أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود حمد - في أربعينية ( شاعر الحرية والسلام ) علي جليل الوردي..















المزيد.....

في أربعينية ( شاعر الحرية والسلام ) علي جليل الوردي..


محمود حمد

الحوار المتمدن-العدد: 2852 - 2009 / 12 / 8 - 17:38
المحور: الادب والفن
    


في أربعينية ( شاعر الحرية والسلام ) علي جليل الوردي..
رحيلُ الصوت الفصيح..وتَوَهُّجْ قضية العمر!
محمود حمد
تجاهلت رحيل ( شاعر الحرية والسلام ) علي جليل الوردي جميع أجهزة إعلام المتحاصصين على إختلاف مناشئهم..ومراضعهم..وشعاراتهم..وقشورهم..
وألسنتهم..وادعاآتهم..ومفاهيمهم!..
لأنه يُذَكِّرهم بما كان هو عليه..
ومايفتقده الكثير منهم اليوم!؟
هو الذي أهدى ديوانه الأول ( طلائع الفجر):
" الى الشعل الوهّاجة المنورة ظلمات الزمن.
الى الأحرار المناضلين في سبيل خير الإنسان.
الى عشاق الحق والعدل والسلام.
أقدم طلائع الفجر.................علي جليل الوردي"
ومنهم من يستميت ـ اليوم ـ لإقحام جسد الحاضر وأجِنَّة المستقبل في كهوف الماضي..وإشاعة مفاهيم وسلوكيات الظلام والاذعان والاحتراب وخراب الإنسان!
• وبرحيل الصوت الفصيح المنادي بحرية الإنسان واستقلال الوطن .. تتوهج اليوم في عروق الإنسان والوطن ( قضية العمر) التي كرس حياته لها ..
• في رسالة له بتاريخ 22/تموز /2002 الى ولده ـ الدكتور حسن الوردي ـ المغترب منذ أكثر من أربعين عاما (بسبب ملاحقة انقلابيي 8 شباط 1963 له )..يقول فيها:
أنا في وطني وأهلي غريب!
ويذكر أن:
يوم مولدي هو في اواخر تموز 1918 ميلادية..
وفي رسالة سابقة اليه يقول فيها:
حضرة المهندس الدكتور والباحث والمترجم والمتكلم بأربع لغات..وسائق التكسي..المحترم!!
تحية طيبة كطيبة أيام زمان، وأهل أيام زمان،وسعادة أيام زمان..
وبعد لاغضاضة أن يعمل الانسان سائق تكسي في سبيل لقمة العيش محتفظا بكرامته وشرفه وإبائه ، من أن يمد يده للآخرين..ولكن الغضاضة والعيب واللّوم على الزمن الذي ينحدر بالعباقرة الى مستوى الصعلكة ( المتقاعد صعلوك..الموظف محتاج..العامل لايجد خبزاً..الاديب مهتوك)!!!!
• كان الانسان المتدفق كبرياءً علي جليل الوردي..متألقاً في كينونة:
إبداع الشاعر..
وكفاح رجل السلام..
وسيرة المناضل الديمقراطي..
ومساهمات رجل القانون..
وريادة رجل الدولة..
وبسالة المدافع التنويري عن حقوق المرأة..
وزهد العامل الكادح بعرق جبينه من أجل لقمة العيش الكريمة!!!
فكانت سيرته..أعظم إرث تركه لأبنائه وأحفاده ومُحبيه ومُريديه من المتمسكين بقيم ( الإنتماء الوطني الديمقراطي..وخصال الإنسان الجسور الصادق النزيه )..
