أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصام عبد العزيز المعموري - سلسلة حوارات مع أكاديميي ومثقفي محافظة ديالى- الاستاذ الدكتور صباح مهدي رميض القريشي : منطق التاريخ في مواجهة العصر















المزيد.....

سلسلة حوارات مع أكاديميي ومثقفي محافظة ديالى- الاستاذ الدكتور صباح مهدي رميض القريشي : منطق التاريخ في مواجهة العصر


عصام عبد العزيز المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 2852 - 2009 / 12 / 8 - 20:47
المحور: الادب والفن
    




إن التاريخ هو سجل لما حققه الإنسان ، وهو سجل له دلالته ومغزاه وليس مجرد تسجيل لأحداث زمنية ، والمنهج التاريخي هو وصف وتسجيل للوقائع والأحداث الماضية ومن ثم تفسيرها وتحليلها للتوصل إلى حقائق القصد منها رسم صورة تنبؤية للمستقبل ، وهذا المنهج يمكن تطبيقه على العلوم كافة فضلا" عن علم التاريخ 0
إن دراسة التاريخ هي ليست جمع بيانات وإنما التحقق والإثبات والوصول إلى نتائج وإدراك الحقائق التاريخية للتنبؤ عن المستقبل 0 وعن خصائص دراسة التاريخ وتطبيق المنهج التاريخي في البحث كان لنا هذا اللقاء مع الأستاذ الدكتور ( صباح مهدي رميض القريشي ) رئيس قسم التاريخ في كلية التربية جامعة ديالى الذي تشير سيرته العلمية إلى أنه حاصل على
شهادة الدكتوراه في تاريخ العرب الحديث والمعاصر من جامعة بغداد عام 1997 ونال درجة الأستاذية عام 2004 وعضو في كل من اتحاد المؤرخين العرب والجمعية التاريخية العراقية وجمعية المؤرخين والآثاريين العراقيين واتحاد الأدباء والكتاب العراقيين وشارك في أكثر من 15 مؤتمرا" علميا" و12 حلقة نقاشية في مختلف الجامعات العراقية وأشرف على (23 ) رسالة ماجستير وثلاث أطاريح دكتوراه وناقش أكثر من (30 ) رسالة ماجستير وأطروحة دكتوراه 0 درّس عناوين تاريخية تخصصية مختلفة في مرحلتي البكالوريوس والماجستير ونشر العديد من المقالات في الصحف العراقية وبعض الصحف العربية ، وكان لنا معه هذا الحوار :
*** يجد الباحث التاريخي أمامه نوعين من المصادر هما المصادر الأولية والمصادر الثانوية ، فهل تعد المذكرات الشخصية واليوميات مصادر أولية ، حيث حذر المؤرخ والباحث العراقي المعروف د0 كمال مظهر أحمد في لقاء تلفزيوني معه طلبة الدراسات العليا من الإفراط في الاعتماد على تلك المذكرات 00فماهي برأيك مبررات هذا التحذير؟
- لاشك أن الأصول في التاريخ تقسم أساسا" إلى الأصول أو المصادر المدونة والمصادر المادية أي المخلفات الأثرية من نقوش وآثار قديمة ورثت من الماضي سواء" البعيد أم القريب ، وما يعنينا في هذا الموضوع هي المصادر المدونة التي تقسم بدورها إلى المصادر الأولية Primary Sources والمصادر الثانوية Secondary Sources ، فالمذكرات الشخصية والمدونات اليومية هي من مرجعيات الباحث في التاريخ الحديث والمعاصر ولكنها ليست بدرجة الأصالة التي ترقى لها الوثائق غير المنشورة مثلا" ، وإذا اعتمدت من قبل الباحث فعليه أن يضع في حساباته أمرين أساسيين هما :
1- صلة كاتب المذكرات والمدونات اليومية بالحدث التاريخي ، فهل هو مشارك في صنعه ، أم شاهد عيان ؟ أم روي له تفاصيل أو جزئيات الحدث التاريخي ؟ مع الأخذ بنظر الاعتبار البعدين الزمني والمكاني وصلتهما بالحدث المطلوب تدوينه تاريخيا" 0
2- يلزم على الباحث المستخدم لكتب المذكرات الشخصية أن لايجعل منها حكما" قاطعا" على الأحداث ، وبناء أدوار الشخصيات ، لأن الكثير منها يمثل وجهة نظر كاتبها الشخصية ، وفي كثير من الأحيان يكون مغاليا" في إبراز دوره أو دور جماعته أو حزبه على حساب الآخرين ، في الوقت الذي يكون دوره وجماعته هامشيا" ، لايرقى إلى درجات الوصف التي قدمها ، ومن هذا المفهوم حذر أستاذنا الجليل أطال الله في عمره الدكتور كمال مظهر أحمد من الغلو والإسراف في استخدام كتب المذكرات 0
شيء جيد أن يستخدم الباحث كتب المذكرات لتعزيز رأي أو تبني اتجاه معين ، ولكن ذلك الأمر مشروط بالتحقيق والتدقيق والمقارنة مع مصادر أخرى ، كي يكون الهدف الأسمى هو تعزيز مستوى القناعات التاريخية لدى القارئ الكريم 0
*** يقول ( فان دالين ) : كلما زادت التفسيرات التي تدخل بين القارئ والحدث الماضي قلت الثقة في صدق هذا الحدث ) 00برأيك هل أن ضعف الثقة هنا يكمن بأنه لايمكن الرجوع إلى المصادر الثانوية أم لديك تفسير آخر لذلك ؟

