ومتى اكتمل النصاب؟!

صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 2851 - 2009 / 12 / 7 - 08:26
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    

لم يكن الشعب العراقي على احتكاك بكلمة النصاب (بكسر النون) حتى شنفت أسماعهم بوقعها النشاز منذ ان ابتدأ كثير من أعضاء مجلس النواب الذين ائتمنهم الشعب على مصالحه بالتنصل المخجل من مسؤولياتهم والتهرب في الاوقات الحرجة من عمر البرلمان بالتغيب عن الجلسات والتلاعب بمصائر البلاد والعباد.
وهكذا لم يكتمل النصاب في جلسة السبت التي عقدت لإقرار قانون الانتخابات بتعديلاته الجديدة ولم يحضر سوى 113 نائبا من اصل 275 أي اقل من النصف علما ان التصويت على مشروع أي قرار يستوجب حضور 138 عضوا وهو العدد المطلوب لاكتمال النصاب.
ومن المعلوم ان كثيرا من اعضاء المجلس ومنهم شخصيات برزت الى العمل السياسي اثر سقوط النظام المباد واصبحوا معروفين لدى المواطن من النادر ان يحضروا الجلسات في حين يقضي عدد منهم أيامه في عواصم دول مجاورة وكذلك في عواصم اوروبية. كما ان الملاحظ ان كثيرا من اعضاء مجلس النواب لطالما يفاجئوننا بسفرهم المفاجيء مع كل قضية مصيرية يتم مناقشتها في المجلس وكلنا يتذكر اصرار بعض النواب على السفر الى العمرة في السعودية ايام مناقشة موضوع التصديق على الاتفاقية العراقية الاميركية وكيف تهرب هؤلاء النواب ومنهم اسماء قيادية في احزاب معروفة من المسؤولية ولم يجرأوا ان يعلنوا موقفهم من الاتفاقية بالموافقة او الرفض فخذلوا ناخبيهم الذين يزداد برمهم من البرلمان يوما بعد يوم والذين تخلف اكثر من نصفهم عن المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة، ترى كم سيحضر الى الاقتراع اذا استمر اداء مجلس النواب بهذا الشكل المقرف والخطير.
من المهم الاشارة الى ان تعطيل جلسات البرلمان يجري في ظل مخاوف من تأجيل الانتخابات حذر منها كثيرون في حين حذر آخرون من محاولات تجري من قبل البعض للعودة الى القائمة المغلقة والى القانون القديم لعام 2005. كما يجري ذلك وسط المطالبة بزيادة عدد اعضاء البرلمان الى 323 نائبا ويحق للمواطن التساؤل هنا؛ ومافائدة الاعضاء المضافين إذا كان اكثر من نصف اعضاء البرلمان الحالي هم من المتغيبين دائما واذا كان النصاب لم يكتمل في اي جلسة عقدها البرلمان ومنها الجلسات الحاسمة ولاسيما المتعلقة بتعديل قانون الانتخابات واقراره.
وبغض النظر عن نتيجة التصويت يوم الاحد إذ أجلت جلسة السبت فان المطلوب من اعضاء مجلس النواب العراقي بصفتهم ممثلين لناخبيهم ان ينسجم أداؤهم في المجلس مع اهتمامات ناخبيهم ومع اتجاهات الرأي العام العراقي الذي من الواضح انه قد حدد خياراته وحسمها مع كثير من عمل مجلس النواب الحالي وحكم عليه بالتسبب في إهمال حاجات الناس ومشكلاتهم. وكي لا تنسحب سلبيات العملية السياسية على البرلمان المقبل فان المواطن يتطلع الى قانون انتخابي سليم بعيدا عن التجاذبات الطائفية والقومية والمناطقية وإلا سيظل الجميع يدور ضمن الحلقة المفرغة ذاتها ولن يتحقق اي شيء سوى الامتيازات الجديدة التي تمنح لأعضاء مجلس النواب المقبلين.

#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات