أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مازن لطيف علي - مروة كريدية: المعارضة لا تعني الطمع بالسلطة لان مفهوم الدولة مرتبط بالتداول أصلا















المزيد.....

مروة كريدية: المعارضة لا تعني الطمع بالسلطة لان مفهوم الدولة مرتبط بالتداول أصلا


مازن لطيف علي

الحوار المتمدن-العدد: 2849 - 2009 / 12 / 5 - 22:22
المحور: مقابلات و حوارات
    


ترى الكاتبة والباحثة في الاجتماع السياسي مروة كريدية إن مبدأ المواطنية بما يحمله من مضامين ديموقراطية حديثة، تشكَّل مع ظهور العلمانية وهو يستند اليها بشكل مباشر، وبما أن معظم الدول العربية تتعاطى بحساسية بالغة مع موضوع العلمانية، لا سيما في أوساط المؤسسات الدينية، فإنه بطبيعة الحال يبقى مفهوم المواطنية غير واضح المعالم ، لذلك تظهر صور التناقض الصارخة في المجتمعات العربية لا سيما تلك التي تتشكل من تعدديات دينية او عرقية مثل لبنان والعراق وغيرهما، حيث تلعب الطائفية السياسية الدور الأبرز في بنية النظام السياسي فيهما .. مروة كريدية كاتبة لبنانية تعمل باحثةً في الانتربولوجية، من مواليد بيروت عام 1974، عملت منذ أواسط التسعينيات في العديد من المراكز الثقافية والعلمية، ولها العديد من الدراسات والمقالات العلمية والاعمال التشكيلية.
شاركت في العديد من المؤتمرات والندوات العلمية والثقافية العربية والدولية. درست في الجامعة اللبنانية وتخرجت منها عام 1996، كما حصلت على البكالوريوس من الجامعة الإسلامية في بيروت من العام نفسه.
شاركت في أعمال حوار الأديان واللاهوت المقارن، كما نشطت في الميدان الثقافي في العديد من المؤسسات الفكرية.
تعمل كاتبةً متعاونة مع بعض الصحف الخليجية والمجلات العربية في ميدان القضايا الثقافية والدراسات، ولها العديد من الخواطر الشعرية والأعمال التشكيلية.. كان لنا مع الكاتبة والباحثة اللبنانية في هذا الحوار :



# لماذا يعاني المثقف العربي من صعوبة فهم الاصلاح السياسي ، بل أنهُ ، في بعض الاحيان يقف بالضد منه كممارسة انسانية وآلية ادارية في الحكم؟

ان إشكاليات المجتمع تنعكس عادة عبر كل الطبقات المجتمعية بما فيها المثقفين أنفسهم ، ان مفهوم الإصلاح غير واضح في معظم الدول "المتأزمة " (وليس العربية فقط) ، و لا يمكن ان نتكلم عن الإصلاح السياسي بمعزلٍ عن اصلاح سائر مؤسسات المجتمع الأخرى .. أتساءل :كيف سيكون اصلاح سياسي في ظل فساد إداري ؟ وكيف نرتقب وعيًا وطنيًا وسياسيًّا و الكتب التعليمية في مدارسنا مازالت تحض على كراهية الآخر؟ وكيف لنا أن نتكلم عن انتماء وطني في وقت الهوية الوطنية غائبة وولاءات الناس لطوائفهم وعشائرهم لا لبلدهم ... نعم لازال مفهوم الوطن غائبًا ... وللأسف كل يغني على ليلاه ويقدم "اصلاحا" يتماشى مع مصالحه "ومكاسبه الطائفية والانتخابية لا سيما في الدول التي تتشكل من نسيج اجتماعي متنوع .

# فهل المواطن العربي لا يعرف أبعاد مواطنيته وهل مفهوم الوطن غائب ؟ كيف ترين هذه العلاقة الجدلية بين الشعب والساسة؟
لا يزال مفهوم المواطنية في الدول العربية مفهومًا "هلاميًا" تحيط به الضبابية الكثيفة ، فالمفاهيم تتكون وتتبلور عبر تراكم التجارب الإنسانية، وهي تخضع لقانون تطور المجتمعات والثقافات، وهي ترتبط بشكل مباشر و عضوي بمنظومة القيم والأعراف السائدة فيها ، علاوة على بنية النظام السياسي الخاص بكل دولة ومجتمع .
إن مبدأ المواطنية بما يحمله من مضامين ديموقراطية حديثة، تشكَّل مع ظهور العلمانية وهو يستند اليها بشكل مباشر، وبما أن معظم الدول العربية تتعاطى بحساسية بالغة مع موضوع العلمانية، لا سيما في أوساط المؤسسات الدينية، فإنه بطبيعة الحال يبقى مفهوم المواطنية غير واضح المعالم ، لذلك تظهر صور التناقض الصارخة في المجتمعات العربية لا سيما تلك التي تتشكل من تعدديات دينية او عرقية مثل لبنان والعراق وغيرهما، حيث تلعب الطائفية السياسية الدور الأبرز في بنية النظام السياسي فيهما .

