|
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وانطلاقتها
سامي الاخرس
الحوار المتمدن-العدد: 2852 - 2009 / 12 / 8 - 23:43
المحور:
القضية الفلسطينية
تستعد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لإحياء ذكرى إنطلاقتها الثانية والأربعين دون أي جديد على وضع الجبهة الشعبية التنظيمي والداخلي الذي توقفت عنده منذ تسعينيات القرن الماضي، حيث فقدت الجبهة الشعبية معظم كادرها الوسطي الذي يعتبر حلقة الوصل ما بين الجماهير والتنظيم، وهو الكادر المؤهل نضالياً وثقافياً وتربوياً أفضل من أي تنظيمات أخرى على الساحة الفلسطينية، وهذا الأمر ملموس في تراجع الجبهة الشعبية جماهيرياً، ومحاولة القوى الأخرى استقطاب هذا الكادر في ظل إدارة الظهر من قيادة الجبهة الشعبية التي افتقدت في فترة قصيرة أهم ركائزها من أمينها العام الدكتور "جورج حبش" الذي إستقال طواعية في سابقة غير مألوفة في الوسط العربي عامة، والفلسطيني خاصة، ومن ثم إستشهاد أمينها العام "أبو علي مصطفى"، واعتقال أمينها العام الحالي " أحمد سعدات" لتشكل الجبهة ظاهرة لم تحدث سابقاً ومستقبلاً، حيث أنها التنظيم الوحيد الذي استقال أمينه ومؤسسه، واستشهد أمينه، وأعتقل أمينه العام. هذه الظروف ترافقت مع العديد من المظاهر الأخرى التي كانت سبباً مباشراً في ترهل الجبهة الشعبية وتراجع جماهيريتها رغم رصيدها النضالي والكفاحي المميز في الثورة الفلسطينية، هذا الرصيد الذي لم يحققه أو يتجاوزه أي فصيل فلسطيني، خاصة الفصائل المالية والإعلامية التي تعتمد على المال والإعلام في شراء الذمم وقيادة الجماهير، والترويج لنضالاتها بالزفات الإعلامية، وهي نفس الفصائل التي أدركت أن أحداً لا يستطيع مزاحمتها نضالياً ووطنياً سوى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي منذ إنطلاقتها تؤمن بمبادئها وتحرير أرضها، فلم تساوم او يسيل لعابها لسلطة او كراسي الحكم، ولم تسمح لنفسها يوماً ان ترفع بندقيتها في وجه أبناء شعبها، بل آمنت مطلقاً أن التناقض الفلسطيني تناقض على قاعدة وحدة – صراع – وحدة ولازالت تؤمن بشعار حكيمها أن الدم الفلسطيني خط أحمر لايمكن تجاوزه، وهو ما أثبتته فعلياً في موقفها من إعتقال أمينها العام " أحمد سعدات" والرفاق قتلة زئيفي، حيث تجرعت الجريمة ولم ترفع بنادقها بوجه الإخوة وشركاء النضال، ورغم خطأ الموقف هذا، حيث كان على الجبهة الشعبية الإستماته مقابل إعتقال أمينها العام وقتلة زئيفي لأنهم الأشرف بهذا الشعب، ولكن بشكل عام الموقف سجل بقائمة الشرف والوطنية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. مع هذه الظروف العامة التي تم من خلالها تشكيل لجان سرية لتصفية الجبهة الشعبية، وتصفية وجودها لتحويلها لتنظيم مجرد رقم كالأرقام الموجودة، وشرعت عصا الجوع والإغراءات في عملية التصفية للذين إحتكروا السلطة ومقدرات الوطن كإرث لهم يقسموا الأرزاق حسب مصالحهم، وحسب الطاعة..الخ. واستمراراً لنفس النهج منعت الجبهة الشعبية من الإحتفال بإنطلاقتها بساحة الكتيبة وهو ما يدخل في نفس السياق من تقزيم الجبهة الشعبية، وعقابها على مواقفها ومبادئها، ومحاولة إحتوائها وفرض الوصاية عليها. كل ذلك لا يعني أن قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بريئة من أحوالها الحالية، ففي خضم هذه الأزمات الفكرية والسياسية والتنظيمية التي واجهتها الجبهة الشعبية في العقدين الآخيرين، واكبه صعود العديد من المتسلقين الى مركز القرار الجبهاوي، وتفشي ظاهرة البرجزة في الصفوف الأمامية للجبهة الشعبية، وهي التي قادت الجبهة الشعبية لمزيد من الإنزلاق للهاوية،والإنحدار لمصاف القوى الصغيرة، حيث دفعت هذه القيادات خط الجبهة للتهاوي والإنهيار رويداً رويداً، سواء بتجاهل الرفاق وكوادر الجبهة الشعبية وعدم