جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 2850 - 2009 / 12 / 6 - 15:03
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
كلما ارتفع مستوىالمعيشة و تقدم الانسان و زادت و سائل الترفية كلما قل الوقت المتوفر للاطفال وتدهورت التربية. اقول ذلك و انا اذكر كيف كانت الامهات و العمات و الخالات و الجدات تغني للاطفال و تحكي قصص جميلة وتهمس في الاذان الناعمة و الطفل كان ينظر الى عيون القاصية وهي تحكي حكاية خرافية و يرى تقاطيع وجهها ويشاهد التغيير و الانفعالات فيها لتتقوي و تشتعل قدرة الخيال عنده. قال اينشتاين: الخيال اهم من المعرفة و اني اقول الخيال اهم حتى من العلم لان العلم يعتمد على المعرفة والمعرفة تعتمد على الافكار و الاراء و مصدر الكل هو الخيال لانه ليس للخيال حدود في الزمان والمكان نستطيع بواسطته السفر بسرعة اسرع من الضوء والتغلب على جميع العقبات والخيال غالبا ما يأتي قبل الاختراع .
و لكن كيف نستطيع تقوية الخيال عند الطفل اذا كانت الوالدة و الوالد في العمل طول النهار لا يرجعون الى البيت الا في المساء بعد استنزاف طاقتهم. لا يبقى غير ترك الطفل يتفرج على التلفزيون بعد الروضة . هذا التلفزيون اللعين انتشر في بلدان العالم مثل وباء او طاعون فالعائلة قد تكون فقيرة و لكنها مع ذلك لا تستطيع الاستغناء عن سحرو جاذبية التلفزيون. برامج التلفزيون نزلت مستواها الى الحضيض و الصورالكثيرة تقتل الخيال او تحدده لان الطفل لا يستطيع التخيل اذا سبقته صورة .
المرأة الاوربية الغربية لا تستطيع ان تحكي قصة دون استعمال الكتاب فهي تقوم بشراء كتب تحتوي على قصص الاطفال و صور والطفل لايرى وجهها و عيونها كاملة لان الكتاب حاجز بينهم . غرف الاطفال مملوءة بالكتب و الملاعيب تصبح مملة بعد فترة قصيرة ولا يعرف الطفل ماذا يفعل بها ما عدا القيام بمزق صفحات الكتب كما نراها في قصة الطفل للكاتب الامريكي دونالد بارثيلم (1939-1989). لايجب علينا ان نبدأ بالتعليم و العلم و ترك الخيال يموت مع موت الجدة الحنونة. الطفل ليس بحاجة الى دروس في الموسيقى و اللغات و... قبل الخيال. اناشد الامهات و الاباء التركيز على تطوير خيال الطفل بالاول والتخلص من التلفزيون و الملاعيب الكثيرة لان هذه الاشياء كفيلة بقتل الخيال اذا طغت. قصص الجدة الخرافية هي دروس نستطيع ان نتعلم منها.
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