عودة وهيب
الحوار المتمدن-العدد: 2855 - 2009 / 12 / 11 - 21:21
المحور:
الادب والفن
ظل حرف( الباء) يلهث وراء الكلمة التي نُسّب اليها علّه يلحق بها فتضمه لكيانها..
كان سعيدا بهذه (القسمة ) التي اعتبرها ضربة حظ، فهي جميله ورشيقه ومموسقة الاطراف.
غير ان كلمته الحبيبة ظلت تطير وتطير بين مسالك سطور يجهلها غير دارية بلهاثه ، وظل هو يطارد خطواتها دون كلل ..
وعندما كاد ان يلحق بها، واصبح منها قاب حرفين او ادنا ، تناولتها يد الصرف فحولتها الى كلمة اخرى ، فلم يعد يدرك معناها، ومسراها ، فاصابه غم كبير.
ورغم ادراكه انها ببنائها الصرفي الجديد لم يعد له وجود في كيانها الا انه ظل يلاحقها ويلاحقها ويلاحقها ، ذلك لان وجوده بدونها زائد وفائض ومهمل وليس له مكان في أي محل للاعراب يسكن فيه...
داهمه ليل القواميس فصار يتخبط في مشيته بين دروب السطور الوعرة، ولم يعد يدري ان كان يمشي امامها او خلفها بسبب ظلمة المكان والزمان الى ان سمع صراخها: لماذا تجرني هكذا ياهذا؟!
لم يكن يشعر بثقل كيانها وهو يجرجر شعرها، بل لم يكن يدري انه متورط بهذه الفعلة الشنيعة، لذا انكر التهمة بأستحياء وابتعد عنها خجلا ..
وحتى لايعود الى ارتكاب عمل غير مقصود كهذا صار يسير في اخر قافلة السطور مطأطئ الحركة مبني على الوقار والسكون
غير ان المتتبعين لأحواله من النحاة ذكروا انه اعتاد ان ينهض في كل صباح ويهرول نحو سطرها كي يقترب منها ، وعندما يصل الى هودج نحوها يسترق النظر الى هيئتها ثم يتهجى نعاس حروفها بصمت ويعود الى اخر الكتاب حزينا.
#عودة_وهيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