أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - السياسيون وبذيء الكلام














المزيد.....

السياسيون وبذيء الكلام


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 2855 - 2009 / 12 / 11 - 12:15
المحور: كتابات ساخرة
    


منذ ست سنوات والسياسيون العراقيون يتراشقون ببذيء الكلام ، وينعت بعضهم بعضا بأوصاف أقل ما يقال عنها انها مخجلة .
لا يعنينا هنا الاتهامات السياسية انما الأوصاف التي تستهدف القيم الاجتماعية ، وانعكاساتها على الشباب والأطفال والكيفية التي سيكون عليها المجتمع العراقي بعد رحيل السياسيين الى دار حقهم.
خذ مثلين من تلك الأوصاف : أن لجنة النزاهة اتهمت مسؤولا كبيرا بالفساد ، فردّ مسؤول قيادي على رئيسها بأنه فاسد ،هو وحزبه ، حد النخاع . وأن مجلس المحافظة الجديد (البصرة ) أدان مجلسها القديم ووصف أعضاءه بانهم كانوا عصابة نهبوا المليارات .
والمخجل ، أن صنفا من السياسيين ما تركوا مفردة بذيئة في قاموس اللغة الا وتراشقوا بها علنا أمام الملاين عبر الفضائيات حتى صرنا " فرجه " للناس ، وموضوعا للتندر في رسوم الكاركيتير ، و " انموذجا " تضرب به الأمثال عن الأفعال التي تخالف الأقوال ، حتى لتحسب ما قاله علي الوردي ينطبق عليهم بامتياز . فمنهم من ذهب لحج بيت الله الحرام ..وهو آكل للمال الحرام ، ومنهم من وعد ناخبيه باصلاح الحال ..فتركهم يأكلون الخبز والكرّاث وأصلح حاله بما لذّ وطاب من الطعام والشراب ،ومنهم من أطلق اللحى وأطلق معها طول اللسان في نعت الآخرين بأردأ الصفات .
والخطر الاجتماعي في هذا التصرف ، أن استسهال تداول المفردات البذيئة من قبل الكبار يؤدي الى استسهال تداولها وتحولها الى سلوك بين أفراد المجتمع . وقباحة أخرى مرتبطة بسابقتها أن الذين يتراشقون ببذيء الكلام في الصباح تراهم في المساء يتضاحكون وكأن شيئا لم يكن . فكيف سيكون جيلا الشباب والأطفال (70%من المجتمع )حين يرون آباءهم ، أو ممثليهم القدوة ، تستسهل ألسنتهم وصف الآخرين ببذيء الأوصاف ثم يضعون يدا بيد ويتقلبون في مواقفهم باليوم أكثر من عدد مرات الصلاة سواء كانت خمسا أم ثلاثا .
كان آباؤنا اذا قال أحدهم لآخر ( انت كذّاب ) فان هذا الآخر لا ينام ليله ، فيما صار الآن تبادل مثل هذه الأوصاف بين السياسيين " زلاطه " ، بل حتى لو وصف أحدهم الآخر بأنه " حرامي " ما نضح جبينه بقطرة خجل .
يذكر أن الجاحظ ومؤرخون وصفوا العراقي بأنه مفطور على الغيرة والأنفة وعزة النفس والنزوع للخير ..فما الذي أبقاه السياسيون من قيم راقية كانت ثوابت في القيم العراقية .
وسواء أكان القدر أتى بهذا الصنف من السياسيين ، أم الناس يوم كانوا في غفلة وعي..فانهم صاروا في موضع أولياء الأمور ، وموقع القدوة الذي ينبغي أن يكون تصرفهم مهذّبا ..وأن ينتبهوا الى أن الناس على دين ملوكهم ، أي كيفما يكون " القادة " يكون العامة من الناس .
اننا نفترض أن كل واحد من هؤلاء السياسيين يعتقد في نفسه أنه صاحب أخلاق ، فلماذا لا يفترضون ذلك في الآخر ايضا ويكون النقد فيما بينهم نظيفا يليق بمسؤول مهذّب؟ . ومتى يتخلصون من هذا الحول الادراكي الذي يريهم ما هو ايجابي في أنفسهم ويغمضون أعينهم عما هو سلبي فيهم ، ويريهم ما هو سلبي في الآخر ويغضّون الطرف عما هو ايجابي فيه ؟!.
وما نخشاه حقا أن تعيد الناس انتخاب هذا الصنف الرديء من السياسيين مطلع العام القادم . فان حصل فهذا يعني أن المجتمع قد اكتمل تلوثه ، وعندها اقرأوا على القيم العراقية ..السلام!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخبوا ..القائمة النفسية!
- التعصب والاتجاهات
- نهاية العراق :في الانتخابات المقبلة!
- سادية حاكم ..مازوشية شعب
- زيارة لمدينة الناصرية - قراءة في ثقافة العشيرة
- الفؤوق الجندرية بين العلم والخرافة
- رسالة إلى نفسي
- الانتخابات العراقية ..وسيكولوجيا الاحتواء -قراءة نفسية-سياسي ...
- سيكولوجيا الفوضى بين بغداد وبيروت
- نحو فهم جديد لسيكولوجيا الشيخوخة
- العار ..للقتل غسلا للعار !
- التقاعد = مت وأنت قاعد!
- العراق : وطن بلا طفولة
- دلالات الرموز في أعلام دول العالم
- الحب في زمن الكوليرا
- تساؤلات محرجة ..في الدين - الحلقة السادسة - سيكولوجيا الدين ...
- تساؤلات محرجة ..في الدين - الحلقة الخامسة -سيكولوجيا الدين : ...
- تساؤلات محرجة .. في الدين - الحلقة الرابعة - سايكولوجيا الدي ...
- تساؤلات محرجة ..في الدين - الحلقة الثالثة - الدين والصحة الن ...
- تساؤلات محرجة ..في الدين - الحلقة الثانية - التطرفان الديني ...


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - السياسيون وبذيء الكلام