باسم الهيجاوي
الحوار المتمدن-العدد: 2852 - 2009 / 12 / 8 - 11:44
المحور:
الادب والفن
عَذَّبْتَ قلبي وقلبي أنتَ مُسْعِدُهُ
يا منْ أَتَيْتُ على حبٍّ أُعاهِـدُهُ
قلبي يُحِبُّـكَ في سِـرٍّ وفي عَلَنٍ
وليس يخفى على حيٍّ يُشاهِدُهُ
أَعُـدُّ قَبْـلَكَ أيـامي وأُبْصِـرُها
دهـراً تَجافى وجافَتْني مَراقِدُهُ
وذا فؤادي أتى والشوق يسبقهُ
يفرُّ نحـوك يـا أمسي ويا غدهُ
يلوذُ بالوصلِ والأشواقُ قد عَزَفَتْ
عن كلِّ لونٍ سوى ما كانَ " أسوَدُهُ "
وجِئْتُ فَيْضَ الهوى أُهديكَ أمنيةً
تُنبيكَ عني وعن جرحٍ أُجالِـدُهُ
لينهضَ الجرح من ذبحٍ ومشنقةٍ
ويطــمئنَّ إلى كفٍّ تُضمِّـدُهُ
وقد أطاحت به الأيـامُ جائرةَ
على اغتراب الرؤى ظلَّتْ تُواعِدُهُ
فرام عندك لما جاء مغتـرباً
على السـكينة أن تحظى مواجدهُ
وَوَدَّك الشـوقُ لما جئْتَهُ عَبِقاً
تُوَرِّد الوقتَ فاخضرَّت موائدهُ
على حنانك أمـناً فيه أمِنَتْ
روح الغريب وقد لانت شدائدهُ
وما اسـتراح إلى ما كان من زَمَنٍ
إلا لأنَّـكَ في طيـفٍ يُناشِدُهُ
ففرَّ نحوكَ كالمنفيِّ عن وطنٍ
يجوبُ أرضك من نفيٍ يُطاردهُ
فأعْلَنَتْ بكَ شمسُ الفجرِ قامتَها
حتى أنارتْ على كونٍ يُمَجِّدُهُ
فَطِبْ حبيباً وقد آنَسْتَ مُعْتَرِفاً
بـمن يُغنّي ولو أضناهُ مقصدُهُ
وَطِبْ بقلبي وإن شَطَّ النوى وَغَدَتْ
كُلُّ البـلادِ على نأيٍ تُشَـرِّدُهُ
وهاكَ ورد الهوى والورد أجملهُ
ما قد تَدَمَّت بمكنون الجوى يَدُهُ
فمن أحبك لا يَـرتابُـهُ جَدَلٌ
ومن رآكَ فطيب الوصلِ يَنْشُدُهُ
فإن رآكَ رأى دنيا يُغـازلهـا
وإن سَلَوْتَ الهوى قلبي يُجَدِّدُهُ
وأنتَ في القلبِ دنيا والهوى وطنٌ
قد مَسَّهُ الحبُّ فاشْتَدَّت سواعِدُهُ
فابعث مياهك في رملي لعلَّ بها
يُروى قتيل الظما مما يُكابدُهُ
الشارقة تشرين الثاني 2009م
#باسم_الهيجاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