أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كريم عامر - تعليم الفتاة بين الرفض والقبول















المزيد.....

تعليم الفتاة بين الرفض والقبول


كريم عامر

الحوار المتمدن-العدد: 867 - 2004 / 6 / 17 - 07:15
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


مامن شك فى ان التعليم حق مشروع للجميع....بغض النظر عن الفروقات الاجتماعية والاختلافات الجنسية...فالتعليم لاتقتصر أحقيتة على ضرب معين من الناس....فكمايتلقى ابن الوزير قدرا مناسبا من التعليم...فينبغى أن يتلقى ابن الفقير نفس القدر الذى يتلقاة ابن الوزير.وبالمثل....فكما يتلقى الفتى فى مختلف مراحلة العمرية التعليم المناسب لتلك المرحلة....فينبغى ان تتلقى الفتاة نفس القدر فى نفس المرحلة....هذة أمور بديهية لا تحتاج منا الى تفكير عميق ولا الى دراسة متفحصة لاثبات صحتها خصوصا أننا قد تخطينا عتبات القرن الحادى والعشرين ولم يعد الكثيرين منا يفرقون بين الفتى والفتاة فى مثل هذة الامور التى قد صارت عندنا مسلمات لاتقبل الناقشة والأخذ والرد.....فأصبحت الفتاة تتلقى تعليمها على نفس الطاولة وفى نفس المكان الذى يتلقى فية الفتى تعليمة....ولا غرابة فى ذالك فان هذا من أهم مبادىء المساواة التى يجب أن نتعها خصوصا فى العملية التعليمية.
ولكن....وبعد أن اصبح تعليم الفتاة شيئا مألوفا لنا ولا غرابة فية....رأينا بعض من يهوى الخروج عن المألوف ويرفع فى حياتة شعار خالف تعرف....رأيناهم وقد سائهم أن تزاحمهم المرأة فى مقاعد دراستهم وفى أماكن عملهم....وقد ازداد بهم الأمر سوءا عندما رأوا ان المرأة بفضل تفوقها قد تقلدت اسمى المناصب ...ثم صارت عضوا فى مجالس النواب ...ثم قاضية...ثم وزيرة....ثم رئيسة للجمهورية.-فى بعض البلاد- فخرجوا علينا بارائهم التى تطالب باعادة المرأة الى الوضع الذى كانت علية فى القرون الوسطى الغابرة وماقبلها....وأخذوا يدعون الى أن تحبس المرأة فى بيتها وأن لا تخرج لتلقى العلم فالتعليم ليس من حقها....وعندما فوجئوا بأن دعواتهم تلك لم تلق أى صدى ولم تجد أى استجابة ....بل وجوبهت بردود فعل عنيفة وغير متوقعة من قبل الفئات المتعلمة والمثقفة.....شرعوا يضيفون على الأمر هالة دينية ....ويصبغونة بالصبغات العقائدية ...ويدعون أن الدين من ألد اعداء تعليم المرأة وأنة يحث الرجال على حبسها فى البيوت وعدم السماح لها بالخروج ....وأخذوا يؤلون النصوص على حسب أهوائهم....ويضعون الأحاديث التى تتناسب ومقاصدهم.

ولكن....وكما هو معروف فان الحق كلمة لها صفة الديمومة....لا يستطيع أحد مهما حاول او اجتهد أن يمحوها...فانتبة الناس لما تهدف الية مثل هذة الدعاوى ..ووقفوا يواجهونها بكل ماأوتوا من قوة ....فلما وجد أصحاب هذة الدعاوى أن مخططهم بدأ يضعف ...وامنيتهم بدأت تتوارى عن أنظارهم....شرعوا يغيرون طريقتهم تلك....فبدأوا يروجون الاشاعات المغرضة...والدعاوى القائلة بأن الفتاة التى تخرج من بيتها لتدرس أو لتعمل وتختلط بغيرها من الناس....لا تخلو من كونها موضع شبهة لأنها تتعامل مع زملاء لها من الجنس الاخر...وربما تكون قد وقعت فى المحظور من جراء تلك العلاقات .....ثم بدأوا يضيفون على تلك الاشاعات القصص المختلقة ...والمواقف المفتعلة ....والحكايات الملفقة
فبدأت هذة الدعاوى تجد الصدى المناسب لها عند بعض الناس ثم اتسعت هذة الرقعة من الذين باتوا يصدقون مثل هذة الأكاذيب....فبدأ الشباب بالاحجام عن الزواج من خريجات الجامعة ...بحجة انهن لا يصلحن أن يكن ربات بيوت ....فضلا عن أن يكن زوجات....ثم اذدادت الضغوط من جانب أولياء الأمور على الفتيات ....حتى أجبر بعض الاباء بناتهن بالاكتفاء بالؤهل المتوسط...وعدم تجاوزة الى المرحلة الجامعية.....ثم اكتملت هذة الدائرة بخضوع بعض الفتيات ...ونزولهن عند رغبة أولياء أمورهن ....وخطابهن أيضا....طمعا فى الزواج من ناحية.....ومحاولة لارضاء ابائهن من ناحية أخرى .....وحرصا على سمعتهن من التدهور بعدما أضحت سمعة أى بنت تنتسب الى الجامعة فى الحضيض نتيجة لما سبق أن ذكرناة من اشاعات وأقاويل كاذبة نجح مخترعوها فى التأثير على الرأى العام لتغيير موقفة من قضية تعليم الفتيات..من ناحية ثالثة
قد يستغرب البعض هذا الكلام ....ويظنة مبالغة لا أصل لها ...وتهويلا لحدث لا وجود لة أصلا ....والواقع أن ماسبق وكتبتة فى السطور السابقة....كان يتعلق بالفتاة التى تدرس فى المرحلة الجامعية....أى التى تخطت التعليم الأساسي الى التعليم الثانوى...وتجاوزتة الى المرحلة الجامعية