# نرى دوما ان القوى المعارضة هي التي تتبنى مشاريع تصفها بالاصلاحية في حين تأخذ السلطة دور المدافع ، ماهي المعارضة من وجهة نظرك ؟

السلطة الحاكمة في دولنا عادة تعمل على عدة محاور لإعادة انتاج نفسها من جديد مستخدمة كل الوسائل الممكنة، والاصلاح بالنسبة لها يعني السماح "لمن تصفهم بأنهم "أعداءها " بالمشاركة في السلطة وهو أمر لا يريحها بحالٍ من الأحوال، والمفارقة العجائبية في بعض الانظمة انها "تخترع معارضيها " فتتخذ في العلن شكل "معارضة " غير انها تكون في الحقيقة صنيعة النظام نفسه !
والأعجب من ذلك هو اننا نجد احيانا ان شركاء النظام "الفاسد " والذين واكبوه وأيدوه عشرات السنين ينقلبون بليلة وضحاها الى "أشراف نزيهين " ويتحولون الى "معارضة " ويتخذون من الدول الغربية مقرا وينادون بالحرية والديموقراطية في وقت كانوا هم انفسهم أداة قمع استخدمها النظام سنين طوال !
اما على صعيد العلاقة الحالية بين المواطن بالسلطة فهي علاقة مأزومة تاريخيا، ومفهوم المعارضة مرتبط في الاذهان بالطامعين، وهو مفهوم خاطئ ، علما ان المعارضة في الدول العصرية لا علاقة لها بالطمع على السلطة، فالمعارضة في الدول الحديثة هي جزء من مكونات المنظومة الديموقراطية والعمل المؤسساتي الذي يضمن الحق القانوني للمواطن بالمسائلة والمحاسبة على المشاريع التي تتبناها الحكومة ، ومعالجة قضايا الرشوة والهدر والفساد .. فالمعارضة لا تعني الطمع بالسلطة لان مفهوم الدولة مرتبط بالتداول أصلا .

# تكلمتي عن محاولة السلطة السياسية اعادة انتاج نفسها ما هي الوسائل التي تتبعها وما هو مكان النخب في هذه المسألة ؟
السلطة السياسية عادة تسعى جاهدة الى السيطرة المباشرة او غير المباشرة على صُنّاع "الرأي العام" ، فتعمل على استقطاب طبقة من "مثقفي البلاط" و"فقهاء السلاطين " و"قضاة القصور " و "اعلاميي الديوان "...وهم الذين عادة يشرّعون لها ممارستها وفسادها ويضعون الايديولوجيات اللازمة لاستمراريتها ويطبلون لها ويزمّرون ... فتصبح ممارسة العنف في السجون ضد الشعب نوع من "محافظة على الامن " ...وتشرعن عملية سرقة أموال الشعب بجداول تدخل الميزانيات بمسميات غيرمفهومة ولا معلومة ، كما تعمد الى اساليب غير مباشرة "بشراء" الافراد والولاءات والجماعات ووسائل الاعلام ... وتكريس صورة "الزعيم " في رأس الجيل الجديد بشكل يقدم فيه السياسي الحاكم وأدائه على انه هبة من السماء منزه عن الاخطاء والعيوب والنقائص وان انجازاته "العظيمة " لا تتحق الا من خلال اسطورته الحكيمة !
# ألا تجدين ان صورة الزعيم الواحد تجاوزها الزمن ؟ بعد سقوط وانهيار نماذج الشخص الواحد ؟
استعرض كافة الدول العربية من المحيط الى الخليج لكل مجموعة منها "رمز" تمجده سواء كان هذا الرمز يخص طائفة او مذهب او تيار او رئيس او شيخ او كاهن... وكأننا أمم لا نستطيع ان نعيش بدون آلهة الارض العقلية السائدة في المجتمعات غير قادرة على التحرر من أسر "الزعيم" ! فحتى لو شتمت الشعوب "زعيما او طاغية" وساهمت في سقوطه وانهياره فإنها تستبدله "بزعيم " آخر يكون اشد بأسًا واشد تنكيلا!العقلية لا زالت غير حرّة !