الدفاع عنهم أو رعايتهم، ولو بأدنى حد وهو الجانب المعنوي، بل عاملتهم كغرباء وتركتهم للمجهول، وتنكرت لهم، حتى وقعوا فريسة بين أنياب المتربصين، وبذلك فقدت الجبهة الشعبية جيشاً من جماهيرها، حيث فقدت الرفيق وعائلته وأصبحت الجبهة الشعبية تبحث عن أفراد من النوع الذي لا يعرف عن العمل الحزبي شيئاً وذلك لتحقيق رغبات بعض القيادات المتربصه على عرش المكتب السياسي واللجنة المركزية، في الوقت الذي فقدت ركائزها الأساسية، وفقدت عائلات بأكملها كانت محسوبه للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وسؤالي للمكتب السياسي وللجنة المركزية:كم رفيق فقدت الجبهة الشعبية خلال العقدين الأخيرين، وكم عائلة فقدت نتجية التجاهل من الجبهة الشعبية، والتجاهل هنا بصفة معنوية لا مادية؟ ورغم ذلك لازال يحسب للجبهة الشعبية رغم كل ماسبق تمسكها بثوابتها ومبادئها، رغم الهجمة الصارخة من طرفي المعادلة الفلسطينية، اللذين يكيلا الإتهامات للجبهة الشعبية بأنها تمسك العصا من الوسط كمحاولة لحسم مواقف الجبهة الشعبية كلاً لصفه ومواقفه، ورغم ذلك لازالت جبهة جورج حبش، وأبو علي مصطفى وأحمد سعدات صامدة على مواقفها وعلى ثوابتها رغم محاولات الإحتواء والوصاية. ولذلك على الجبهة الشعبية أن تبحث عن مستقبلها من خلال مواجهة الذات أولاً، والبحث عن سبل لتجديد دماء الجبهة الشعبية على كافة المستويات التنظيمية والشعبية، والعمل بإخلاص لإعادة كادرها وجيشها المعطل المفترس من التجاهل. وكفى قسوة على هذا الجيش، فالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هي التنظيم الوحيد فلسطينياً الذي يقسو على أبنائه ورفاقه أكثر من قسوته على خصومه السياسيين الذي يفضل الرد عليهم ديمقراطياً حسب تصريح الرفيق"رباح مهنا" رداً على منع حماس إقامة المهرجان في ساحة الكتيبة، وفرض عليها إقامته في مكان آخر وكان على الرفيق "رباح مهنا" التوجه لدائرة الطابو بغزة لمعرفة منذ متى إشترت حماس غزة وساحة الكتيبة وسجلتها بإسمها؟! كما الأفضل إتباع هذه الديمقراطية مع رفاق الجبهة الشعبية داخلياً لتنهض الجبهة الشعبية من جديد. وآخر كلماتي حزب أسسه جورج حبش، وقاده أبو علي مصطفى، ويقوده أحمد سعدات لاينكسر، يمرض نعم لكن لا يموت. عاشت إنطلاقة الجبهة الشعبية..... وكل الأماني لهم بالتوفيق.. وللوطن النصر
سامي الأخرس 7-12-2009
#سامي_الاخرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كريمة الملك فاروق وشاليط وحب الوطن
-
لا يا صحيفة الفجر الجزائرية ... أبناء غزة ليسوا فئران
-
موقعة كروية عربية
-
نفسي أحمل صورة ياسر عرفات
-
استاذ بجامعة القدس المفتوحة - منطقة رفح- يبتز طلابه(الجزء ال
...
-
عندما ينحرف الكاتب لأجل العشائرية يا صائب يخسر ضميره
-
استاذ بجامعة القدس المفتوحة - منطقة رفح- يبتز طلابه
-
العراق من الاحتلال إلى التصحر
-
منظمة التحرير الفلسطينية وقائمة الانتخابات الموحدة
-
من غزة لرام الله مشهد فلسطيني حي
-
استنساخ الفساد واستحلاب ثور الطهارة
-
شركة الطاقة الفلسطينية تحتاج وسام لكن مصنو من جلد الأحذية ال
...
-
القدومي إفراز للسباحة في السياسية الفلسطينية الآنية
-
رفيقي سعدات لأنك صامت لا يريدوك
-
انفلونزا الخنازير لا تعدي العرب
-
فلسطين بين فتح وحماس
-
الوحدة أم الهدنة أيهما أهم؟
-
لا تهدموا آخرقلاع الكيانية الفلسطينية منظمة التحرير الفلسطين
...
-
ما بعد غزة : خطابات النصر وخطابات الهزيمة ثقافة أم معركة ؟
-
اياكم وجيل الغضب القادم
المزيد.....
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
-
-استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله-
...
-
-التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن
...
-
مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|