أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حسين يونس - لوحات الجد حسن و غضب الله














المزيد.....

لوحات الجد حسن و غضب الله


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 2854 - 2009 / 12 / 10 - 21:43
المحور: الادب والفن
    


طرق باب المكتب بعد أن أذنت له السكرتيره بالدخول.. شاب متوسط العمر فى نهاية الثلاثينيات .. بادى التهذيب لدرجة أنه رفض الجلوس .. يؤدى العمل الموكل إليه بدقة وأمانة حتى لو كان بسيطا .. وهو فى نفس الوقت لافت الذكاء .. فهو على الرغم من جهله باللغة الإنجليزية إلا أنه كان قادرا في زمن محدود أن يتفاهم مع الخبراء الأجانب دون وسيط .. بل لقد كانوا يسعون إليه ليؤدى لهم بعض الخدمات الصغيرة ومنها الترجمة بينهم وبين الآخرين لقاء هبات صغيرة.
قال معرفا نفسه .. احمد محمد عبد الحميد الرازى..إبتسمت فقد كنت أعرفه جيدا
رددت ..أيوه ياسي مرازى ..تردد قليلا ثم بدأ يتكلم في مواضيع متفرقه تخص العمل ..حتي استجمع شجاعته
ونظر الي نسخة معلقة على الجدران من لوحة الموناليزا وقال بجدية :-
- جدى " حسن " هو اللى رسم دى !!
ضحكت ورددت مداعبا .. جدك شاطر قوى .. !! لكن عرفت إزاى !!
رد بجدية دون إبتسام .. أرسله لى !!
خفت الضحكة وتركت مكانها لإبتسامة .. أرسل مين !! قلتها بعدم تصديق.. رفع يده لأعلى وقال :-
طيفه.. قالى إنه مبسوط هناك وبيرسم لوح .
ثم أشار للوحة الصرخة وأخرى لآكلى البطاطس وقال .. ورسم دول كمان
رددت ساخرا.. يا راجل .. دى لوح مرسومة من القرن الماضى واللى رسمها دافنشى ومونش وفان جوخ
بدأ يرتعش .. جحظت عيناه .. ثم تلجلج فى الكلام وهو يقول .
بقول لحضرتك إن جدى " حسن " هو اللى رسمها .. ثم أكمل .. وفيه لوح تانية كمان سرقها الفرنجة منا لما كانوا فى مصر .
كان جادا.. وكان اللعاب يتطاير من فمه وهو يحرك ساعده وكفه أمامى ثم سقط متخشباعلي الأرض.
طلبت السكرتيرة بدقات متتالية للجرس فجاءت مسرعة ..عندما شاهدته ملقي .. قالت
يوه ماله .. جراله ايه ...ثم غادرت بسرعة لتستدعي الطبيب.
حاولت إفاقته دون جدوى..بل كان اللعاب يخرج من فمه علي هيئة رغاوى..وكانت اطرافه شديدة البرودة لدرجة توحي بوفاته
الدكتور شخص الحالة علي أنها نوع من الصرع الذى يصيب بعض من المبدعين وبدأ يعدد أسماء المشاهير الذين أصيبوا به أثناء حقنه حتي ارتخت عضلاته فبدأ يفيق.
عمه الذى جاء علي عجل بعد أن إستدعته السكرتيرة..قال عنه أنه مبروك .. وانه يشبه جده الاكبر الشيخ الرازى الذى كان مشهورا بقدرته علي التواجد في مكانين مختلفين في نفس الوقت..وانه هو الذى روى ما فعله تيمورلنك بأطفال الأسرى والقتلي الدمشقيين بعد أن دمر مدينتهم.. لقد كان يجلس بين مريديه في جامع الحسين ثم يغيب عنهم لدقائق دون ان يغادر مكانه ثم يعود ليقص ما شاهده يحدث هناك في نفس اللحظة..جمع الجنود الأطفال ما بين رضع وخمس سنوات في فضاء خارج المدينة ثم وقف تيمورلنك ينظر إليهم ثم أمر العسكر فساقوا عليهم الخيل فماتوا أجمعين وكانوا نحو عشرة الآف طفل .
عندما لاحظ نظرات السخرية من المحيطين أخرج من عبه كتابا قديما و ظل يقرأ منه عن مآثر جده الرازى وكيف أنه عندما عاتب تيمور لنك علي الأرواح التي أزهقها رد عليه بإنه إنتظر أن ينزل الله علي قلبه رحمة بهم فما نزل ثم قال (أنا غضب الله في أرضه يسلطني علي من يشاء من خلقه ).

