أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نجيب الخنيزي - دور الأنظمة العربية والغرب في إعادة بعث -الأصولوية الإسلاموية- (11)















المزيد.....

دور الأنظمة العربية والغرب في إعادة بعث -الأصولوية الإسلاموية- (11)


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 2851 - 2009 / 12 / 7 - 11:38
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


بروز وامتداد وشمول الأصولية الإسلامية، لعموم مجتمعات البلدان العربية / الإسلامية، يعود إلى خليط من المحددات والعوامل الموضوعية والذاتية الداخلية من جهة، وطبيعة المحفزات والتحديات الخارجية من جهة أخرى، كما ينبغي عدم القفز على الدور المهم للعوامل الخارجية، والتي لاتزال في مفاصلها الأساسية مستمرة، وتمارس فعلها حتى وقتنا الحاضر، والمتمثل في قيام دولة إسرائيل ككيان عنصري / استيطاني / توسعي على حساب مصالح الشعب الفلسطيني الذي شرد من أرضه المحتلة، ومورس ضده أبشع صنوف الانتهاكات والقمع والإرهاب، وعلى حساب مصالح جيرانها من العرب، ومحيطها الإقليمي، حيث لاتزال تحتل أراضي عربية (فلسطينية وسورية ولبنانية) وتوجه التهديدات المستمرة ضد دول عربية مجاورة (سوريا ولبنان) وإقليمية (إيران)، ناهيك عن استمرار المطامع والمصالح الاستعمارية والامبريالية القديمة / الجديدة، للتحكم المباشر وغير المباشر في ثروات ومقدرات وهويات شعوب المنطقة، سواء من خلال آليات العولمة والتبعية الاقتصادية والسياسية، أو عبر الابتزاز العسكري وصولا إلى الاحتلال المباشر (الحالة العراقية ) . لا نستطيع تجاهل تلك العوامل في استثارة الهويات الخاصة وتحفيز ممانعتها وتمسكها بخصوصيتها القومية والدينية والثقافية في مواجهة عوامل القهر والتغريب والإحباط. لقد كانت الفكرة والهوية القومية، هي الجامع والمحرك الرئيس لنضال الشعوب العربية نحو تجسيد تطلعات الاستقلال والتحرر والحرية والوحدة، غير أن الدولة العربية ‘’الحديثة’’ برافديها القومي الراديكالي، والمحافظ في الآن معا، وصلت إلى طريق مسدود وتكشف عجزها وفشلها إزاء محاور أساسية وحاسمة، كالتنمية المستدامة وترسيخ قيم العقلانية والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وقد فشلت في تمثل الحداثة ومتطلباتها، ما عدا مظاهرها البرانية الممسوخة (باستثناء بعض المحاولات الانتقائية المحدودة)، وكذلك فشلت إزاء الاستحقاقات القومية في الوحدة العربية، ومواجهة إسرائيل وأطماعها التوسعية، والمدعومة بقوة من التحالف الغربي ثم من الولايات المتحدة الأميركية. ونشير هنا إلى بعض الخطوات الوحدوية الفوقية المحدودة مثل الوحدة المصرية - السورية (1958 - 1961) التي حظيت بدعم جماهيري واسع، غير أنها سرعان ما أجهضت بسهولة بفعل التأمر الخارجي من جهة، وفرض حكم الأجهزة الفوقية والأمنية في دولة الوحدة على حساب البعد والدور الشعبي. لقد مثلت هزيمة يونيو/ حزيران 1967 ذروة انتكاس المشروع الوطني / القومي، حيث أخذ مسارا أخر يشق طريقه بقوة تبلور مع نظام السادات في مصر، وأنظمة عربية عسكرية / استبدادية أخرى. أنتهج نظام السادات ما سمي بسياسة الانفتاح، وهي مزيج من الليبرالية الاقتصادية ذات الطابع التبعي والطفيلي، مغلفة ببعض المظاهر الشكلية لليبرالية السياسية المحدودة، بهدف سحب البساط من تحت أقدام مناوئيه الأقوياء، على صعيد الدولة والمجتمع، وخصوصا خصومه من الناصريين واليساريين الذين كانوا يتمتعون بنفوذ شعبي واسع، وضمن سياق تداخل المصالح، أطلق السادات سراح أعضاء جماعة الأخوان المسلمين ممن كانوا في المعتقلات إبان حكم جمال عبدالناصر، ورفعت جميع القيود أمام استئناف نشاطهم بقوة من جديد، كما حظوا بدعم مباشر وغير مباشر من قبل الأجهزة الحكومية، وقد أنتهز الأخوان المسلمين في مصر فترة سنوات المهادنة مع السادات بصورة جيدة لإعادة بناء قوتهم التنظيمية والتعبوية والجماهيرية، ولتحقيق هذا الهدف انتهجوا سياسة التقية السياسية من جديد، على غرار تعامل فروعها الأخرى والحركات الإسلامية المشابهة في البلدان العربية مثل الأردن، الجزائر، سوريا، العراق، السودان، المغرب، اليمن، السعودية ودول الخليج، وفي بلدان إسلامية أخرى مثل باكستان، تركيا وإيران، والتي كانت تحكمها أنظمة عسكرية / استبدادية. لقد استفادت الأصولوية الأسلاموية من خوف الكثير من الأنظمة الحاكمة (الفاقدة أو المهزوزة شرعيتها)، والغرب عموما، من المعارضة الداخلية، وخصوصا في مرحلة المد القومي (منذ الخمسينات والستينات من القرن الماضي )، ثم المد اليساري (الستينات والسبعينات من القرن نفسه) وأجواء المواجهة مع الاتحاد السوفيتي السابق إبان الحرب الباردة، وكذلك حاجتهم الماسة لتوظيف الدين، ودور وموقع الإسلاميين وشعاراتهم لاكتساب أو إضفاء شرعية على وجودها، وسياساتها ومواقفها المتعارضة إلى حد كبير مع المصالح الحقيقية لشعوب المنطقة، وهو ما استغلته الأصولية التقليدية وحركات الإسلام السياسي، لإعادة تجميع قواهم وتحديد تكتيكاتهم الآنية والمؤقتة، إزاء الأنظمة الحاكمة، وإعادة رسم أهدافهم وخططهم الاستراتيجية بعيدة المدى، وخصوصا طموحهم في طرح وتسويق أنفسهم كبديل للأنظمة السائدة والمعارضة في الآن معا، وذلك ضمن بيئة تتسم بالتخلف الاجتماعي والاقتصادي المريع، والتمايز الطبقي الصارخ، والتكلس والجمود الثقافي، والاستبداد والفساد السياسي والمالي، من قبل النخب الحاكمة، حيث تم مصادرة الدولة عن طريق القوة (الغلبة والعصبية وفقا للتوصيف الخلدوني)، وتحت عناوين الحزب والعائلة والعشيرة، ومن خلال شعارات الثورة والقومية والإسلام، ومواجهة التحالف الامبريالي / الصهيوني أو الشيوعية الملحدة، وجرى توظيف الدين (تديين السياسة) على نطاق واسع، كمطية وأداة لتمرير وفرض الاستفراد والتحكم في مكونات السلطة والقوة والثروة، وتهميش الجميع بما في ذلك حقوق الأفراد والجماعات والأقليات العرقية والدينية والمذهبية كافة، مما نجم عن تلك السياسات والممارسات تفاقم الإحباط واليأس والغضب بين الشعوب التي يطحنها التخلف والجهل والمرض والفقر والبطالة والتهميش. من هنا نفهم لماذا رفع السادات شعار دولة العلم والإيمان، وعلى غراره لجأت الأنظمة العربية والإسلامية الأخرى التي تعاني من أزمات داخلية (نذكر حملة الإيمان إبان النظام السابق في العراق) إلى الدفع بتديين السياسة، وإقحام الدين وفقهائه الرسمين لتبرير سياساتها ومواقفها. غير أن سرعان ما أنقلب السحر على الساحر، وعلى النحو الذي يذكرنا بقصة وحش فرانكشتين في رواية ميري كودين الذي أنقض على صانعه بهدف قتله، فقد جرى اغتيال السادات من قبل جماعات أصولية متطرفة، كما أن تفاقم أعمال العنف والتكفير والإرهاب قد تصاعد خصوصا، وعلى نحو خطير، في البلدان التي حظي فيها الإسلام الأصولي المتأسلم بحرية الحركة والدعم غير المحدود من قبل الحكومات على مدى عقود من الزمن



