أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نجيب الخنيزي - التجديد والإصلاح الديني.. ضرورة الراهن ( 12 )















المزيد.....

التجديد والإصلاح الديني.. ضرورة الراهن ( 12 )


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 2852 - 2009 / 12 / 8 - 14:03
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



الخطاب الديني التقليدي السائد، يتمثل في الخطاب والنشاط الدعوي والوعظي والإرشادي الموجه للمسلمين، ولأصحاب الديانات الأخرى، كما يتمظهر في خطب صلاة الجمعة والمناسبات والأعياد الدينية المختلفة، وكذلك عبر الفتاوى الصادرة عن هيئات الإفتاء الرسمية وغير الرسمية، وفي إصدار الكتب والنشرات الدينية باللغات المحلية والعالمية، وغالبا ما تخضع وتوجه تلك الفعاليات والنشاطات من قبل المراكز والمؤسسة الدينية، وهيئات الدعوة والوعظ والإرشاد الرسمية، أو من قبل رجال الدين وبعض الهيئات الدينية المستقلة في بعض الدول، وخصوصاً في الدول الغربية، كما يشمل الأمر ذاته الحوزات الدينية الشيعية التي تمتلك في غالبيتها مواردها الخاصة. أود الإشارة هنا إلى أنه لا يعنيني في المقام الأول ، مرجعية الخطاب الديني، أو مصادر دعمه أو طبيعة نشاط وتوجهات شخوص رجالاته، ومن بينهم وفقا لمعرفتي الخاصة، رجال دين أفاضل، أقر بأنهم يتسمون بالصدق والزهد والاستقامة المبدئية والأخلاقية العالية، بقدر التركيز على جماعات الإسلام الحركي و إستهدافاته وخططه التكتيكية والإستراتيجية الخطيرة في إختطاف ومصادرة المجتمع والتحكم والإستفراد به وصولا إلى إختطاف الدولة ، تحت شعارات أيدلوجية ديماغوجية مخاتلة تتمحور حول " أسلمة " المجتمع والدولة والفكر والعلم والأدب والمعرفة، علما بأنه في حالات كثيرة يصعب الفصل بين الخطاب الديني التقليدي والخطاب " الإسلاموي" الحركي الذي يمثل نتاجا وقطعا وتجاوزا للخطاب الديني السائد ، غير أنه في الغالب نشا وتكون ورضع وتأدلج في مدرسته وبيئته و محاضنه الفكرية (السلفية) المتزمتة والإجتماعية المتشددة
تتمثل البيئة والبنية التحتية الحاضنة لذلك الخطاب الديني، في وجود الدعم الحكومي الرسمي، ووجود الأوقاف الإسلامية السنية والحسينية و" الخمس " لدى الشيعة ألتي يصل ريعها السنوي إلى مبالغ كبيرة جدا، إضافة إلى عشرات الجامعات الإسلامية، والالاف من المعاهد والمدارس والمراكز والحوزات الدينية، التي تضم عشرات الآلاف من الطلبة والأساتذة، وكذلك في انتشار مئات الآلاف من الجوامع والمساجد والحسينيات المتفاوتة الأحجام المنتشرة في العالمين العربي والإسلامي وحول العالم قاطبة. وفي ما يتعلق بالسعودية على سبيل المثال، كشف الدكتور توفيق السديري وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون المساجد، أن هناك أكثر من 70 ألف مسجد و15 ألف جامع في السعودية، في حين أوضح المدير العام لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة الرياض رئيس اللجنة الفرعية لبرنامج العناية بالمساجد ومنتسبيها بالمنطقة الشيخ عبدالله بن مفلح آل حامد أن عدد المساجد التي تم بناؤها على نفقة أهل الخير وصلت الى (450) مسجدا وجامعا في مختلف أرجاء منطقة الرياض، وبمبلغ مالي تجاوز مليار ريال (أي في حدود مليونين وربع المليون ريال في المتوسط تكلفة المسجد الواحد) خلال المدة الماضية من البرنامج. من جهة أخرى صدر مؤخرا تقرير عن فرع الوزارة في منطقة الرياض عن المنجزات التي حققها الفرع في إطار البرنامج وحتى نهاية شهر جمادى الأولى 1427هـ.
وبين التقرير أن عدد المساجد والجوامع التي يشرف عليها فرع الوزارة بمنطقة الرياض يصل إلى ( 11000 ) مسجد وجامع منها ( 8600 ) مسجد فروض و(2400) جامع. هذا العدد المهول للجوامع والمساجد في السعودية، والذي يصل وفقا لبعض المصادر إلى قرابة المئة ألف جامع ومسجد، حيث تشمل تلك التي تقع تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية مباشرة، أو تلك العائدة إلى المكونات المذهبية الأخرى (الشيعة والإسماعيلية والزيود) غير المشمولة بالتعداد الرسمي. ولو قارنا عدد الجوامع والمساجد وما ينفق عليها ومن ضمنها التوسعات المستمرة في الحرمين الشريفين، بعدد المستشفيات والجامعات في السعودية لأدركنا حجم البون الشاسع، إذ يبلغ إجمالي المستشفيات الحكومية والخاصة نحو 329 مستشفى وعدد أسرتها 53192 سريراً، وبعبارة أخرى فإن هناك مستشفى واحد لكل 67 ألف مواطن ووافد ، وذلك مقابل مسجد لكل 220 مواطناً ووافداً (على أساس التعداد الرسمي لمجمل السكان المقدر بحوالي 22 مليون نسمة) علما بأن هناك عدة ملاين من الوافدين هم من غير المسلمين، وبالتالي فإن النسبة هي أقل بكثير، وهو ما ينعكس في كون معظم المساجد ماعدا الكبيرة منها شبه خالية، ولنقارن عدد المساجد بعدد الجامعات في السعودية، والتي كانت تقدر إلى ما قبل سنوات معدودة، بسبع جامعات فقط في عموم المملكة، وثلاث منها تعتبر جامعات إسلامية، هي جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض وجامعة أم القرى في مكة المكرمة والجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.
