|
حفلة التلقي قراءة في رواية عبد الرحمان منيف الان ..هنا ج1
لحسن وزين
الحوار المتمدن-العدد: 2854 - 2009 / 12 / 10 - 21:48
المحور:
الادب والفن
(شردت اسر وخربت امال ودمرت احلام ومرت طاحونة القهر على طموحات اجيال كاملةبدون م وجب حق . اقرا صفحة الماضي قبل ان تطوي ايها اللبيب. اقرا هي شاهدة على كل شيء اقرا فلا شيء يضيع مهما اوهمتنا لحظة الجبروت ...لاشيء يبقى الا الحقيقة العارية .) لاادكر كيف ومتى وجدت نفسي ادخل في علاقة نادرة وموجعة مع مجموعة من الكتابات حتى صارت جزءا مني .نصوص تسكنني كقوة غريبة تتحكم في تفكيري وحياتي. هل هي معاناة الجوع والعري والقهر او ربما الصدفة هي التي دفعت بمثل هده الكتابات في طريقي . بما انني اكره لغة الصدفة والظروف كما يتداولها الادكياء فانني لااستطيع ان اجزم في سر هده العلاقة . ادا كنت واثقا من شيء فلعل الحياة هي التي علمتني كيف التقط تفاصيلها الحية حتى في ثنايا الكتب .لاتستطيع ان تفلت مني لحظة موقف سلوك...لها تفاعلاتها الخصبة مع داتي كلها .ربما تلك الاشياء التي تشكل الناس في مساراتهم على اختلافها هي التي ربطتني بكل القراءات التي عشتها ولا ازال كجزء من كياني ووجودي .الكتابة حرفة ومسؤولية صعبة. ليس بامكاني ان ادعي القدرة على دلك .ادا كنت اكتب اليوم فليس لاني اعشقها عشقا جنونيا .انما ادركت ببساطة ان لي الحق في الكلام .الاكثر من دلك الحق في الحياة ( وقد زادت دهشتي حين قرات الورقة الاولى .وها قد عرفت ولا يمكنني ان اعيش اليوم كما لو انني لم اعرف ) لااعرف كم مرة قرات الرواية وفي كل مرة ..كل قراءة كانت تنتابني الشكوك حول المعاني التي اعطيتها لشقوق النص لفجواته كما يقول النقاد .كانت تعصف بي التاويلات الخيالية بين قوة النص الفنية وبين الشكل الروائي الجدير بالدراسة والتنظير .الشيء الاساسي من هدا كله انني كنت اعتقد ومقتنع الى درجة كبيرة بضرورة الكتابة .هي المرات الكثيرة التي كتبت فيها حو ل الرواية لكن سرعان ما امزق ما كتبته بدعوى انه لايرقى الى مستوى الكتابة النقدية . في الوقت نفسه احس بضرورة الكلام ( كيف استطيع ان ابقى بعد دلك صامتا كشيطان اخرس او ان ابقى عاقلا كما لو اني اقرا كتابا اصفراو استعيد حلما قديما خابيا) اريد ان اقول للناس بان هده الرواية سكنتني وانها لايمكن ان تقبل بالصمت والقراءة المترفة ( ادا تحول الانسان الى شاهد اخرس الى شاهدة قبر الى شيء عقيم فعندئد يفقد مبرراته كلها ) قرات لكتاب كبار كما يقول النقاد لكن وانا اقرا الان هنا انفجرت داكرتي ووقفت جميع النصوص التي كنت اظن نسيتها كان جدلية القمع والكتابة فتحت داكرتي على كل السجون .في اللغة العادات الثقافة وفي الماكل المسكن ...اتوقف اثناء قراءتي .اعرج بعيدا بحثا عن الجلاد في تفاصيل الحياة .في كل قراءة ازداد قناعة بضرورة الكلام وقهر الصمت ( وهل اقوى على ابتلاع هدا الكم الهائل ليس من الاوراق وانما من العداب وحدي ) وحدي لااقوى على تحمل هده الرواية لابد ان يقراها الجميع او على الاقل ان اكتب ما بدا لي ضرورة للحوار والقراءة .كمتلقي اقتنعت بهدا الحق في القراءة والكلام دون ان ادعي الحقيقة فيما اقول .النصوص التي قراتها سابقا كانت تقطع قراءتي .تقفز في سيرورة القراءة وتتداخل فيها نصوص الرواية والنقد وتفاصيل الحياة والمعيش اليومي هل هدا هو النص الدي تحدث عنه بارث ( ان اكون مع من احب وافكر في دات الوقت في شيء اخر هكدا اتوصل الى احسن الافكار واخترع بصورة افضل ما هو ضروري لعملي .كدلك شان النص يبعث في لدة احسن ادا ما تمكن من ان يجعلني انصت اليه بكيفية غير مباشرة ادا ما دفعني وانا اقرؤه الى ان ارفع راسي عاليا وان اسمع شيئا اخر .فلست بالضرورة ماسورا بنص اللدة قد يكون فعله خفيفا معقدا دقيقا شاردا على وجه التقريب كحركة راس طائر لايسمع شيئا مما ننصت اليه ينصت الى ما لا نسمعه ) وما علاقة قراءتي بالتصور النقدي لجمالية التلقي .