علم الدين بدرية
الحوار المتمدن-العدد: 2854 - 2009 / 12 / 10 - 03:40
المحور:
الادب والفن
مَسَاءٌ
وَمَطَرٌ زُعَافْ
يَغْسِلُ وَجْهَ الأَرْضِ وَأَحْلامِي الْجَنُوبِيَّةِ
أَشْرَعَتِي
مَزَّقَتْهَا الرِّيَاحُ الصَّفْرَاءُ
فَكَيْفَ اعْشَوْشَبَتْ ذَاكِرَةُ الرَّبِيْعِ
عَلَىَ شَواطِئِ غَزَّة
حِيْنَ أَبْحَرَتْ عَرُوسُ الْبَحْر فِي عُمْقِ الْمُحِيْطِ !!
غَازَلْتُ النُّجُومَ وَالسَّمَاءَ وَوَجْهَكِ الْمُشَرَّدِ
كاخْضِرَارِ الرِّمَالِ الآفِلَةِ
عَلَى سَطْحِ الْقَمَرِ
اِسْتَفَقْتُ عَلَىَ سَرَابٍ مُخَادِعٍ
رِحْلَة اِنْعِكَاسٍ فِي مَرَايَا الْقَدَرْ
أَنْهَكَتْنِي الْمَسَافَاتِ وَأَدْمَى قَدَمِيّ طُوْلُ السَّفَرْ
ذَاكَ الْمَسَاءُ
عِنْدَمَا أَشْعَلَتْ أَنَامِلُكِ
مَوَاقِدَ الْغُرَبَاءْ
وَتَرَكْتِ الصَّحْرَاءَ
خَاوِيَةً جَرْدَاءَ
***
هَذِهِ الْلَّيْلَةُ لَيْسَتْ كَكُلِّ الأُمْسِيَاتْ
عَيْنَاكِ الْمَاثِلَةُ فِي مَعَابِدَ الذَّاتْ
تَرْفُضُ الرَّحِيْلَ
عَاتِبَةً عَلَى الرِّيَاحِ وَالصَّمْتِ
وَغُيُومِ الشِّتَاءْ
تُصَلِّي لِشَمْسٍ لا تُشْرِقُ
تَسْتَعِيْدُ سِرَّ الْجَلاءْ
***
سَأَبْحَثُ عَنْ قَمَرٍ آفِلٍ
مَرَّ ذَات لِقَاءْ
لَمْلَمَت أَشْلاءَهُ الذِّكْرَى
نَأَتْ بِهِ الْمَسَافَاتُ
حَمَلَتْهُ أَعَاصِيْرُ الأَقْطَابِ
صَوْبَ الأَقَاصِي
صُلِبَ عَلَى مَشَارِفَ الأُمْنِيَاتْ
مِنْ ضَبَابِ الرُّؤْيَةِ
تَجْتَاحُنِي
الأَشْوَاقُ
لَمْ يَبْقَ
سُوَى
اللَّيْلِ
وَالصَّمْتِ
وَقَطَرَاتٍ مُهَاجِرَةٍ
أَتْعَبَهَا السُّكُونُ
نَامَتْ عَلَىَ أَجْفَانِ مَوْجَةٍ
بَاحَتْ لِلْبَحْرِ
عَنْ أَحْلامٍ سَكْرَى
تَسْتَفِيْقُ
تُعَانِقُ الدُّجَى
تَسْتَعِيْدُ الرَّجَاءَ
لَكِنَّ الطَّيْرَ الْجَريْحَ سَقَطَ عَلَى شَوَاطِئِ غَزَّةَ ذَاتَ مَسَاءْ !!
#علم_الدين_بدرية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