أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق الطوزي - تأبين ( قصة قصيرة )














المزيد.....

تأبين ( قصة قصيرة )


طارق الطوزي

الحوار المتمدن-العدد: 2853 - 2009 / 12 / 9 - 20:05
المحور: الادب والفن
    


قالت بتأثر: لقد مات زوجي
المسألة الآن تنحصر في صياغة كلمة تأبين تليق بمقامه القديم، يجب أن ألحظ فتنة في مدى حضوره يكون ثقلا جذابا لخطابي التوديعي: أي شيء يحمل معنا صاخبا مميزا. لا يهم، حتى إن كانت حياته تفاهة عادية فما عليّ سوى التحذلق بألفاظ عقيمة فضفاضة لأرسم ملامحه بإيهام ساذج. في النهاية، ما معنى الكيان في الحياة سوى الإيغال في ترف التفاهة، كلّ شيء هنا يخضع لمنطق منافق، الأشياء تبدو على علوها المربك لتنتهي إلى قاع سقوط عظيم. نعم، هي الحياة؛ المارد الأليف المجنون يمزقك بعشوائية المزاج ليعلنك مصيرا فاجرا آخر، لا يهم...
- حدثيني عنه
راحت في ثرثرة هاذية تتحدث عن شعاب معتادة، مستسلم حزين إلى مخاتلات اليومي، هادئ لا يعاند أرق التواجد، يتلفظ كلماته القليلة بروح الخجل و الفرار، أخلاقي بامتياز. أب و ابن و زوج صامت، أحبّ فأنكر ترف الاتساع، و اهتدى إلى مجرد صمت الخنوع، تجرد من فسحة التجوال في المكان و قنع بالمراوحة بين أركان قديمة، إلى أن استيقظ على موت...
- كم ستدفعين ؟
خمنت أن الكتابة ستشغلني بقلق إنشائها، الكلمات ستبرحني صعبة؛ فما يشغلني هو كيفية التعبير عن حياة عادية؛ المساحة هنا بسيطة لا يملؤها شرر الفضول. ربما الخلاص سيكون في تأمل التفاصيل المتاخمة لرحلته، نعم، قد تمنحني القدرة على الرؤيا الكاشفة عن جاذبية هذا العيش. سيحتاج الأمر بعض الخيال، أو ربما بعض النسيان لخصوماتي النزقة مع تراكيب الحياة المملة...
الساحة هنا مبدؤها التكرار، معاودة الفعل نفسه بلا حاجة إلى اتساع، مجرد حضور كفيف في مشهد منظم بصرامة.
فكّر مليّا، ما الحاجة إلى تواتر ممل؟ قد يمثل لي مثلا حصرا للحياة حتّى أشبع رغبتي في سبر العمق، ربما، إلّا أنّ فقيدنا هذا كان يتخذه قناعا لاحتماء بضيق آمن؛ مجرد حضور في عتمة تحافظ على سريّة المرور؛ تكون مادة بلا أثر أو علامة، عابر مخفي من أساطير عجيبة.
إنها رسم معهود لميثاق ترداد أليم.
" تستيقظ مربكا قلقا لسبب مجهول. تحاول أن تكون عابسا بتصنع؛ حتى تفهم صداعك الصباحي/ صراخ عشوائي يحيط هالتك الموقرة؛ طلبات تبعثر اتزانا تحاول جاهدا إثباته. حركة عنيفة تشرد بك إلي ضيق عنيد. تغضب في حدود مدركة/ تنشق من جدارية إلى طريق بعين شاخصة لاتجاه واحد، تتحرك في خفّة واثقة. تبرح قفص انتظار إلى عربة تملؤها العيون المتوجسة، تمسك بقضيب حديدي بارد. تعبرك العيون بلامبالاة، قد تتوقف بلا تركيز تطالع نزقها الكئيب/ تسقط إلى طريق آخر و اتجاه واحد، تلج جدارية بأبواب محروسة، يبدأ سعيك إلى الاكتمال، تردد ما لقنته عن آيات القدرة، تتحزب في صراع صاخب، تتوعد انتظام الأشياء السقيمة، تغضب هادئا/ تغادر إلى طريق آخر و اتجاه واحد، تتبضع قوتا، تتحرك في دوران وسط هذا الامتداد القاسي، تقرأ علامات عديدة سافلة، تفكر أنك تُسرق، تغضب صامتا/ تعاود جداريتك، تتحدث بعناء، تأكل في شرود، تشاهد عبثا ماجنا على التلفاز، تلقن طفلا بعضا من كتاب ساذج، تردد صوتا قديما، تزمجر بويلات اللافهم، تغضب بحرص/ تنام. "
قناعة الحركة المستأمنة.
العيش في سكينة الاعتياد العظيم.
- سيد جمال، متى تكون الورقة جاهزة ؟
سأرسم ملامح شخصيته بما أرتضي وقعها في ساحتي: سأحملها هياج الفضول إلى ما خلف الأطياف القديمة/ سأرجم بعثرتها الصامتة في حدائق مترفة لآلهة القسوة/ سأسكنها قلق النسيان و الخلق/ سأردّد بصوتها المبحوح كلمات الرؤيا لحلقات أهملها سجن الكتم/ سأتهجى بشفاهها ألفاظ اللعنة طقسا لهزيمة السقوط/ سأدهش رآها ببهجة اللقاء/ سأطلق غضبتها في جنون الامتداد/ سأعابث نميمتها الساذجة كي تتلفظ وحيا/ سأتلو بهذيها نشيد المتعبدين على اتساع بلا انتماء/ سأخدش وقار هيبتها القديم بلعنات البوح الفاجر/ سأعلن قيامتها كأسئلة بلا كفاف...
..... ( * )
- سيد جمال، لا تنسى ميعادك اليوم مع الطبيب النفسي.
- آآآآآه، اللعنة، يبدو أني أهذي بفعل العقار الجديد.

( * ) لن يكتمل النص



#طارق_الطوزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سمنون المحب
- محمد ولد السلطان
- هي/ انعكاس
- سقم
- عيون وقحة
- عجوز الستوت
- الكأس و المعاد
- الرحيق المختوم


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق الطوزي - تأبين ( قصة قصيرة )