اقرا الرواية لكنها تحيلني على روايات اخرى بين السطور . نوع من حوار النصوص .فنية اخرى للرواية كانت ترتسم في داكرتي معاني كثيرة تقفز وتفرض نفسها .اسئلة لا حصر لها تنفجر ( هل استطيع ان اغادر واترك جميع هؤلاء دفعة واحدة ولكي لااراهم مرة اخرى أي قلب يحتمل وهل املك من القوة ما يجعلني قادرا على البقاء ولا اتبدد الى الاف القطع ) هدا المقطع يقصدني .داك الموقف يستهدفني . هدا الترتيب للوقائع هو تسلسل منطقي فني يختفي حين اكتشف متخيل الكتابة الدي يجعل الشخصية المضمرة ظلا لي .يقحمني النص في لعبة فنية نادرة بين كوني قارىء وشخصية داخل المحكي .ومواجهة المصير نفسه .كنت اكتشف منطق القراءة في شكل الكتابة .هكا اتحول الى قيمة ادبية او قل الى تفاعل بين فنية الكتابة وجمالية القراءة لااستطيع ان اضع الكلمات التي تعنيني ربما علاقتي باللغة سيئة جدا .ما احسه واعيشه لايمكن ان يختزل في عبارات متداولة .لم اعد املك الخيار نفسه قبل ان اقرا الرواية .مع قراءتي الخطية كانت نصوص تخترقني لتتلاحم بالرواية .تضيء الكتابات الصادقة قراءتي .واكتشف بفرح طفولي لا يخلو من معاناة هدا التفاعل الخصب بين القراءة والكتابة ( تكتب او تقتل احدر ان تفهم ان هدا الاندار موجه اليك من جلاد ما .ادا تجاوزت سطحية الرمز ستعرف ان صوت التاريخ هو الدي يتكلم .وهو يعبر عن احد اعنف قوانينه كل صمت تقصير في حق الحياة .كل يوم يمر دون ان تكون على موعد مع الكلمة يمثل انكسار فرع من شجرة الحياة .وبعبارة بسيطة كل كلمة تضيع هي صوت يخنق صرخة يائسة لاتجد لها صدى .فضيحة تسقط في مستنقع الاحداث التافهة) .كلما انهيت قراءة الرواية اجدني مرة اخرى اعيد قراءتها .لم يكن من السهل علي ان اتخلص منها وارمي بها كما اقدف باي كتاب اخر .شعور ما كان يلازمني وادا كان لي ان اعترف بهدا الشعور فربما القراءة فجرت الاسئلة ولم تعد تقبل بالصمت لغة مالوفة .وربما ايضا لم يعد بامكاني ان انسى طالع عادل سلوى والاخرين لااستطيع ان اخون الاشياء الجميلة التي فجروها في داخلي ( ليس الخروج من الحمام مثل الدخول اليه عندما يكون المرء قد تحمل مسؤولية ارواح وامال وتاريخ وهلمجرا لايمكنه ان يقول بين عشية وضحاها لكم طريقكم ولي طريقي ) لم استطع ان افعل دلك حتى لو اردت وبصراحة كلمة اردت ليست سهلة كما كنت اعتقد .اشعر عند كل قراءة للرواية انني مطالب بفعل ما ( الانسان لايمكن ان يترك يده او أي جزء منه ويمضي دون امل .دون عودة.هل نقوى على ترك هؤلاء الخمسة ومادا نستطيع الان كيف يجب ان نتصرف ) تقف كل السجون التي اعرفها في وجهي ويعرفها الاخرون ايضا .يمر عشرات الرجال قربها دون ان يفكروا بمداهمتها واخراج المعدبين فيها حتى يلامسوا الشمس والهواء والاشياء والناس .اسال نفسي لمادا تسكننا البرودة كما تسكن الرطوبة زنازن شرق المتوسط كلما وضعت الرواية الا واشعر ( اني تركت قلبي .جزءا منه ) كانت الاسئلة المحرقة ..الوجوه واللحظات العنيفة للحرية والحياة الحقيقية تلاحقني .لم تكن لتخيفني مراحل التعديب .لم يمسسني الخوف .طوال الطريق كنت معنيا بالصمود بالقيء والدم وسوط الجلاد وبصلابة وقوة الانسان وارادته .لم تكن قراءتي مسلية ولا مجانية بل هي كما يقول الناس الملح والطعام الدي نتقاسمه مع الدين نحبهم .كنت اشعر ان اجمل شيء اقدمه لاحبائي ولطالع وعادل اللدين ساعداني على الكلام هو ان اواصل القراءة وانا في وضعية ( تلزمني السيطرة على تنفسي وجعله يتطابق مع ايقاع الضربات الشهيق عند ارتفاع اليد بالسوط والزفير عندما تهوي .الشهيق والزفير بهدوء دون ان يتبين الجلاد دلك .لكن يلزمني في نفس الوقت الانفصال عن تنفسي نسيانه لاتمكن من تخيل صور اخرى امكنة اخرى ازمنة اخرى )
#لحسن_وزين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حفلة التلقي ج2
-
رن الهاتف..انا قادم
-
استراتيجية الاسئلة
-
الشيخ والمريد
المزيد.....
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|