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التكفير والعنف منهجان متلازمان ( 10 )
- - الأصولوية الإسلاموية -.. بين التقية والعنف ( 9 )
- نشوء -الأصولوية الإسلاموية- ( 8 )
- من الأصولية إلى الأصولوية الإسلاموية ( 7 )
- نشأة الأصولية الإسلامية المعاصرة.. العوامل والمقدمات ( 6 )
- لماذا انتكس مشروع التنوير؟ ( 5 )
- الرافد الثاني في مشروع النهضة ( 4 )
- الفكر الديني الشيعي والمشروع النهضوي ( 3 )
- فكر النهضة يقتحم الدوائر المحرمة ( 2 )
- الدين والفكر الديني.. الثابت والمتغير ( 1 )
- معوقات الإصلاح والتغيير في العالم العربي
- الخطاب الطائفي عامل تفتيت للمجتمعات العربية
- الانتخابات المقبلة ومتطلبات إعادة بناء الدولة العراقية
- أحمد الشملان.. مثال المثقف العضوي
- الهوية والتنوع والمواطنة
- تقرير التنمية الإنسانية العربية.. واقع مر وأفق مسدود
- اليمن إلى أين؟
- اليوم العالمي للديمقراطية


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نجيب الخنيزي - دور الأنظمة العربية والغرب في إعادة بعث -الأصولوية الإسلاموية- (11)