تلك القيم التي دفع من أجلها مايقرب الثمانية عقود من عمره المثخن بالجراح ، وتحمل عصف المُستبدين الصغار والكبار بحياته الشخصية والعامة..فاستحالت البلوى التي رافقته الى درب آلامٍ مُكبِّلةً خُطى أسرته..جيلا بعد جيل..حتى يومنا هذا!!؟
• وتميز شاعرنا بموقفه المتنور من المرأة واعتزازه بالمرأة العراقية..فهو القائل في قصيدة له لمناسبة الاول من آذار 1953 :
لا، لستِ (جانداركاً) ولا ( أسماءا) / بل أنتِ اسمى رفعةً وعلاءا
أسماءُ قد صبرتْ ولم تنزلْ الى / نصرِ ابنها فتحاربُ الاعداءا
وتقحَّمَتْ ( جندركُ) أهوالَ الوغى / بمسلَّحين تحمَّلوا الأرزاءا
وحشدتِ انتِ من الشبيبة عُزَّلاً / ولقيتِ أهوالَ اللَّظى عزلاءا
ووجد في قرينته ـ( التي فارقته في ابريل عام 1986 بعد ان أوهنها الحزن على فلذة كبدها الذي اغتالته الدكتاتورية ) تلك العراقية النبيلة الصابرة الحنونة الزاهدة التي واجهت معه شرور الطغاة على مختلف العهود ، وحصّنَت الأسرة من غبار الجهل ، رغم مرارة العيش ـ..فتركت خلفها في روحه فضاءأً خاويا يُقلِّبُ وجهه في ثناياه منذ رحيلها قبل أربع وعشرين عاما متلفعاً بشالها منذ ذلك التاريخ..حتى ساعة الرحيل بالنعش!
• وكان شاعرنا متجذرا ، واسع الأفق ، حميمي الصلات بمن حوله..مما جعله متفائلاً واعياً ، وذو رؤية واضحة للمستقبل حتى في أشد المنعطفات السياسية إلتباساً وحَلَكاً:
في قصيدة له عام 1949 بعث بها من سجن بغداد الى رفيقة عمره :
ليلايَ ، إن طالَ البعادُ وطال مَكثي في السجونِ
ونَزَتْ اليكِ يَدُ الأسى وقَسَتْ عليكِ يَدُ الشجونِ
وشكا لكِ السَّغّب الصغارُ وهّوَّموا غوثى بطون
وتلَّفتت عيناكِ لامن ناصرٍٍٍٍٍٍٍ لكِ او معين
وسَهدتِ ليلكِ والعواطف إن تمادت تذكريني !
لاتحسبيني جاهلاً ماجاش بالصدر الحنون
فتجمَّلي ، إن الدجى القاسي سيسفر بعد حين
وفي قصيدة له عام 1950 ونشرتها مجلة " الثقافة " المصرية ..جاء فيها:
لاتيأسي من طلوعِ الفجر وانتظري / فعن قريبٍ سيجلو ظلمة الكَدَرِ
مهما تطاولَ ليلُ البؤسِ إنّ له / فجراً يداعبُ جفن البائسِ الضَّجِرِ
لاتيأسي ، ياملاكي ، وإبسمي وثقي / بأن مُنتَظِراً يوفي لمُنتظرِ
فلا ثبات لناموسِ الحياةِ ولا / ركود حتى بِصَلْد الصخرِ والحجرِ
كلُ يسيرُ الى غاياته خَبَباً / وإن غايتنا النَّعماء فانتظري
• استهل( شاعر الحرية والسلام ) في قصيدته التي نشرتها مجلة ـ الرسالة ـ المصرية عام 1942 وكان قد مضى على الحرب العالمية الثانية ثلاث سنوات وهي في أوْجِها ، وقد تزايد وعي وإحتشاد دعاة السلام في العالم ومنهم شاعرنا الفقيد..:
قالتْ وقد لاحَ عليها السقامْ / الحربُ طالتْ،أين عهدُ السلام؟
ويختمها:
قلتُ وقلبي بالأسى مفعمُ / ونار حُزنٍ في الحشا تُضرمُ
وعبرةٌ من مقلتي تسجُمُ / أكتمها عنها ، فلا تُكتَمُ:
لاتيأسي ، فاليأسُ موتٌ زؤامْ
لابدَّ من يومٍ يعود السلام
• بعد وثبة كانون المجيدة وقف الشاعر أمام الوف المحتشدين في الحفلة التأبينة الكبيرة التي اقامتها الكاظمية لشهداء الوثبة والقى قصيدته ( قف على الجسر ) التي جاء فيها:
قف على الجسر تشاهد امةً / تصنع التاريخ مجداً وعلاءا
أمة تبني عل ( حاضرها ) / ( غدها) الآتي جمالاً ورواءا
زخرتْ عن جانبيهِ فتيةً / وعذارى ، ورجالاً ، ونساءا
هتفت بالشعب مجداً وبقاءا / وعدوِّ الشعب هوناً وفناءا
وغلتْ أحقادها من معشرٍ / عشقوا الحكم فعاشوا ( عملاءا)
• تألق الشاعر علي جليل الوردي في ساحات الشعر والنضال الوطني الديمقراطي والدعوة للسلم والتسامح رغم دخان التجهيل والكراهية الكثيف الذي مافتئ خصوم العراق ينفثونه في رئة الشعب..