- إن الصلة بين المؤرخ وحقائق التاريخ وثيقة جدا" ، فالمؤرخ دون حقائق لاجذور له ، والحقائق دون مؤرخ مجردة من الحياة والمعنى ، فالتاريخ إذن عملية مستمرة للتفاعل بين المؤرخ وحقائقه ، أو هي لغة الحوار المتصل بين الماضي والحاضر ، وهي بذلك أشبه بنهر الحياة المتدفق الجاري والمتجدد دائما" بما تأتي منابعه وروافده ، ولكن الحقيقة التي يجب أن يعيها المؤرخ بأنه لايقتصر على جمع الحقائق ونقدها وتحري صدقها بالطرق المنهجية فحسب ، بل يتعدى ذلك إلى عرض المادة التاريخية واثبات صحتها بالتفسير تارة والتأويل والاستنتاج تارة أخرى ، والأمر هنا يتطلب من الباحث أن يكون واسع الخيال وقادرا" على التحليق في عنفوان الأحداث وعدم الخروج عن كنه الحقيقة ، عند ذلك تتوطد أواصر الثقة بين الباحث وذاته في طبيعة العرض الموضوعي لمادة التاريخ بكل فروعه وتخصصاته 0

***ماهي برأيك أهم الإجراءات التي يمكن للمؤرخ أو الباحث التاريخي أن يتبعها لكي يكون موضوعيا" خاصة إذا كانت مصادره ثانوية ؟
- لايمكن أبدا" قي منطق التاريخ ـن نعد كل من أمسك قلما" وقرطاسا" ودون أحداث الماضي هو مؤرخ ، مالم يمتلك الحس والرؤيا التاريخية المناسبة ، فضلا" على مكملات أساسية أخرى منها الشك والنقد قلا يجوز أن يقبل كل كلام أو يصدق كل رواية ، أو أية وثيقة أو مصدر دون درس واستقراء ، وبذلك تتشابه مهمة المؤرخ مع مهمة القاضي أو المحقق في الاستنطاق والتقرب من الحقائق ، لذلك فان الاتهام في التاريخ هو الأصل ، فكل نص مشكوك فيه حتى تثبت صحته وكل رواية متهمة إلى أن يقوم الدليل على صحتها ، ولايمكن للمؤرخ أن ينجز عمله ما لم يمتلك ملكة النقد والشك ، فضلا" عن التواضع ، فمهما توصل إلى نتائج وحلل من أسباب فهو لن يستطيع أن يكشف كل الحقائق ، وهي مشروعة لكل الباحثين ، وتعزز كتاباته عندما يكون منهجه التاريخي واعيا" منظما" مرتبا" فهو بذلك شأنه شأن كل رجال العلم الذين يحتاجون لهذه الصفة ، فالمؤرخ الذي يمتلك العقلية المنظمة أقدر من غيره علة تنسيق وعرض حقائق التاريخ والاستفادة منها في موضعها المناسب 0 ومن هنا تفتح النافذة على موضوعية الكتابة ونقصد بذلك الابتعاد عن التحيز لفكرة معينة وإهمال بعض الحقائق التي تتعارض مع أفكار الباحث ، فالكاتب الممتاز هو الذي يأخذ جميع الحقائق ويسوغ جميع المعلومات المتوفرة عن الموضوع ، ثم بعد ذلك يصدر حكمه المنطقي عن الموضوع ، فالتهجم دون مسوغ كاف يعني اللاموضوعية في البحث وبالتالي يعد كلاما" غير مسئول 0
*** لقد ظهر البحث العلمي في مجال العلوم الطبيعية مبكرا" إلى درجة اعتقد فيها الكثيرون أن العلم يقتصر على الأنشطة التي تستخدم فيها الأجهزة والآلات 00 فماهي برأيك أسباب التأخر النسبي لدخول البحث العلمي في مجال العلوم الاجتماعية ومنها التاريخ ؟

