|
الصراع الطبقي
محمد بوزكَو
الحوار المتمدن-العدد: 2849 - 2009 / 12 / 5 - 22:22
المحور:
كتابات ساخرة
يعد الصراع الطبقي أو صراع الطبقات المحور الأساس في النظرية الماركسية والفكر الاشتراكي عموما، هذا الفكر يسعى لبناء مجتمع يذوب فيه الفرق بين الطبقة الغنية ونقيضتها الفقيرة عبر تحقيق مجتمع عادل تتوزع فيه الثروة توزيعا عادلا إما عبر خيار النضال الديمقراطي أو عبر خيار الكفاح المسلح... وهناك من يعزي ظهور هذا الفكر لابن خلدون الذي أسس نواة علم الاجتماع ودافع من خلاله على الطبقات المحرومة، بل وهناك من ذهب ابعد من ذلك واعتبر أن القرآن سبق وأن أشار للموضوع حينما تحدث عن المحرومين والمسرفين داعيا إلى إعادة التوازن في المجتمع... باراكا عليكم هاذ الشي ديال النظري... لندخل كَود للتطبيق والممارسة... فلا نظرية بدون ممارسة حسب ماركس نفسه... لنُسقْسي عن الصراع الطبقي عندنا؟ ولكن قبل ذلك... ما هي الطبقة؟؟؟ الطبقة قد تعني مجموعة بشرية تربطها مصالح معينة وتنقسم عادة إلى طبقة فقيرة وأخرى غنية، وقد تعني الطبقة مفرد عمارة وتتكون أساسا من اسمنت وحديد وياجور أي وسائل البناء الطبقي... الطبقة الفقيرة والطبقة الغنية وحتى الطبقة الحرشة معروفين عند المخزن... لأننا كما قلنا كانتا في صراع مصلحي منذ القديم... طبقة مرفحة وطبقة حازقة... طبقة حرشة وطبقة ناعمة... والحقيقة فصراع الطبقات لا زال مستمرا بل وبشكل عنيف... وفي مغربنا يزداد عنفا... طبقة في ترفحها تزداد ترفحا وطبقة في حزقتها تزداد حزقا... لكن عندنا في ناظورنا للطبقة تعريف آخر... وللصراع الطبقي مظاهر أخرى... فالطبقة عندنا تتحدد عبر استيفاء شروط محددة... كالاستيلاء على أكبر قدر من الأراضي باستعمال عملية الضرب والضرب المضاد أو ما يسمى بالمضاربة على المناصب من أجل المضاربة على العقار والنصب عليه... ويتحدد أيضا بالرخص الممنوحة من أجل الحق في المضاربة... كما يتحدد بالطبقة نفسها، هل هي للسكن الاقتصادي أم للسكن الترفيهي أي النشاط... وغالبا ما تتحدد ملامح الصراع الطبقي لدينا أيضا بخيار السلاح أو التسليح... أو ما يعرف بالاسمنت المسلح... أي نسبة تسليح الاسمنت بالحديد المعتمد في بناء الطبقة وإنباتها... فالطبقة عندنا تسلح بالاسمنت من أجل الصمود وضمان الاستمرارية... وإذا كان اليسار في العالم وفي المغرب قد ناضل وأفنى سنوات في سبيل تحقيق مجتمع بدون طبقات... فنحن هنا في الناظور أسسنا نظرية جديدة في هذا المجال، سرعان ما أخرجناها للتطبيق وأتت أكلها، وهي نظرية تعتمد على البناء... بناء الطبقات... عبر بناء نسق بالياجور الأحمر مرصوص بالاسمنت المسلح وقضبان من فئة 12 على أرض تم تحريرها أو انتشالها من نزاع بين الإخوة الأعداء أي الورثة... هذا النهج أفضى إلى فك نزاعات عائلية وإخماد نيران صراعات أسرية، كما أدى إلى تنقية المدينة من الأشجار والنبات التي توسخها بعد إزالتها وغرس مكانها علبا إسمنتية تسمى طبقات... لذلك فنظريتنا تكرس مفهوما مخالفا يسعى لتحقيق أكبر عدد ممكن من الطبقات في أفق تعويم المدينة بالطبقات للقضاء على الصراع الطبقي وتشكيل ما يسمى بالمفاهمة الطبقية... نظريتنا نحن أحدثت ثروة كبيرة وثورة تاريخية فالصراع الذي كان محتدما عبر التاريخ بين