كان الرجل يقص حواديت جده بحماس أنساه إبن أخيه الراقد يتأوة..قال أن الجد "حسن" كان أيضا من أصحاب الخطوة ..وأنه هو الذى أنشأ الطريقة الرازية والتي لها أتباع في السودان ومصر و المغرب وأن بعضهم يعيش في أستراليا و كندا ..وأن إبن أخيه أحمد هو المرشح لان يكون شيخ الطريقة المقبل .
أحمد بعد أن أفاق خاطب المحيطين به قائلا
لقد رأيته لقد رأيته ..وظل يكررهاعشرات المرات ثم إستكمل ..لقد سمعت بأذني منه شخصيا لقد أكد لي أنه راسمها ومبدعها وباريها.
كنت قد أصبت بالملل فضلا عن ضياع وقت العمل فسألته بحزم.. عن ماذا يريد منا بعد هذا
ـ لاشيء..لاشيء..ثم إندفع مغادرا المكان مع عمه وباقي العاملين.
بعد أسبوع سألني الفراش وهو يقدم القهوة عن هل الجد " حسن " هو اللي رسم اللوحات التي بمكتبي ..ثم أن الكتبة زملاء احمد بدأوا يرددون بيقين شديد أن الجد " حسن " هو مبدع هذه اللوحات..ثم أن بعض المهندسين و المديرين بدأوا يتحدثون عن الظلم الواقع علينا من الأوروبيين الذين نهبوا ثرواتنا وحرمونا منها.
ثم بدأوا يشكلون تنظيما عالميا هدفه نسف المتاحف التي تضم اللوحات ما لم تسلم للأحفاد ويدفع تعويض مناسب يغطي فتره إستغلالها.
ثم حدث تطور غريب ..فقد ترك أحمد العمل وإعتزل في كهف من كهوف سيناء ويقال أن البدو هناك إحتضنوه وأمنوه علي حياته ضد الكفرة الغربيين ...ويقال ايضا أن أحمد يزرع القات والخشخاش ويبيعها ليستخدم عائدها في شراء متفجرات ليدمر بها المتاحف التي تحتفظ بلوحات جده غصبا .
ثم بدأ مريديه يتحرشون بي ويهددونني لسلبيتي في الدفاع عن الحق وهو بين ..واتهموني بأنني اخالف ضميرى وأخرج عن الإجماع.
عندما كنت أعترض كانوا يواجهونني ..ألا ترى الصور..!! ألا تبصر ..!! هل يمكن أن توجد صور بدون مصور ..!! ثم يستنتجون أن الجد " حسن " هو المصور والمبدع المتسبب في وجودها.
حاولت أن أوضح لهم أن وجود الصور لا يعني أن الجد " حسن " له علاقه بها ولكنهم كانوا يثورون قائلين أن أحمد لم يكذب عليهم أبدا وهو بالتأكيد صادق فيما يقول .. البعض تطاول عليَ وقال أنني عنصرى ومنحل التفكير ومتأثر بدعاية الغرب وأنني مع دافنشي و مونش و فان جوخ ضد الشيخ "حسن" صاحب الكرامات.
لم يؤيدني إلا الطبيب الذى قال أنها حالة هوس جماعي يحتاج علاجه الي زمن طويل .
ما بعد الأحداث : ضبط شاب سوداني يحاول دخول متحف اللوفر حاملا مفرقعات وخلال التحقيق قال أنه من أنصار الطريقة الرازية وأنه كان ينوى اخذ لوحات الجد " حسن " عنوة وفي حالة المقاومة كان سيفجرنفسه هو واللوحات .
عندما ناقشه المحقق في حجم الضحايا التي كان سيتسبب فيه رد عليه (أنا غضب الله في أرضه يسلطني علي من يشاء من خلقه الفاسدين).




#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكورال الحكومي و الدكتور البرادعي
- آسف..قضية التطور يمكن ان يلحقها ضرر
- صعود وسقوط القوميه العربيه
- اللي يعوزه البيت يحرم علي فريق الكره
- خسارة ... فريق السجَادين لن تفهموا أبدا
- مسلسل رمضانى
- بمرور الزمان هل يشعر قاضى ( الدولة الاسلامية ) بالأمان !
- حديث لصحفى مبتدئ مع خبير صرف صحى
- حفريات سلوكية من زمن البداية
- الى الصديق - سليمان ينى - الذى سألنى ببراءة - إنت لسة ما حجت ...
- الى حفيدتى التى لم توجد بعد- ماعت -
- الرسالة الثانية لحفيدتى التى لم توجد بعد - ماعت -
- حفيدتى التى لم توجد بعد - ماعت -


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حسين يونس - لوحات الجد حسن و غضب الله