|
احداث الصعيد وشبهة التشابه
بولس رمزي
الحوار المتمدن-العدد: 2849 - 2009 / 12 / 5 - 14:14
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
في كل من ديروط وملوي وفرشوط روعوا الامنين من الاقباط وحرقت ممتلكاتهم ونهبت ثرواتهم وحرقت ودمرت اماكن عباداتهم والدوله ودن من طين والتانيه من عجين ولاهم سوي لاحداث مباراة الجزائر وتبعاتها بالرغم من ان ماحدث في الخرطوم هو نتيجه طبيعيه لتقصير اجهزة الدوله الا ان كل هذا الترويع الذي تعرضت له الجماهير المصريه في الخرطوم لا يرقي الي واحد في المائه مما يتعرض له اقباط مصر من ترويع في صعيد مصر لكن المؤلم لم يكن هذا الترويع علي ايادي الجزائريين او السودانيين بل الذين يروعونهم هم اخوتهم وشركاؤهم في الوطن من المسلمين ولمناقشة هذا الموضوع من خلال محورين رئيسيين هما:
اولا- شبهة التشابه ثانيا - سياسة الكيل بمكيالين
ولمناقشة هذين المحورين علينا اولا توصيف المشكله وتوضيح الكثير من المتشابهات الغريبه في هذا الموضوع وكذلك الامر سياسة الكيل بمكيالين التي تمارسها الدوله عندما يكون فيها الطرف المتضرر هو الطرف القبطي
اولا – شبهة التشابه
مما لا شك فيه هناك العديد من علامات الاستفهام حول تشابه تلك الاحداث وترابطها بشكلا غريبا ومريبا يدعو الي التامل والتفكير كثيرا حول تلك الاحداث ومن بين هذه التساؤلات :
1- التشابه الاول : عندما نبحث عن اسباب تلك الاحداث المؤسفه التي تعرض لها الاقباط في كل من ديروط وملوي وفرشوط نجد ان السبب واحد وهو علاقه بين شاب مسيحي وفتاه مسلمه - اليس هذا الامر غريبا ان تظهر مثل تلك العلاقه علي فترات متلاحقه وبالذات في صعيد مصر المعروف عنه الحميه والغيره العنيفه علي الشرف ؟ ولماذا هذا التوقيت بالذات؟ وهنا لابد من الاجابه عن هذه التساؤلات وغيرها:
أ- هناك مخططا كبيرا لادخال مصر في متاهة الفوضي الطائفيه ومن المعروف للجميع داخل وخارج مصر ان اهالي الصعيد لديهم بعض القيم والمفاهيم الخاصه بهم التي تصل الي حد القتل فيما يعرف بجرائم الشرف وفي الغالب تقتصر الجريمه علي اهل الفتاه التي ارتكبت الفعل الفاحش لكن عندما تكون الفحشاء بين مسلمه وغير مسلم فان الجريمه هنا تتحول من جريمة شرف ارتكبت في حق اسرة الفتاه الي جريمة شرف ارتكبت في حق كل مسلمي القريه وتثير حفيظة جميع اهالي القريه سواء كانوا متعلمين او اشباه متعلمين او رجال دين او حتي رجال القانون انفسهم فالجميع يثارون ويستنهضون للزود عن كرامتهم التي اهدرت بين احضان هذا الشخص الغير مسلم وبالتالي تم استغلال علاقة مدبره لبنت ساقطه اخلاقيا من اجل استدراج شاب قبطي ساقط اخلاقيا لاستخدامها كذريعه لاستنفاراهالي القريه المسلمين لمعاقبة اقباط القريه جميعا عن جرما لم يرتكبوه بل ارتكبه شاب فاسد مع فتاه فاسده والاثنان لايمتان بصله للاسلام او المسيحيه لان من يرتكب هذا الجرم لايمكن ان يكون مسيحيا او مسلما لكن تركوا فجور البنت وهروب الشاب وانتقموا من كل الابرياء في القريه ومن ممتلكاتهم ومشروعاتهم وكنائسهم والغريب في الامر فاننا نجد ان هناك منشروات توزع في القريه وعندما قرات احد تلك المشروعات تبين لي ان هناك يدا خفيه تلعب في الداخل المصري لانه لايمكن لاهالي قريه بسيطه يسكنها بسطاء ان يكتب مثل تلك المنشورات التي من اسلوبها يتضح لك انه اسلوب الاخوان المسلمين التحريضي ب- اما بالنسبه للتوقيت فقد سبق للسيد هيكل المتحدث الرسمي لهؤلاء المحرضون بان مصر بالتاكيد سوف تشهد فوضي عارمه اذا لم يؤخذ بمقترحاته ونصائحه وهذه بشائر الفوضي العارمه التي بشرنا بها السيد هيكل علي صفحات جريدة المصري اليوم
ج – تكرار الاحداث في كل من ديروط وملوي وفرشوط بنفس السيناريو الامر الذي يؤكد لنا ان تلك الاحداث مدبره ومخطط لها سلفا وليست احداثا عشوائيه بل هو سيناريو محسوب