- حدد اللورد اكتن Lord Acton العلم ومنهجه بالدرجة الأولى على العلوم الطبيعية ، حيث ينقل عنه هرنشو J.F. Hearnshaw بأن العلم هو ( اجتماع طائفة كبيرة من الوقائع المتشابهة بحيث تنشأ عن اجتماعها وحدة عامة على هيئة مبدأ أو قانون يمكننا على وجه اليقين من التنبؤ بحدوث وقائع مشابهة للوقائع المذكورة في ظروف معينة ) .
إن سبب سبق ظهور المنهج العلمي للعلوم الطبيعية هي قدرة تلك العلوم على تحقيق المعاينة المباشرة ، وتطبيق التجربة وأعادتها ومن ثم التحقق من صحتها ، لكن مثل هذه الصفات لايمكن أن تتحقق في دراسة العلوم الاجتماعية ومنها التاريخ ، لكون مادته مركبة تركيبا" لانهاية له ، وان عنصر المصادفة يهدم كل تقدير سابق يحيط كل محاولة ترمي استباق الأحداث والإخبار بها قبل وقوعها ، فضلا" على تعدد مدارس منهج البحث التاريخي ، إلا أنها توحدت بالطريقة العلمية التاريخية Historical Method والتي ظهرت في نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين حيث بدأت بتحديد المشكلة وصياغة فرضيات الحلول وجمع المصادر والمعلومات ومن ثم التحقق من صحة تلك الفرضيات ، وبذلك تحقق المنهج العلمي في كتابة التاريخ وتدوينه 0

( نشر هذا الحوار في جريدة الزمان العدد 2084 يوم الأربعاء 4 من ربيع الأول 1426 الموافق 13 نيسان 2005 م



#عصام_عبد_العزيز_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكي لا يكون التعليم مهنة من لا مهنة له
- الخرس الزوجي في بيوتنا
- كيف تكون قارئا- مرنا- ؟ How To Be Flexible Reader
- تنمية التفكير في غرفة الصف
- المبدعون والتوفيق بين المتعارضات
- الأديبة ( مي زيادة ) وسيكولوجية الابداع
- من أجل شيخوخة بلا هموم
- من أعلام العراق00 د0 نوري جعفر : التفكير حق مشاع لكل الناس
- كيف تلقي محاضرة فعالة ؟
- التفكير.. هل يمكن تعليمه ؟
- حوار مع الدكتور فاضل عبود التميمي
- لماذا ترتدي المرأة العراقية الحجاب؟؟
- المبدعون وغرابة الأطوار
- حوار مع الكاتب والقاص(ضمد كاظم وسمي)/بعقوبة_العراق
- ماذا يقرأ اكاديميو ومثقفو بعقوبة؟
- القطيعة بين الاكاديميين والابداع.... كيف نفسرها؟
- حوار مع المترجم احمد خالص الشعلان


المزيد.....




- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصام عبد العزيز المعموري - سلسلة حوارات مع أكاديميي ومثقفي محافظة ديالى- الاستاذ الدكتور صباح مهدي رميض القريشي : منطق التاريخ في مواجهة العصر