|
سجن عدرا وسقوط مفهوم الوطن!!!
شيار محمد صالح
الحوار المتمدن-العدد: 2850 - 2009 / 12 / 6 - 13:58
المحور:
أوراق كتبت في وعن السجن
المصطلحات المقدسة التي تم تلقينها لنا على مر السنين الأخيرة من القرن المنصرم وبداية القرن الحادي والعشرون من قبيل "الوطن، الوطنية، القائد الضرورة، بالروح بالدم، أمة عربية...،الوطن العربي، الامبريالية، الصهيونية، الجولان، لواء اسكندرون، قلعة الصمود والتصدي، سوريا قلب العرب، عرين الأسد وووالخ" من مصطلحات دغدغت عواطفنا ومن أجلها بذلنا وأعطينا الغالي والنفيس حتى أصبحنا كالببغاوات نردد مالا نفهمه عن ظهر قلب وهكذا عمل النظام في سوريا على تدجين شعبه من خلال هذه الأقاويل المتعفة والتي آلت إلى مزابل التاريخ لأنها هي بحد ذاتها من اختراع الإنسان وباتت كالدين ارتبطنا بها من دون وعي وإدراك لكينونتنا وذاتنا المحطمة بالأصل من خلال المناهج والعقائد التي اتبعها النظام البعثي في مراحل الحياة كافة. هذا الدين ومن خلال تلكم المصطلحات المقدسة استمر يحصد الأرواح تحت شعارات وطنية وحب الوطن وأن واجب الصمود هو فرض عين على كل من يعيش ضمن حدود الوطن. الوطن الذي كان عليه أن يحمي مواطنيه من العدو الداخلي قبل العدو الخارجي ولكن بقدرة قادر تحولت أنظار الشعوب فقط وفقط نحو الخطر المحدق والآتي من الخارج وتركنا العدو الداخلي ينهش في كينونتنا وذواتنا على حساب من هو في الخارج وقلنا كل شيء من أجل الوطن والقائد الضرورة. لكن، بعد أن وعينا على ذاتنا وارتسمت على جباهنا سلاسل غدر الدهر أدركنا أن هذه المصطلحات لم تكن سوى دغدغة وأكاذيب وشعوذات يستخدمها النظام حال تعرضه للمسائلة وانكشفت أموره وأحواله ونهبه للوطن والمواطن. وأن كافة الشعوب عانت هذا الأمر من لدن النظام الحاكم من دون استثناء وأن هذا النظام الشوفيني الأسدي لم يفرق بين عربي وكردي وسني وشيعي وعلوي ودرزي فالكل بالنسبة له ٍسواسية حينما يقولون له "لا" و"كفى". نعم، كيف لأحد الجرأة بأن يقول للقائد الضرورة الذي هو بنفس الوقت ظل الله والرب على الأرض وكأننا نعيش في زمن الآشوريون والرومان قبل الميلاد بآلاف السنين حينما كان العبد يقتل بمجرد النظر إلى ظل الله على الارض. وهذا ساري المفعول حتى راهننا في منطقتنا الشرق أوسطية مع تغير فقط بأسماء الألهة من صرغون وضحاك وآشوربانيال ووو إلى الأسد الأب ومن ثم الإبن فلا فرق البتة بين عقليتهم فهي واحدة وهنا يتحقق ديالكتيك التاريخ بأن المستقبل هو امتداد التاريخ بنفس الوقت. مع تطور الحياة وأساليبها ومناهجها ومعاييرها تطورت البشرية أيضاً ولكن الظاهر أن حكامنا في المنطقة لا يدركون أن الشعوب هي أيضاً تتطور وليس فقط التقنية والتكنولوجيا والمعلوماتية، فحين يهب الانسان للدفاع عن حقه ويقدم الغالي والنفيس في هذا القرن ينبغي إدراك ما يريده وعدم التقرب بلا مبالاة وكأننا نعيش في كوكب آخر. فشبابنا المناضلين الذين قالوا "لا" لملوك يعملون من ذاتهم ظل الرب على الأرض فإنهم بذلك يبغون حياة أفضل وأن يعيشوا كبشر أسوة بباقي خلق الله في أرجاء المعمورة. المناضلين في سجن عدرا أثبتوا للصديق قبل العدو وأرسلوا رسائلهم للجميع بأن إرادة الإنسان أقوى من كل جبروت الألهة والنظم الحاكمة والمتسلطة على رقاب الشعوب وكذلك أقوى من العقائد الأيديولوجية المتزمتة والضيقة لبعض من يدعون الانحياز الايديولوجي من كردنا ورؤساء دكاكينهم الذين تركوا الوطن وراحوا يتسولون هنا وهناك في حانات