يصل مجموع الجامعات والكليات والمعاهد العليا الحكومية والأهلية في السعودية في الوقت الحاضر إلى نحو الأربعين، معظمها أقيمت في غضون الخمس سنوات الماضية، وهو ما يعني وجود جامعة ومعهد عالي لكل 550 ألف من السكان . في حين نسبة المباني المدرسية المستأجرة لمراحل التعليم ( الإبتدائي والمتوسط والثانوي ) العام للبنين والبنات في السعودية وصلت إلى 60% قبل بضع سنوات ، وهي في الوقت الحاضر لا تقل عن 50% ، في غالبيتها تفتقد إلى أبسط مقومات البيئة التعليمية المعقولة ، ناهيك عن المضمون والمحتوى . ولنقارن هذه النسبة، مع بلد عربي خليجي مجاورو محدود الموارد هي دولة البحرين، التي يبلغ عدد سكانها قرابة المليون فقط، غالبيتهم من الأجانب، ومع ذلك يوجد بها 15 جامعة حكومية وأهلية، أي بمعدل جامعة لكل 70 ألف مواطن ووافد ، في حين إن جميع مدارسها مملوكة من قبل الدولة و مبنية وفقا لمواصفات ومتطلبات بيئة تعليمية معقولة .
بلغ عدد جمعيات تحفيظ القرآن (13) جمعية رئيسة في جميع مناطق السعودية ، وعدد حلقات التحفيظ والدور النسائية التابعة لها وفق إحصاء عام 1424 -1425هـ (24,450) حلقة وداراً نسائية، يبلغ عدد الدارسين بها (503,413) دارساً ودارسة،ووفقاً لإحصائية وزارة التربية والتعليم لعام 1424 -1425هـ، يبلغ عدد مدارس التحفيظ الحكومية والأهلية للبنين (722) مدرسة للبنين، منها (35) مدرسة أهلية، ويبلغ عدد طلاب مدارس التحفيظ للبنين (83,166) طالباً، وللبنات (769) مدرسة، منها (38) مدرسة أهلية، يدرس بها (89,971) طالبة. ناهيك عن إحكام سيطرة الإتجاه الديني السلفي المتزمت على حلقات و قنوات التعليم ( مناهج وطرق تدريس وموجهيين ، ومدرسين ) العام .
كشف وكيل وزارة الشئون الإسلامية أن المساجد والجوامع في السعودية تقدم نحو مليون نشاط وعظي ودعوي على مدار السنة كاملة. وأضاف أن المعتمد من الدروس والمسجل يفوق الـ300 ألف درس، والمليون هي مجموع الدروس التي لم تسجل إذا أضفناها إلى المسجلة. ولنقارن ذلك بما تنتجه الجامعات ومراكز البحث العلمي في السعودية من دراسات وبحوث علمية وتقنية وتربوية واجتماعية حيث لا تتجاوز المئات فقط في كل عام. وإزاء ما هو معروف وما كشفته التحقيقات الأمنية والتحريات والجولات الميدانية، من كون عدد كبير من المساجد سواء في الماضي القريب، أو حتى وقتنا الحاضر تحولت إلى مراكز ومحا ضن لتفريخ الفكر المتطرف والإرهاب، أكد وكيل وزارة الشؤون الإسلامية د. توفيق السديري لـ الشرق الأوسط أن هناك مراقبين للمساجد في مختلف مناطق المملكة، يذهبون للاستماع للخطب، والتأكد من خلوها من أي توجهات غير سليمة أو محرضة للإرهاب. وذهب إلى أن الوزارة في حال اكتشافها لأي مخالفة تقوم بإبلاغ الجهات التنفيذية في إمارات المناطق لتتخذ الإجراءات القانونية في معاقبة المسؤولين عن التجاوزات، مؤكدا وجود رقابة وضوابط رسمية مشددة حيث أن هناك لجنة شرعية علمية تحدد المساجد التي تكون فيها دروس ومحاضرات. وردا على سؤال عن الشباب الذين يقومون بوعظ المصلين بعد الصلوات، قال هذا غير قانوني وهناك أسماء محددة لا يجوز الخروج عنها، ويمنع منعا باتا خروج أي شخص للوعظ من خارج هذه القائمة. وكانت وزارة الشؤون الإسلامية قد أصدرت قائمة بدعاة مصرح لهم، بعضهم من هيئة كبار العلماء ودعاة مشهورين في السعودية، غير أنه يعتقد بأنه لا زالت هناك جماعات وشخصيات دينية متشددة قد تكون معروفة أو غير معروفة على نطاق رسمي وواسع، تعمل على تحويل المساجد إلى مراكز لبث الفكر الاقصائي والمتطرف، المناهض للدولة وللمكونات الأخرى في المجتمع. تلك الجوامع والمساجد المنتشرة بكثافة في كافة المدن والقرى والأحياء والتي كلفت مئات المليارات من الريالات ( لنقارن تكلفة مليار ريال لبناء 450 مسجدا فقط ) الحكومية والخاصة على امتداد العقود الماضية ذهبت على التشييد الضخم المبالغ فيه للمساجد، وعلى النفقات والرواتب الجارية على عشرات الآلاف من الأئمة والخطباء والمؤذنين، وهذا التوجه لا يخلو بالطبع من دوافع إجتماعية وأيدلوجية وسياسية معينة، إلى جانب الاستعراض الديني الشكلي، وحب الوجاهة من قبل البعض، كما أن هذا البذخ والإسراف لا يتناسب على الإطلاق مع بساطة معمار مسجد الرسول (الذي هو الأسوة والقدوة الحسنة للمسلمين ( والمساجد الأخرى في زمنه وزمن الخلفاء الراشدين من بعده، ولنتذكر أنه القائل جعلت لي الأرض مسجداً طهوراً وحيث كانت إمامة المصلين على مدى قرون تعتبر من الأعمال الإيمانية التطوعية التي يقوم بها من يتوسم فيه العلم والخير والمعرفة والصلاح من رجال الدين، وغيرهم وبدون مقابل مادي.



