أمجد المصرى
الحوار المتمدن-العدد: 2850 - 2009 / 12 / 6 - 19:18
المحور:
الادب والفن
ذاع خبر القبض على كهيعص و ايداعه زريبة العفايره بعد فعلته الشائنه بحق الحسناء سميدعه بنت الأعكف , و لما علم أبوها و هو على رأس نخله يجنى ثمرها أسرع بالنزول و انطلق مهرولا فى حقول الأعفر حتى وجده , فانبرى يشكره و خر على يده محاولاً تقبيلها , احتضنه الأعفر و كفكف دمعه و طمأنه على سلامة ابنته و أخبره أنه صرفها الى البيت للراحه دون قطع أجرها . رجا الأعكف أن يأمره الأعفر بأى خدمة يؤديها لرد جميله و معروفه , فأجابه الأعفر بأن يحضر بعد الغروب للقائه ب(قهوة مانولى) لأمر يهم كليهما .
بينما كان يتجول الأعفر فى أرضه توجه الى الزريبه و أمر الخفير بإخراج الغرباء القابعين بداخلها , خرج كهيعص و رفيقاه فبادرهم الأعفر قائلاً:إذهبوا فأنتم الطلقاء.
لم يصدق كهيعص ما سمع و رأى , و ظل فاغراً فاه حتى مضى الأعفر الى حال سبيله . و لما لفت هراس انتباه كهيعص و رجاه أن يمتطى الحمار , أسرع كهيعص بالركوب و راح يلكز يعفوراً بعصا سرقها من الزريبه , و هراس يركض خلفهما .
عند الغروب اكتظت قهوة مانولى بأعيان النجع و معهم الأعكف الذى أتى بصحبة الأعفر . و بعد احتساء المشروبات دعاهم الأعفر الى منظرة الدوار حيث فاتحهم فى رغبته الاقتران بالفتاه (سميدعه بنت الأعكف) اذا وافق والدها , تهللت أسارير الأعكف معلناً موافقته و تشرفه بهذا النسب الرفيع,فأوفاه الأعفر مهرها , و بارك الحضور للصهرين الجديدين.
كانت رحلة عودة كهيعص عسيره , إذ كانت الأرض زلقه موحله جرّاء هطول أمطار من السماء الثالثه , مما جعل يعفور المسكين يتعثر فى الوحل و ينهق متألماً من
فرط اللكز و الضربات , وصل ركب كهيعص الى قريته و قد حل الظلام , فهبط كهيعص و أمر الغلام باصطحاب يعفور للمبيت , ثم توجه الى دوار جده داحس ريثما يغتسل و يبدل مابسه و يصلح من مظهره فيتسوك و يكتحل قبل الذهاب الى زوجته بهيجه التى لا تسمح له بالمبيت خارج البيت , و هو الذى لا يجرؤ على اغضابها لأسباب ستظهر فى الجزء التالى .
#أمجد_المصرى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