أوروبا أو في الدور التي قدمت لهم كمنحة في كردستان الحرة إرضاءاً لخدماتهم وصمتهم عما يحدث في باقي أجزاء كردستان في كان في تركيا أو في سوريا وإيران. فالسكوت فقط وعدم رفع صوت التنديد والقيام ببعض الفعاليات والنشاطات المنددة بتقربات النظم الحاكمة هو إعلان وصك على موافقة أصحاب ورؤساء حانات ودكاكين الأحزاب الكردية التي أعمتها حفنة من المصالح الشخصية في الوقوف ضد هذه الهجمات التي يتعرض لها شعبنا ومناضلينا في أجزاء كردستان الأخرى. فمن أجل كركوك على أساس أنها قلب كردستان وكذلك شنكال ومخمور وباقي المناطق ينتفض الكرد في كافة المدن الكردستانية في الأجزاء الأربعة من آمد وديرسم وماردين ومهاباد وسنة وقامشلو وعفرين وكوباني وكذلك في المهجر يعلنون تضامنهم مادياً ومعنوياً وبشرياً من أجل الدفاع عن هذه المناطق ويتطوعون مقاتلين أشداء من أجل الدفاع عنها، لكن مع الأسف في حين يتعرض شعبنا في باقي الأجزاء من كردستان إن كان في قامشلو وعفرين وكوباني وآمد وماردين ومهاباد لا نرى ولو بيان تنديد وشجب من حكومتنا الكردية في اقليم كردستان ولو كتحصيل حاصل كتأييد لهم وعن مقاومتهم من أجل حياة حرة كريمة. فهنيئاً لمناضلينا الذين يناضلون بمعداتهم الخاوية وإرادتهم الفولاذية في سجن عدرا وكذلك في السجون الإيرانية والسجون التركية ببعض هكذا قيادات كردية مشتتة والتي لا همّ لها سوى مصالحها الآنية وغير المتفقة على القاسم المشترك الأصغر من العملية الوطنية والاتفاق الوطني. نعم سقط مفهوم الوطن من قلبنا ومن أعيننا ولن نفديه بالروح والدم إن هو لم يصون كرامتي وهويتي وحريتي. فما معنى الوطن حينما يأخذ كل شيء ولا يقدم أي شيء، هنا ينبغي علينا مراجعة الذات ولو قليلاً كي نعي من أجل ماذا ولماذا ومتى وكيف ولمن نقدم أنفسنا ضحايا وقرابين على مقصلة الحرية. إن كان من أجل وطن يحترم أبناءه ويصونهم ويحفظ لهم ماء الوجه حينها يمكن فعل كل شيء وتقديم كل شيء فداءاً لهذا الوطن ولكن إن كان العكس والذي أقدمه سيكون خدمة لشخوص ولبناء إماراة حزبية شخصية فحينها سأقول ومع كل أسف أنني ضد هذا الوطن ولن أقدم له أي شيء. في النهاية وبينما أتصفح نعمة الله على بشره أي الانترنيت استوقني خبر طريف جداً وراح قلبي يبكي ويذرف الدم على ما نحن فيه. الخبر منشور على موقع العربية نت في 999 - 099 وسوف انقله حرفياً: "دعا الرئيس التايواني ما ينج جيو الأحد 6-12-2009 إلى معاملة الكلاب بإنسانية، وسط تزايد التقارير حول إساءة معاملتهم في البلاد. وقال الرئيس في خطابه الأسبوعي المكتوب على الإنترنت "في عام 1998 أقرت تايوان قانون حماية الحيوانات البرية. ورفع مجلس الزراعة عقوبة من يسيء معاملة الكلاب إلى دفع غرامة مليون دولار تايواني (30 ألف دولار) والسجن سنة واحدة". ولكنه قال إن الإساءة للحيوانات بما في ذلك نشر مقاطع فيديو أو صور على الانترنت تعرض مشاهد للتعدي على الكلاب والقطط أمر شائع. وأوضع الرئيس التايواني أن "مالك الحيوان الاليف المسئول عنه لابد أن ينظر إليه كفرد من عائلته ويعتني به حتى إذا كان الحيوان مسنا أو مريضا حتى ينفق". وجدير بالذكر أن العديد من التايوانيين يؤثرون شراء الكلاب ولكن يهجرونهم عندما يتقدم سن هذه الحيوانات أو تصاب بالمرض. وترسل بعض منظمات حماية الحيوان الكلاب المهجورة أو التي تعرضت للمعاملة السيئة إلى الولايات المتحدة لترعاها أسر هناك. وقالت "مؤسسة تايوان لإغاثة الحيوان" إنها نقلت 1110 كلاب إلى الولايات