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الأنظمة العربية والغرب في إعادة بعث -الأصولوية الإسلاموي ...
- التكفير والعنف منهجان متلازمان ( 10 )
- - الأصولوية الإسلاموية -.. بين التقية والعنف ( 9 )
- نشوء -الأصولوية الإسلاموية- ( 8 )
- من الأصولية إلى الأصولوية الإسلاموية ( 7 )
- نشأة الأصولية الإسلامية المعاصرة.. العوامل والمقدمات ( 6 )
- لماذا انتكس مشروع التنوير؟ ( 5 )
- الرافد الثاني في مشروع النهضة ( 4 )
- الفكر الديني الشيعي والمشروع النهضوي ( 3 )
- فكر النهضة يقتحم الدوائر المحرمة ( 2 )
- الدين والفكر الديني.. الثابت والمتغير ( 1 )
- معوقات الإصلاح والتغيير في العالم العربي
- الخطاب الطائفي عامل تفتيت للمجتمعات العربية
- الانتخابات المقبلة ومتطلبات إعادة بناء الدولة العراقية
- أحمد الشملان.. مثال المثقف العضوي
- الهوية والتنوع والمواطنة
- تقرير التنمية الإنسانية العربية.. واقع مر وأفق مسدود
- اليمن إلى أين؟
- اليوم العالمي للديمقراطية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نجيب الخنيزي - التجديد والإصلاح الديني.. ضرورة الراهن ( 12 )