تلك ( كركوك )، وذي مأساتها / فضحت وحشيَّة المستأجَر
كشفتْ عن نِيَّةٍ مُرعبةٍ / ملأت رأس المرائي المُفتري
أنذرتنا أن ذئباً فاتكاً / يتراءى في اهاب الجؤذرِ
( من قصيدة القاها الشاعر في الاحتفال الذي اقامته نقابة عمال النسيج في الكاظمية احتجاجا على مذبحة عمال نفط كركوك 1946 في كاورباغي)
• وكان أول شاعر تغنى من اذاعة بغداد بثورة تموز 1958 بعد أربعة ايام من انطلاقتها ( مقتطف من القصيدة التي ألقاها شاعرنا من دار الاذاعة العراقية يوم 18/7/1958 ):
بالأمسِ كُنّا ، وللإرهابِ سطوتُهُ / حتّى على كلّ مستخذٍ ومُحْتَسِب
بالأمسِ كُنّا ، وأموال البلاد تُرى / يسطو عليها ذوو الألقاب والرُّتَبِ
من كلّ لصٍّ له في النهب فلسفةٌ / تُبَرِّر النَّهب عن بُعدٍ وعن كثَبٍ
ماجاء للحكم فَردٌ من حظيرتِهم / إلاّ ليرجع بالأموال والنشبِ
يستعصرون دَمَ الفلاّح خمرتهم / ويجتلون جهود الشعب عن رطبِ
وهو القائل في تلك الثورة المغدورة منذ أيامها الأولى:
كلٌّّ شيء بعد تموز جديد/السما والأرض والفجر الوليد
هَزَجُ الفلاح والناي البعيد / وغناء الطير في الحقل المديد
كلٌّّ شيء بعد تموز جديد
كنتُ عبداً قبل تموز مُضامْ / مثقلاً أحملُ أوزار الطغامْ
ملءُ عيني أين ماأمشي ظلام / وأراني اليومَ حرّاً لاأُضام
وصارت أغنيته تلك ترنيمة على شفاه أطفال العراق الفقراء على امتداد مدارس الحجر ، والقصب ، والطين في كل الوطن..في أبهى مراحل الوعي الوطني الشعبي الذي أعقب الثورة .. قبل أن تستبيحه الإيديولوجيات والمصالح والمطامع والصراعات والتدخلات الأجنبية.
• وفي مقاطعته لخطاب الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم في قاعة الشعب عام 1961 ، والذي أسرف في استخدام مفردة "إنني" في ذلك الخطاب مثلما في خطبه الأخرى..أوقفه شاعرنا الوردي :
مُذكِرا ،ومنبها ، ومحذرا ، وناصحا ، وسط الصمت الذي يخيم على القاعة الُمصغية ..:
لولا الصدور الحانيات على اللظى / ما كان تموز ولا من ينصروا!
فيما الملايين خارج القاعة تهتف للزعيم..
ولم يتعض العقلاء من المفكرين والسياسيين من صيحة شاعرنا الوردي المحذر من تنامي وباء عبودية الفرد التي أصبحت ميزة حياتنا السياسية والعامة..وتفشى ذلك الوباء ذو الجذور التاريخية ..حتى شاعت عبادة الأصنام السياسية في حياتنا السياسية والعامة على حساب حقوق وحرية وكرامة الإنسان العراقي!.
• في اليوم الاول لانقلاب 8 شباط 1963 إستقرت احدى مدرعات الانقلابين توجه مدفعها الرشاش الى باب منزل شاعرنا لاخماد صوته..مما اضطره وأسرته الى التسلل بعيدا عن مدينته ( الكاظمية )..مهد أجداده من ( آل الورد ) الذين أغنوا الثقافة العراقية بـ :
علومهم ، وآدابهم ، ولسانياتهم ، وفنونهم ، وبحوثهم ، وتراثهم..ونهجهم الوطني التقدمي!
أعقب ذلك فصل شاعرنا من الوظيفة ، ومطاردة ابنائه من قبل (الحرس القومي ) ومنهم ابنه حسن الذي اضطر للرحيل الى بيروت..وبدء رحلة الغربة التي لم تنته الى اليوم!
• بعد انقلاب 1968 كان شاعرنا مفتشا ماليا عاما..وكان من سوء طالعه أن يكون واجبه ذلك اليوم في القصر الجمهوري الذي ( الذي انتقلت ملكيته من تكريتي الى تكريتي ـ حسب وصف المرحوم طاهر يحي التكريتي في إحدى المقابلات التي أجراها معه الصحفي المعروف سجاد الغازي في تلك الفترة)..كان ذلك بعد شهرين من الإنقلاب..
قال:
لقد فتشت رئاسات الحكم في العهد الملكي وعهود عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف وعبد الرحمن عارف ولم أجد مايعيق عملي..
اليوم الوضع لاشبيه له..
هناك في القصر ـ ذِئبٌ أمعَط ـ يصولُ ويجولُ ناشراَ الخوف والموت أينما حل!!
ولم تمض أيام كثيرة على ذلك اليوم حتى أحيل شاعرنا الى محكمة الثورة لأنه رفض تغيير تقرير مالي بشأن الاختلاسات في إحدى الدوائر المرتبطة بالقصر..وبعد التهديد والوعيد وصلابة موقف الوردي..عرض عليه رئيس المحكمة ـ بشكل شخصي ـ أن يتقدم بطلب الإحالة على التقاعد ـ لأن الجماعة سوف يقتلوك ويدمرون أهلك !!ـ..
وبدأ فصل جديد من ـ درب الآلام ـ في حياة شاعرنا وأسرته منذ ذلك التاريخ ولم ينته حتى بعد رحيله قبل أربعين يوما!
• في مطلع سبعينيات القرن الماضي كنا نخوض في تداعيات إحدى نوبات الدم التي فاقمها حكام البعث بحق مخالفيهم في الرأي..وكان الحاضرون يحللون ويتوقعون ويفسرون وبعضهم يبررون وآخرون يتبادلون اللوم..
قَلَّبَ وجهه في الحاضرين وهو يَهُمُّ بالخروج قائلا:
"هؤلاء حفاروا قبور للشعب ..وليسوا حُكّاماً.."
• في 17 حزيران عام 1982 عندما اغتيل أصغر أبناء شاعرنا ذو الاربع وعشرين ربيعا سعد الوردي على يد المدعو ( محمد الجبوري ) بمسدس قال القاتل عنه أمام قاضي محكمة الكرادة ( إنه هدية شخصية من صدام )..وفي لحظات الفجيعة تلك..صَوّتَ الشاعر الوردي وهو يكفكف دموعه وتخنقه العبرات امام جسد الفتى القتيل الممدد أمامه:
لن يكسروا شوكتي!!!