وهذه الصورة "الصنمية الواحدة" تغيرت في بعض شكليتاها وغدت أكثر "حداثة ومعاصرة" الا ان مضمونها مازال قائمًا ، بطبيعة الحال الصورة تغيرت عن ستينيات وسبعينيات القرن الماضي بسبب انتشار وسائل الاتصال بحيث بات من الصعب اخفاء الممارسات القمعية العلنية ، وبعد ان كان القمع مباشرًا بات مركبّا ومقنّعا وأكثر خبثًا وأكبر ضررًا .
فقد امسى الفساد متفق عليه تحت شعارات فاضلة او مسميات "حكومة وحدة وطنية" والبرلمانات اصبحت عبارة عن منتديات لتحقيق المكاسب والمصالح الفئوية، ومكان جيد لاقتسام الكعكة على قاعدة "رزمة ليّ ورزمة لك "، وما السجالات التي تدور في بعض البرلماناتت الا عبارة عن مسرحية للحفاظ على "التوازن" اي على حجم قطع الكعكة المقسمة، و يسقط القناع عادة مع اقتراب "الانتخابات " حيث تظهر القوى بوجهها الطائفي الحقيقي بعد ان تكون قد تغنت بالوطنية ردحا من الزمن !

# اين الوعي السياسي عند اذن ؟ وكيف يكون الاصلاح ؟
مازال "الوعي السياسي" ومفهوم المجتمع المدني غير واضح في الأذهان وما زالت التصنيفات العنصرية هي السائدة : هذا شيعي والاخر سني وهذا ارثوذكسي والاخر صابئي وهذا ماروني والاخر بروتستانتي... وهذا من العشيرة تلك وذاك من قبيلة أخرى... وهذا كردي والاخر فارسي ... وعليه فإننا نجد ان انتماء معظم الافراد في دول المنطقة هو انتماء ضيق اما لعائلة حاكمة واما لحزب او او لعرق او لطائفة او لمذهب مع ما يرافق ذلك من عنصرية تُرتكب بحق من يُصنف على انه مختلف ، والطائفية مكمن الفساد .
إن عملية إصلاح الخلل، لا تتم الا من خلال قرار شعبي وسياسي جاد، وارادة اصلاح حقيقية، تبدأ من إصلاح الدساتير الجامدة وإعادة تأويل النصوص، فمَشروعية النصوص الموجودة حاليًّا عليها مئة علامة استفهام ، وهي تحتاج الى تفكيك نقدي جاد وعملية إصلاح جذرية؛ و التأسيس الحقيقي لديموقراطية ترتكز على الحرّية ،وعلى رأسها حرّية الفكر و التعبير والمعتقد، وتهيئة المناخات الثقافية التي تسمح بالتعددية الفكرية الثقافية وتعايشها ..






#مازن_لطيف_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غادا فؤاد السمان : خالفت العُرف والمألوف والمُعتاد الذي تدخل ...
- يهود اليمن
- الفنان التشكيلي سيروان شاكر عقرواي : الفن التشكيلي العراقي ك ...
- جمهورية مهاباد الكردية .. نجاحها وفشلها
- النشاط الاقتصادي ليهود العراق 1917_1952
- د. عبد الخالق حسين : الجهات المعادية للعلمانية هي المهيمنة ع ...
- الصحف اليهودية العراقية في ثلاثينيات القرن العشرين
- الشاعرة المغربية فاطمة الزهراء بنيس :لا شعر بدون حدس و خيال ...
- الشاعر صلاح حسن: الشعر يخاطب الأحاسيس والرواية تخاطب العقل
- القاص والروائي سعد محمد رحيم: المثقف الآن هو فاعل اجتماعي يد ...
- رشيد الخيون : هناك أكثر من سبعين آية قرآنية أشارت إلى العلما ...
- الروائي المبدع برهان الخطيب:المثقف يغني في غابة سبطانات
- سلامة كيلة : في الوطن العربي لازال -العقل الماركسي- يلوك مخز ...
- العراق بين الحربين .. رسائل ضابط انكليزي
- الجنابي وكتابه (هادي العلوي – المثقف المتمرد!)
- أحمد عبد الحسين .. شكراً لك ياصديقي لأنك جمعتنا في موقف واحد
- الحقيقة والسراب .. قراءة في البعد الصوفي عند أدونيس
- يهود كُردستان
- قاسم محمد الرجب.. شيخ الكتبيين العراقيين
- اليهود في العراق 1856 1920 ودورهم في الحياة السياسية والاقت ...


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مازن لطيف علي - مروة كريدية: المعارضة لا تعني الطمع بالسلطة لان مفهوم الدولة مرتبط بالتداول أصلا