أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين القطبي - هل الاسلام يشجع على الجريمة ام الاسلامي السياسي متوحش?














المزيد.....


هل الاسلام يشجع على الجريمة ام الاسلامي السياسي متوحش?


حسين القطبي

الحوار المتمدن-العدد: 2853 - 2009 / 12 / 9 - 21:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مفخخات الثلاثاء الدامية فجرت مع اشلاء الضحايا سؤالا كبيرا يستحق التأمل، وهو هل قوى الاسلام السياسي، التي ترتكب هذه الجرائم، هي التي تمثل وجه الدين الحقيقي، وهو اي "الاسلام" دين يشجع على هذه الجريمة؟ ام ان الاسلام السياسي هذا طفل غير شرعي للدين، وهو مصدر هذه الاعمال الوحشية التي شهدتها العاصمة؟ والاسلام برئ منها؟
كثيرون يعتقدون ان القوى والتيارات الاسلامية لا تمثل حقيقة الدين وهي تستخدم شعاراته، وتستغل قداسته من اجل مصالح رؤوس مافياتها.
واخرون، وهم كثيرون ايضا يجدون ان الروح الانتقامية، والنزعة "الجهادية"، ينشرها الدين نفسه، ويستدلون على ذلك بكثرة النصوص الداعية "للجهاد" المقدس، وبغزارة المواقع الدامية التي يزخر بها التاريخ الاسلامي.
والاسلام السياسي الممتد الرقعة من الفلبين وافغانستان، الى شمال افريقيا ووصولا لعواصم الغرب، يعترف بانه يتخذ من قتل المدنيين وسيلة لاغراض سياسية، ورغم انه يعامل بدلال زائد، كطفل مشاكس، وتضفى احيانا على رموزه صفات البطولة لانه يستظل بشعارات الاسلام.
صحيح ان هنالك جانبا من التيارات السياساسلامية تبدو معتدلة، وهي الحاكمة غالبا، منها الاحزاب المؤتلفة في الحكومة العراقية اليوم، الا انها لا تنتقد الاسلام السياسي، لانها تعتبر نفسها جزءا منه، وهي الاخرى يعتبرها البعض مشاركة في الارهاب بصورة غير مباشرة، فهي التي تمتص النقمة الجماهيرية وتجمل وجه الاسلام السياسي (وهو بعيد عن الاسلام الثيولوجي) وترقع الفتق ما بين الجماهير من جهة والقوى "الجهادية" التي تحاول تطبيق الشريعة حسب تفسيراتها.
والحق يقال، فالاحزاب والتنظيمات الدينية السلمية في العراق اثبتت هي الاخرى، من خلال فترة حكمها التي امتدت لخمس سنوات انها تتخذ من الشعارات ايضا طريقا الى سدة الحكم، ولم تترك بصمات اكبر من الاختلاس والسرقات المليونية للحد الذي وصلت نسبة الفساد في حكوماتها الى مديات تعد الاعلى عالميا، وفي المحصلة فان رؤساء مافياتها ايضا وحدهم المنتفعون من شعارات الدين الموظفة سياسيا. فطرفا الاسلام السياسي، سواء المعتدل أوالجهادي، يستغلان الدين كما يبدو للوصول الى السلطة، ولو باليات مختلفة.واطراف الاسلام السياسي برمته تعيق بناء الدولة المدنية المتطورة.
فهل هنالك اسلام واحد، يجمع رجل الدين والسياسي، حول النصوص المقدسة وهي المعين الذي تنهل منه القوى الدينية المتسيسة، اي هل يتحمل الاسلام كدين تبعات الجرائم والعبوات الناسفة في شوارع بغداد؟ بسبب تعاليم تدعوا الى القتل وتشجع على الجريمه؟
ام هنالك اسلامان، واحد ديني برئ، نعرفه من خلال برامج المسجد، يدعو للتسامح، واخر سياسي يرتكب المجازر من اجل الوصول الى السلطة؟
ومعرفة الجواب في هذه الفترة ضرورة ملحة، ومهم جدا بالنسبة للعراقيين الذين سيتوجهون الى صناديق الاقتراع في اذار القادم.
فاما اسلام واحد، يشترك فيه رجل الدين، والسياسي على حد سواء، وقد يكون دين مقدس حتى لو ارتكب رؤوسه جرائم على شاكلة الثلاثاء الدامية، وهي نتاج اسلام سياسي سواء من جانب المنفذين، او من جانب الحكومة المتقاعسة التي لم تفكر بوقف هذا النزيف البشري منذ استلامها السلطة الى اليوم.
واما اسلامان، الاول يمثله رجال الدين في المسجد، والاخر السياسي غير المقدس. يتحمل وزر المعاناة التي يعيشها العراقيون، يجب ان يبتعد عن الشارع وقبة البرلمان على السواء وفسح المجال لدولة مدنية عصرية غير طائفية تجنبا لثلاثاءات دامية جديدة.
والجواب على السؤال، هل الاسلام يقف وراء الجريمة، ام الاسلام السياسي، سيقدمه العراقيون، كنتاج لتجربة ذاتية الى العالم في اذار القادم.



#حسين_القطبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوثيون خونة ام ضحايا ام مجرد ظاهرة؟
- محارب لله ورسوله لانه كردي.. فاعدم
- المشكلة الكردية خنجر في خاصرة العراق
- كيف سيوظف المالكي التفجيرات الاخيرة في حملته الانتخابية
- كردستان لقمة اكبر من فم العراق
- التجربة الفاشلة لضم اليمن الجنوبي، هل ستنتهي قريبا؟
- مذابح التاميل مرت بصمت
- شعب التاميل هل يستحق الحياة؟
- اية قرانية تدعو لقتل الاكراد
- امريكا، الشيطان والرحمن في جسد واحد
- عبد المحي البصام لم يتغير
- عراق يبحث عن مشاكل، مع العمال الكردستاني هذه المرة
- هل العراق دولة عنصرية؟
- هل فشل المالكي في اعادة تسويق البعث؟
- صلح المالكي، حيرة بين امرين
- لماذا التعتيم على محكمة الكرد الفيلية
- يوم المرأة: لا للتمتع الجنسي مع الرضيعة
- وجيهة الحويدر، كفاح من اجل ذلك القنديل
- هيا بنا نسرق
- فيلة تطير في سماء العراق


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين القطبي - هل الاسلام يشجع على الجريمة ام الاسلامي السياسي متوحش?