طبقتين اثنتين وضعنا له حد نهائي بعد أن صرفنا الطبقتين وخلقنا أجناسا بشرية تملك لوحدها عشرات الطبقات أفقيا ومثلها عموديا... والحمد لله واللهم لا حسد... وهذا ما يعرف بإغراق السوق للتساوي في الحقوق... ومن هذا التفكير تشكل ما يعرف بالانتحار الطبقي... أي من لا طبقة له ينتحر طبقيا وهو تكتيك آني ينبني على القفز من أعلى الطبقة للأسفل مباشرة نحو الأرض المسطحة ليسطح معها رأسه ويتحول لجثة هامدة منتحرا بذلك طبقيا تحقيقا لما هو استراتيجي: القضاء على الحزقة بالقضاء على الحازقين... والجديد في صراعنا الطبقي هو انخراط الفئات المتعلمة فيه بشكل مباشر... أطباء، موظفين ورجال تعليم وحتى رجال سلطة... الكل تحول إلى طاشرون، يضرب ويضارب، يبني ويعلي، يشتري ويبيع... وبذلك بدل أن يضرب الطبيب على المريض تحول إلى مضارب على العقار، كما تحول الموظف والرجل التعليم من مضربين عن العمل إلى مضاربين على أشبار... ورجال السلطة بدل أن يضربوا التحية يضاربون هم أيضا على حقهم... من أجل ماذا؟؟؟ من أجل طبقة واحدة فطبقتين... وطبقات... والله يعز الصراع الطبقي... ويبقى الأكيد أن ماركس لو خلق في الناظور لغير مفهوم صراع الطبقات للصراع من أجل الطبقات... ولغير وسائل الإنتاج باعتماد الاسمنت بدل المنجل وبدل المطرقة ياجورا... وبدل أن يخاصم طبقتين يصالح شعب بإقناعه بالانتحار الطبقي... ومن نتائج الصراع الطبقي على مدينتنا... تنعنع الطبقات وذبول الثقافات... وارتفاع ثمن الاسمنت والياجور والكوليستيرول... رحيل البلدية من دار البلدية لتسكن العمارة الطبقية... وتعويض قوة السواعد بالقوات المساعدة... و....ورحيل الضمير...
#محمد_بوزكَو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أن نكون نينيين أو لا نكون
-
الشتاء قادمة بِدْجْوارو والشَّفْشافْ1...
-
أمازيغ 00 سكر
-
الحصلة الأمازيغية بين متزحلق ومنزلق
-
العرب و...
-
اِحْضوا أنفسكم (اِحترسوا) إنهم يضربونها...
-
رمضان وإعادة جدولة الشهوة
-
ممحاة لمحو الجهل بمحو الأمية
-
إيْ اِتْشْ وانْ إن وانْ... و الدَمْعُون
-
طير يا حْمامْ
-
اللغة والبكاء...والإنصاف
-
انتخابات.. ولا أصوات
-
الكذب على الذات
-
الرقص على لغتين
-
تعريب السحور ..
-
أَيور وشهر أيار... وباسل.
-
أكوام عظم في الأرض.. واِثْري* في السماء
-
ختان المرأة بالمركب الثقافي بمناسبة عيد المرأة
-
أني كتبتُكِ وقرأتُكِ غدا...
-
الرابطة المنحلة... فكريا
المزيد.....
-
وفاة عملاق الموسيقى الأمريكي كوينسي جونز عن عمر يناهز 91 عام
...
-
شيماء سيف: كشف زوج فنانة مصرية عن سبب عدم إنجابهما يلقى إشاد
...
-
فيلم -هنا-.. رحلة في الزمان عبر زاوية واحدة
-
اختفى فجأة.. لحظة سقوط المغني كريس مارتن بفجوة على المسرح أث
...
-
رحيل عملاق الموسيقى الأمريكي كوينسي جونز عن 91 عاماً
-
وفاة كوينسي جونز.. عملاق الموسيقى وأيقونة الترفيه عن عمر 91
...
-
إصابة فنانة مصرية بـ-شلل في المعدة-بسبب حقن التخسيس
-
تابع الان مسلسل صلاح الدين الأيوبي مترجمة للعربية على قناة ا
...
-
قصيدة عامية مصرية (تباريح)الشاعر مدحت سبيع.مصر.
-
الكاتب الجزائري الفرنسي كمال داود يفوز بجائزة غونكور الأدبية
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|