• في صيف عام 1996 كانت تتواصل حملات فرق الامن والجيش الشعبي التي تتعقب أصول وأجيال وإنتماآت وأنفاس معارضي السلطة للبحث عن الغائبين والمغتربين والمغيَّبين والمُختفين عن الانظار في كل العراق وبلدان العالم لاجتثاث جذورهم وفروعم ونبش الارض من حولهم.. ( رغم ارتخاء قبضة السلطة الاستبدادية ووهن اجهزتها القمعية وتفشي الفساد فيها ) وكان لشاعرنا نصيب من تلك المرارة التي اوجعت نفوس العراقيين..
فعلى امتداد عقود من الزمن الطويل والمفزع كانت تلك الاستجوابات تطرق الباب وترعب اهل البيت من الصغار والكبار:
أين إبنك حسن؟!!
وكان جوابه:
أنتم أدرى به منذ أجبرتموه على ترك الوطن قبل أكثر من أربعين عاما!
وتكرر ذلك الاستجواب مئات المرات وبأساليب متخلفة مختلفة..مرة في باب المنزل وأخرى في دوائر ألامن..
كان الاستجواب في تلك الليلة مختلفا..إذ دخلوا حديقة المنزل دون دعوة وجلسوا على أريكة متهالكة في زاوية الحديقة..ثم قرع أحدهم الباب الداخلي للدار..عرفهم الجميع من وراء النوافذ المطلة على الحديقة..صعد شاعرنا الى غرفته وإرتدى بدلته التي إعتاد أن يرتديها في المناسبات الخاصة..ثم نزل الى الصالة حيث كان الجميع غارقين بصمت مترقب..وَدَّعَ الجميع وخرج اليهم..مضت دقائق ليست بالقصيرة وهو يقف بجسمه النحيل منتصبا أزاء الأشخاص الأربعة المتمنطقين بمسدساتهم..كان أفراد الأسرة يرصدون مايجري في الحديقة بخوف عليه من ردود افعال اولئك المتسللين..كان صوته الجهوري يعلوا تارة ويخبو أخرى..ويتناهى الى أفراد الأسرة بعضا من شِعره المشاكس!..
بعد ساعتين ثقيلتين خرج المتسللون وعاد الى داخل الدار بابتسامة ساخرة ..وكانما يحدث نفسه:
جاءوا من أجل الرشوة .. قلت لهم :
اذا أنتم حكومة وتعجزون عن معرفة محل إقامته فكيف لنا ـ وهو قد غادرنا قبل أكثر من أربعين سنة ـ أن نعرف الطريق اليه؟!!
انتم تلاحقون فتى يافعا خرج من العراق قبل مجيئكم للسلطة عام 1968 بخمس سنوات وهو اليوم له احفاد..أما من عاقل فيكم يرشدكم للصواب؟!!!
أمّا إذا كان المقصود أنا..فأنا جاهز للذهاب معكم أينما تريدون!!!
استدرك..ووجه حديثه للحاضرين من أفراد أسرته:
تذكرت كل شعر التحدي وصفعتهم به!!!
فقال قائلهم مناكداًَ:
سيد..تقصد بقصائدك هذه الحكومات السابقة طبعاً؟!!!!
• بعد ايام من الغزو وسقوط الدكتاتورية في إبريل 2003 حيث انقطعت كافة الاتصالات مع العراق..تمكنا من الاتصال به للإطمئنان على سلامته وأهله..فكان جوابه متهدج الصوت ودون مقدمات:
"ضاع العراق..بابا..بعد أن تركه صدام رماداً..
أتذكرون كيف أشعلنا في الناس ثورة الغضب عندما اقتربت إحدى سفن الاسطول السادس الامريكي من شواطئ بيروت عام 1958 ..
والآن تقف على عتبة بيتي دبابة أمريكية..
أي حال تسألون عنها؟!!!!"