المتحدة جوا منذ عام 2005 . http://www.alarabiya.net/articles/2009/12/06/93313.html نعم، رئيس دولة يتاشد شعبه بأن يعاملوا الكلاب معاملة جيدة بعيدة عن التزلف والتكبر وإلا السجن والغرامة سوف تردعهم عن أفعالهم تلك، ولكن في دولنا دعك من الكلاب والحيوانات السائبة الأخرى فإن البشر لا ينظر إليهم كبشر ولا حتى كحيوانات. وأرجوا من كل قلبي أن يقرأ هذا الخبر كافة رؤساء أنظمتنا المتسلطة في المنطقة وكذلك بعض رؤساء أحزابنا الكردية ولن أشمل الكل كي لا أكون سوداوياً أو مطلقاً لأننا نعيش زمن النسبية وآينيشتاين وأن زمن نيوتن قد ولى، حينها قد تنفع الذكرى.
#شيار_محمد_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سينما عامودا وفتاحيان وشيركو مورافي!!!
-
سوريا وسجن عدرا والمقاومة حياة!!!
-
تحية لرسل السلام في كردستان
-
مقال
-
شنكال، ضحية التعصب القوموي الشوفيني!!
-
قفزة 15 آب وخمسة وعشرون عاماً والكرد يقولون -كفى-!!!
-
قامشلوا، مدينة العشق الأبدي، ولو كره المنافقون!!!
-
رفض إعدام شخص لكنه وافق على إعدام ثورة وشعب!!! الطالباني إنم
...
-
الكرد والإتفاقيات التركية – الأمريكية
-
نظرة لزيارة المالكي لأنقرة وما تمخض عنها؟؟؟
-
النظام السوري وخنجر الحزام العربي والكرد
-
كي لا تفوتنا الفرصة!!!
-
هل حان الوقت لعقد كونفرانس قومي كردستاني؟؟؟!
-
ديمقراطية اللكمات في البرلمان التركي
-
هولير لا تحزني، إنه ليس إلا مخاض ولادة!!!
-
وماذا إذا أعلن العمال الكردستاني الحرب؟؟؟!
-
إذا كانت الحرية ستأتي بقتل طفل بريء فاللعنة على تلك الحرية..
...
-
الكرد بين بيكر – هملتون وكيسنجر – أردوغان؟؟؟!
-
نداء للمحامين الكرد.. إرفعوا دعوى ضد غول؟؟؟!
-
هل ستستفيد تركيا من مبادرة حزب العمال الكردستاني...!!!
المزيد.....
-
بايدن يدين بشدة مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت
-
رئيس وزراء ايرلندا: اوامر الجنائية الدولية باعتقال مسؤولين ا
...
-
بوليتيكو: -حقا صادم-.. جماعات حقوق الإنسان تنتقد قرار بايدن
...
-
منظمة حقوقية تشيد بمذكرات التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائي
...
-
بايدن يعلق على إصدار الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق نتني
...
-
وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وجالانت لأ
...
-
كندا تؤكد التزامها بقرار الجنائية الدولية بخصوص اعتقال نتنيا
...
-
بايدن يصدر بيانا بشأن مذكرات اعتقال نتانياهو وغالانت
-
تغطية ميدانية: قوات الاحتلال تواصل قصف المنازل وارتكاب جرائم
...
-
الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
المزيد.....
-
١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران
/ جعفر الشمري
-
في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية *
/ رشيد غويلب
-
الحياة الثقافية في السجن
/ ضرغام الدباغ
-
سجين الشعبة الخامسة
/ محمد السعدي
-
مذكراتي في السجن - ج 2
/ صلاح الدين محسن
-
سنابل العمر، بين القرية والمعتقل
/ محمد علي مقلد
-
مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار
/ اعداد و تقديم رمسيس لبيب
-
الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت
...
/ طاهر عبدالحكيم
-
قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال
...
/ كفاح طافش
-
ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة
/ حـسـقـيل قُوجـمَـان
المزيد.....
|