وأغفلت الحديث عن عن الفتاة التى حرمت من التعليم فى سن مبكرة وهى لم تبلغ تلك المرحلة بعد....أو التى لم تتلق أى قدر من التعليم أصلا.....والواقع أن هذة الفئة موجودة فى مجتمعنا فعلا دون أن يخطر ذالك ببال الكثيرين منا....فهنالك الكثير من الاباء الذين يكتفون بحصول ابنتهم على الشهادة الابتدائية....ويجبرونها على لزوم المنزل لتساعد أمها فى متطلبات منزلها من جهة....ولانتظار ابن الحلال-كما يحلو للبعض أن يطلق علية-من جهة أخرى!!!!....وبعض الاباء يرى أنة لا ضرورة لذهاب البنت الى المدرسة أصلا ....لأنها فى نظرهم بداية الطريق نحو الانحلال الأخلاقى...فالتعليم فى نظرهم ليس الا فسادا مقنعا

ولكن ....ألا يحق لنا التسائل....لماذا كل هذا التمييز ضد المرأة فى مسألة التعليم على وجة الخصوص...مع أنها بعيدة كل البعد عن الخلافات المذهبية والعقد الأخلاقية؟؟!!!...اننى أعلم كما يعلم الكثيرين غيرى أن التعليم ليس لة أدنى ارتباط يذكر بأى مشكلات أخلاقية برزت مع ظهورة....فلم نسمع فى يوم من الأيام أن هناك كتاب يدرس فى المدرسة أو الجامعة يحض على الفجور أو الانحلال الأخلاقى...بل بالعكس فاننا نرى أن جميع المقررات التى تدرس للطلاب على اختلاف فروعها العلمية ليس لها أدنى ارتباط يذكر بهذة المواضيع الشائكةعند مجتمعاتنا.....بل وهى وان اقتربت منها فانها تقترب بحكم عاداتنا وتقليدنا دون أدنى خروج عنها حتى لو كانت خاطئة -الأمر الذى نرفضة بالطبع - مع العلم بأن تعليم الفتاة بالذات يوفر على والديها الحرج الذى يضعان أنغسهما فيةعندما تواجههما مشكلات البنت الجنسية عند بلوغها....لانهما لا يستطيعان افادتها -أو بمعنى اخر يتحرجان من ذالك -....فلماذا لا نترك للمدرسة هذا الدور حتى لا تنمو لدى الفتاة المفاهيم الخاطئة والسلوكيات الغير سليمة نتيجة عدم المامها بالأمور الصحيحة التى يجب تعلمها

يجب علينا جميعا مراجعة انفسنا .....و اعادة النظر فى قضية المرأة بشكل عام ...وقضية التعليم بشكل خاص فهى أمر واجب الأهمية بالنسبة للجميع لا سيما المرأة....وحتى تتخرج لنا أمهات قادرات على تحمل المسؤلية ومجابهة الصعاب وحل المشاكل وتربية أبنائهن التربية الصحيحة....العصرية



#كريم_عامر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسلام ونظرتة الدونية للمرأة
- الكفن الأسود
- ختان الاناث عمل اجرامى
- لا للزواج المبكر
- هكذا حمى الاسلام المرأة


المزيد.....




- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كريم عامر - تعليم الفتاة بين الرفض والقبول