أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - داهمتني الأفكار وأخذتني بعيداً














المزيد.....

داهمتني الأفكار وأخذتني بعيداً


قيس مجيد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 2854 - 2009 / 12 / 10 - 21:43
المحور: الادب والفن
    




حين إنطلقت من المدينة وصعدت مقدمة الجسر لاحت أمامي رؤوس البنايات وأسلاك الرافعات المتينة وكلما أقترب أرى العمال وحركاتهم الدوؤبة وهم يمتحنون السواقي التي حفرتها تلك الآلات الضخمة وبالكاد أستطع من الإستدلال على وجوهم التي غطوها وغطى غطاءها التراب ،
كان كل شئ على إمتداد ذلك الطريق يبعث بالأمل فالهدوء يصل حد الوحشة ورؤيا رجل بوليس أمرا يكاد يكون بالنادر بل أحيانا في بعض المناطق بالمستحيل ، كنت أفكر كم سرعتي ستكون وضبطتها على معدلها الجنوني وكلما لاح لي (الرادار ) أتهيد قليلا وحين أتجاوزه أعود الى تلك السرعة التي أصبحت طبعا من طباعي ،
لمحت الوقت وفي نفس اللحظة لاحت لي مجمع الإشارات الذي يشير الى إتجاهي نحو طريق الشمال وداهمتني الأفكار وأخذتني بعيدا وأنا في أول الطريق ولم أتعد بعد العشرين كيلومترا ، وأتت لي ربة الشعر وأنا على مقودي فتهيدت وركنت جانبا وفي جهاز تسجيلي الذي معي كتبت أم سجلت فذلك سواء حين راح الهواء ينقل ماأقوله الى حيث أماكن لاأعلمها وحين أعدت الصوت في جهاز التسجيل كنت قد سجلت فيه :

نحاول ...
وسريعا مانقول
من المستغرب
أن تقع تلك التصورات في عقولنا
ومن المستغرب أن نجعلها قابلة للتحقيق
وهناك حظوظ صالحة
وأخرى غير صالحة
وهناك عتمة
رغم أنها تلد أخرى
لكنها تنقضي ،،

وحين سمعت بتنقضي ، هدأت فخففت من سرعتي ودخلت (الخيسة ) تزودت بالوقود وأخذت سندويجا وشاي حليب وأنا أهضم وأبتلع وأتمجع مررت بالمحال الأخرى أنظر لهذا المحل وأسجل والأخر وأسجل وحين أدرت الجهاز :
كان وهمي
بالغ الحيوية
لم أطعمه من جديد خيالي
وظللت أسأله
لماذا لاتحيد عني

على هذه اللحظة غردت لي الطيور في الأقفاص
والقطار على الورق والفحم الأسود في الأكياس
وقد إشترى المنتجعون مابقي من أضلع الأشجار
ومضت السيارات التي تزودت بالوقود من بعدي وهدأت المحطة وأضيئت في مكامني أشياء في الطول وأخرى في العرض وليس بالضرورة أن أعود لحفريات الذاكرة ما دامت أمامي ذاكرة جديدة تدعوني وتعطيني من صورها ماأريد وقبل أن أغلق الباب وأغادر ،أيضا في جهاز تسجيلي كتبت :

أصطحبُ معي
أي شيطان في الطريق
لديه مايروي لي
ومع كاسينا
سنتبادل خواطرنا
وهو الذي دائما يقول لي
كف عني
أعرفها مسبقا

لمحت الثمانين كيلومترا المتبقية وأستمعت الى ماكتبت من البداية وفي سري كان ينقص ماكتبت شئ من البُرك ومن المداخن ومن بيوت الدجاج وينقصه سشوار امرأة وبجامة نوم وقطعا لمن أقول لها لنذهب الى السرير ،
وكان علي أن أصّعد همتي مقابل مارأيت أما كيف سأكمل ماكتبت وأين سأقراءها القراءة الأولى وأضفت :
لاوجه لمناديلي
ولا نهر لزجاجتي الفارغة
وليت لي ذراعان
وأتعلم كيف أفتحهما
بحلم لايروى وغير مسموع

هذه الإنتقالة التي داهمتني أعادتني للدوران من جديد إذ لم أعد أستطع من قراءة أسماء المدن والكيلومترات على اللوح وقد غطى عيني ضباب سحر كلمات جديدة أتى من ذلك الأمل والهدوء الموحش
فيه من الإغراء ومن الحرية الروحية ما يدعوك لغلق بابك والتمعن في وجودك من جديد وعلى لحظة إنهار كل شئ عبر صوت المذياع الذي أعلن فاجعة الثلاثاء ،، وقتها قلت لاأضيف لاأضيف لما كتبت صخورا ورمادا
بل دعوت بالرحمة لهم والصبر والسلوان لذويهم في ذلك الهدوء الموحش الجميل،


[email protected]



#قيس_مجيد_المولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطيب المهملات
- كَثُرت الاسئلةُ... قَلَ التوضيح
- لن أسلم أمري للنسيان بسهولة ..
- فيثاغورس.. من الصعوبة معرفة ماتوحي به قسماته
- لن يتلاشى وجودهم .. سيصبحوا ظواهر
- نقلا عن ...إستنادا إلى
- لأخر نفس من سيكارة ...
- لن يجد إمرأة تقرأ عند رأسه ( العديلة ) ...
- يتذكر جمال بغداد
- إحترموا الدجاج والقطط وسجدوا للشعير ..
- ضرورات الإثبات ..أن لايكون الإنسان عاقلاً
- تجربة سعدي يوسف..جدلية فلسفية وليست جدلية عينية إغرائية مؤقت ...
- حينَ عبرتَ البحرَ ...
- لماذا إلتصقت بلحمي كالعلق ..
- سَيُعَرّف بي ...
- موروثها الثابت في السواد ..
- حلقة من حلقات التأمل الفكري
- التعبيرُ سيأتي في الحال...
- كونهم نفائس ثمينة ...
- نتائج مريحة ...


المزيد.....




- توم يورك يغادر المسرح بعد مشادة مع متظاهر مؤيد للفلسطينيين ف ...
- كيف شكلت الأعمال الروائية رؤية خامنئي للديمقراطية الأميركية؟ ...
- شوف كل حصري.. تردد قناة روتانا سينما 2024 على القمر الصناعي ...
- رغم حزنه لوفاة شقيقه.. حسين فهمي يواصل التحضيرات للقاهرة الس ...
- أفلام ومسلسلات من اللي بتحبها في انتظارك.. تردد روتانا سينما ...
- فنانة مصرية شهيرة تكشف -مؤامرة بريئة- عن زواجها العرفي 10 سن ...
- بعد الجدل والنجاح.. مسلسل -الحشاشين- يعود للشاشة من خلال فيل ...
- “حـــ 168 مترجمة“ مسلسل المؤسس عثمان الموسم السادس الحلقة ال ...
- جائزة -ديسمبر- الأدبية للمغربي عبدالله الطايع
- التلفزيون البولندي يعرض مسلسلا روسيا!


المزيد.....

- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قيس مجيد المولى - داهمتني الأفكار وأخذتني بعيداً