء الاباريق المعرضة للكسر هي البلبولة 4 والمقود وغطاء الابريق،
والاهالي عادة يربطون المقود وغطاء الابريق بخيط متين لمنع سقوط الغطاء وكسره. وأغلب الظن ان خياط الفرفوري هي مهنة يتوارثهاالابناء عن أبائهم وقد اندثرت هذه المهنة بسبب تكاثر الفخار وهبوط ثمنها مما لا يستدعي خياطة الاباريق والاواني المكسرة ولكن تبقى هذه المهنة في ذاكرة العراقيين كسائر المهن الشعبية الاخرى، لتمثل جزء من تراثنا الشعبي الأصيل.
وعلى ذكر أجود أنواع الفخار السكسون، كتب الشاعر النجفي الراحل...حسين القسام{الجسام} ، عن لسان فلاح معدم يوصي قبل وفاته... بعدم إعطاء القوري أو بيعه ،
بالرغم من مواصفاته البائسة

وعندي فرد قوري بغير بلبولة
موسكسون محد يعرف شجولة
يخر من كل كُتر لو هيّس بلولة
خلّوه بثوابي لا تبيعونه 5

1ـ ذكر لي الاستاذ الاديب النجفي الراحل عبد الغني الخليلي ،ان أغلب أصحاب هذه المهنة من الايرانيين.
2ـ إسم شركة لصنع الفخار .
3ـ يستخدم هذه الطريقة عادة أصحاب المقاهي.
4ـ البلبولة: مفردة فصيحة مشتقة أغلب الظن من كلمة البلبل، والبلبل تعني قنات الابريق الصغيرة التي يصب منها الماء وفي العامة تعني لعبة الدوامة.
5ـ القوري والاستكان مفردات غير عربية ويرجح انها روسية.
# نشر هذا المقال في مجلة المنار في ستوكهولم ، وقمت بإضافة بسيطة ـ عدد1نيسان ـ سنة 1988



#أحمد_السيد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مديرية أمن بعقوبة...والهروب الى كردستان تالعراق 2
- إجابات حول إستفهامات...العزيز إبراهيم البهرزي
- مديرية أمن بعقوبة...والهروب الى كردستان العراق 1
- بعقوبة...وتوضيحات من القرّاء
- بعقوبة...وبعض من شخوصها الشعبية2
- الصحاف أحد رموز الاغتيال في المنظمة السرية
- بعقوبة...وبعض من شخوصها الشعبية
- مدينة بعقوبة وجزء من تفاصيلها
- هروب من أمن الاعظمية
- عمالة الأطفال والأعتداء الجنسي والجسدي والنفسي عليهم...وصمة ...
- قتل المثليين في العراق
- ومضات مع الشاعر الشهيد خليل المعاضيدي
- حتى حكومتنا الأخيرة إغتالت ثورة 14 تموز
- ماذا بعد فينوغراد ؟
- لا شيء تحت الشعار .. كالعادة
- أزمة زعامة
- الدين وإشكالية الشر عند إخوان الصفاء
- تطور المحرم بين الدين والمصالح الطبقية
- أوقفوالموت المجاني في العراق
- ما بين الغطرسة والعجز والتزييف هذا هو تحالف العداء للسيد حسن ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أحمد السيد علي - خياط الفرفوري...أحد المهن الشعبية التي إندثرت