د – لماذا يكون الاقباط ضحايا هذه الفوضي ؟ لانهم يعلمون جيدا ان أي حادث ضد الاقباط سوف تتناوله وكالات الانباء وسوف يضع الدوله في حرجا دوليا كبير ودائما وابدا يستخدمون الاقباط كورقة للضغط فالجميع يستخدمون الاقباط ورقه للضغط بمافيهم الحكومه المصريه ذاتها حتي الاداره الاريكيه تستخدم الاقباط كورقة ضغط
2 – التشابه الثاني : الاحداث المؤسفه التي تعرض لها مشجعي الفريق المصري في الخرطوم وهنا يتضح لنا المخطط واضحا فان ما تعرض له المصريين في كل من الجزائر والخرطوم فنجد انها تمت بنفس الطريقه التي تعرض لها اقباط مصر في الصعيد فقد تم ترويع المصريين الامنين في الجزائر وتدمير وحرق ونهب ممتلكاتهم بنفس الطريقه والاسلوب الذي تم في الصعيد كذلك الامر في الخرطوم تم ترويع المصريين وتدمير ممتلكاتهم هناك بنفس الطريقه والاسلوب الامر الذي لا يدع مجالا للشك ان هناك ايادي خارجيه تعبث في حق المصريين داخل وخارج البلاد فنجد مايلي :
أ- اثارة الشعب الجزائري باشاعة ان هناك قتلي للمشجعين الجزائريين في القاهره الامر الذي اثار حفيظة الجزائريين ضد المصريين هناك وممتلكاتهم نفس السيناريو وهو وضع الجماهير تحت ضغط الاثاره وتوجيهها نحو الهدف
ب- استدراج السودانيين او تحييدهم علي الاقل لاستكمال المخطط الرامي الي كسر الكبرياء المصري ونجحوا في استمالة تعاطف السودانيين من خلال الرسائل الموجهه لشحن وتحفيز السودانيين ضد كل ماهو مصر ولم تذكر لنا وسائل الاعلام المصريه ان اعدادا هائله من جرية الشروق وزعت علي مدار اليومين السابقين لمبارة ام درمان وما تحويه هذه الجريده من تحريضا مباشرا ضد مصر والمصريين ولا يفوتني ان هذه الجريده وزعت مجانا علي السودانيين
3 – جميع النخبه والمثقفين المصريين ادانوا الاحداث التي تعرض لها المصريون وممتلكاتهم في الجزائر والخرطوم فيما عدا جماعة الاخوان المسلمين التي التزمت الصمت وعندما نطقوا تكلموا عن التهدئه وخلق اجواء المصالحه لكن لم تصدر منهم كلمة ادانه واحده
4 – مما تقدم يتضح لنا ان ما تتعرض له مصر داخليا وخارجيا ما هو الا مخططا ايرانيا تشترك فيه بعض القوي الداخليه
ثانيا – سياسة الكيل بمكيالين
تم الاعتداء علي اقباط الصعيد وحرق ممتلكاتهم و مقدساتهم ونهبت ثرواتهم ولم نسمع عن تحركا جديا من الدوله للقضاء علي هذا المخطط ولم نسمع اعتذارا واحدا لما تعرض له الاقباط من اهدار كرامتهم وازهاق اروحهم لماذا الدوله تطالب حكومة الجزائر بالاعتذار وهي لم تقدم للاقباط اعتذارا عما تعرضوا له ؟ الم يكن الاقباط لهم حق علي الدوله حمايتهم والدوله هي التي قصرت في هذا ووجب عليها الاعتذار هي الاخري؟ كما تطالب الدوله الجزائر بتعويضات عن ما لحق بالممتلكات المصريه للتخريب فالاقباط ايضا يطالبون الدوله بتعويضهم عن الخسائر الناتجه عن اعمال النهب والقتل والتدمير والتخريب التي تعرض لها اقباط مصر من اخوتهم المصريين...
#بولس_رمزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العروبه بين الوهم والحقيقه
-
انا المصري
-
توصيات الحزب الوطني في مؤتمره السادس في شأن المواطنه
-
دراسه موضوعيه لتوصيات الحزب الوطني في مؤتمره السادس
-
هيكل جانيا ام مجنيا عليه
-
نعم 000 ولكن
-
طظ وميحكمش في الخلاط
-
فاقدالشئ لايعطيه
-
ليس دفاعا عن محافظ المنيا ... ولكن!
-
حوار مع صهيوني
-
نجلاء الامام في الميزان
-
ماذا يحدث في مصر؟!
-
الدوله العلمانيه هي الحل
-
محاكمة طاغيه
-
رسائل ايرانيه في قلب القاهره
-
نكسة الاعلام العربي
-
كفانا عروبه
-
محور التطرف في المنطقه
-
حرب الفضائيات
-
انتصار حماس
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|