• عنما طفح منهج المحاصصة الى سطح الفوضى التي هيئتها الدكتاتورية وفجرها الإحتلال..وبانت انياب الطائفية في حلك الظلمة..حذر زائريه ومنهم مقربون من أُمراء تلك الطوائف الذين حاولوا إسترضاءه وإستدراجه لتبرير إشعال النار بالوطن المُخَرَّب..رد عليهم:
"هؤلاء ـ الجماعة ـ القادمون مع المحتل بعضهم أهل فتنة..لاوجود ولا مصلحة لهم إلاّ بالتشرذم والتناحر الطائفي..ولا منجاة لنا إلا بالدولة الوطنية المستقلة الديمقراطية!
• قبل رحيله ـ في تموز الماضي ـ اشترط موظفو البنك حضوره الشخصي لاستلام ( البطاقة الذكية ) لراتبه التقاعدي..ولم تشفع له سِنِيِّه التسعين ولامكانته في ضمير العراقيين الوطنيين ان يُعفى من التلوث بمفاسد الادارات الحكومية..
حملته ابنته سميرة الوردي الى البنك..وخَرَّ مَغميا عليه على رصيف البنك الحارق من فرط الاعياء وانخفاض السكر في دمه..انذاك طلبت الموظفة من وراء نافذتها ( ان يعود مرة اخرى لان المعاملة ـ مو تحت اليد ـ!)..
وعندما استفاق من غيبوبته بعد هلع ابنته وتدخل بعض المراجعين..همس في اذنها:
بابا .. لاتدعيهم يذلونني!!!
وكانت من اكثر الأوجاع شدة..التي طواها في صدره حتى وفاته:
• عصف الطغيان بشعبه طيلة الأنظمة المتعاقبة..
• انتهاك الاحتلال والإرهاب لحياة الناس الذين كرس حياته لسعادتهم..وللوطن الذي اجترع المرارات من أجل استقلاله وسيادته..
• تشتت أسرته لقسوة الأنظمة المتتالية عليهم..وإغتراب أبنائه وشوقه للقياهم..
في رسالة له بتاريخ 22/تموز/2002 يقول:
وقد يجمع الله الشتيتين بعد ما / يظنّان كلَّ الظنِّ أن لاتلاقيا!



#محمود_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حذار من.. -الناخب المتخلف- و -المرشح المتطرف-!؟
- -الإبتزاز- في قمة السلطة..نهج خطير أفضى ويفضي الى الكوارث!
- المتحاصصون يُجبَرون على إحتساء “الديمقراطية “ساخنة!؟
- لماذا تخشى -الأكثرية- المتحاصصة صوت -الأقلية- الديمقراطي؟!!
- صناعة - التخويف- من الآخر..إستراتيجية المتطرفين لتخريب الانس ...
- مأزق المتحاصصين أم أزمة انتخابات ؟!!!
- - المتحاصصون - يقتسمون الغنائم قبل نفيرالانتخابات!؟
- هل بإمكان - العملية السياسية - في العراق إنتاج برلمان- ديمقر ...
- لماذا تندثر النقابات في صخب الانتخابات؟!
- إنزعوا الألغام من عقولكم ..تخلوا الشوارع من المفخخات والدماء ...
- إنطفاء الشاعر علي جليل الوردي في غربة الوطن!
- لا..ل - مندوبي أمراء الطوائف -..نعم..ل - نواب الشعب -!!!؟؟؟
- إنحلال - دولة أمراء الطوائف - ..وعسر نشوء - دولة المواطنة - ...
- مشاريع الحركات والاحزاب -الطائفية-..نقيض-دولة الوطن والمواطن ...
- اسئلة ( تنموية ) الى رئاسة مجلس النواب ووسائل الاعلام
- عاجل..سقوط طائرة زعماء العراق في حادث مفجع!؟
- القائمة المفتوحة والنوايا المغلقة!؟
- الصحافة لاتكذب ..فلا توئدوها!؟
- مالذي قدمه برلمان - اللُّحى البَلْقاء-* والنساء -المقموعات-! ...
- التفجيرات الاخيرة..إنذارٌ أم نذيرٌ!؟


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود حمد - في أربعينية ( شاعر الحرية والسلام ) علي جليل الوردي..