باسم الهيجاوي
الحوار المتمدن-العدد: 2853 - 2009 / 12 / 9 - 20:02
المحور:
الادب والفن
" إلى شمعة الوطن الغائبة الحاضرة الشهيد الدكتور خليل سليمان .. "
سريعاً تمرُّ الريح ..
تفتّشُ غرف القلب عن أسراره العامرة ..
ولا تحتفي بالوردة النائمة تحت الركام ..
ولا ممر إلى نافذة لم تسقط بعد .
كانت الساعة دماً عالقاً في عيون المكان ..
بقايا من الجثث الموقوفة ..
جلنار الدم المتناثر على أرصفة الموت ..
أسقط الساعة تحت سريرٍ معلقٍ في حبال الهواء ..
يشهق الشعر ..
وأيّ القبائل تصلب فرسانها ؟
هو الماء يطفح عند انفجار الحواس ..
يطوف المكان ..
هي النار تصلب الماء ..
مثل تمثال يوقظ الواجهة كي لا يمر الهواء ..
هل تنفَّسْتَ حنين القصيدة ..
كي تمطر السحابة لونها المعتَّق ؟
كانت الساعة دماً نازفاً لا يدرك الوقت / الممرات إلى غرف لا تعرف الانحناء ..
ـ أغثني
قالت الوردة العالقة بين الدخان .
قال أحبُّ الناسَ ..
أحبُّ الصغارَ الذين لم يمرّوا من باحة الوقت .
رأيتُهُ ذات اختلاجٍ بكى ..
قلتُ للمخرج سلّط الضوء على عينيه ..
فشدني للبكاء .
كانت الوردة على ناصية المسرح ..
تلقي بيانها الشعري ..
وتبكي
بكينا معاً ..
هي الآن تنـزف تحت الركام ..
يا صاحبي الذي مرّ سريعاً ..
وألقى الوداع على رصيف تناثر ..
حين غاب مع شظايا قذيفة .
---------------
د . خليل محمود سليمان " 1944 ـ 2002 " .. أستشهد يوم الرابع من آذار 2002 أثناء تأدية واجبه كطبيب إبان اجتياح مخيم جنين .. في طريقه لإنقاذ طفلة من تحت الركام .
#باسم_الهيجاوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