أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إدريس جنداري - وهم وقف الاستيطان المخرج الأمريكي- الإسرائيلي من المأزق














المزيد.....

وهم وقف الاستيطان المخرج الأمريكي- الإسرائيلي من المأزق


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 2849 - 2009 / 12 / 5 - 00:08
المحور: القضية الفلسطينية
    


أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) مؤخرا عن خطة جديدة؛ سميت بالتجميد المؤقت للاستيطان في الأراضي المحتلة؛ باستثناء مدينة القدس. و القرار في الحقيقة؛ يكتنفه الكثير من الغموض؛ خصوصا إذا علمنا أن هناك ضغطا أمريكيا على إسرائيل؛ حيث تسعى الإدارة الأمريكية جاهدة؛ إلى الخروج من المأزق؛ الذي أسقطتها فيه الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل؛ و التي ما زالت إلى حدود الآن متعنتة و ترفض جميع الخطوات المقترحة من طرف المجتمع الدولي؛ سواء ارتبط الأمر بوقف الاستيطان أو بتدشين المفاوضات .
إن إعلان إسرائيل عن هذه الخطوة الطاكتيكية؛ يعتبر من جهة مخرجا للرئيس الأمريكي (باراك أوباما) من مأزق توقف مسار المفاوضات؛ بشكل غير مسبوق؛ في منطقة الشرق الأوسط؛ رغم الخطابات الرنانة و الرهانات الكبرى. و من جهة أخرى يمثل مخرجا آخر للحكومة اليمينية المتطرفة؛ التي بدأت تدخل في عزلة دولية غير مسبوقة؛ و رهان (نتنياهو) هو محاولة إخراج حكومته من هذه العزلة؛ و في نفس الآن إيهام المجتمع الدولي بحسن نية إسرائيل؛ بخصوص وقف الاستيطان و تدشين المفاوضات؛ في مقابل التعنت الفلسطيني ؛ برفض جميع هذه الخطوات .
و هذا هو الجواب الذي تواجه به الحكومة اليمينية المتطرفة المستوطنين؛ حين يحتجون على وقف الاستيطان؛ فالتجميد مؤقت لن يتجاوز العشرة أشهر؛ والهدف طاكتيكي؛ الغرض منه إحراج السلطة الفلسطينية؛ والرهان المطروح هو جلب الدعم الدولي للاستيطان خلال المرحلة القادمة .
يمكن أن نصنف ما يجري –إذن- بخصوص التجميد المؤقت للاستيطان في الأراضي المحتلة؛ بأنه مقايضة مفضوحة بين الإدارة الأمريكية و إسرائيل؛ الهدف منها خدمة الحكومتين معا؛ لكن كل ذلك على حساب حقوق الشعب الفلسطيني؛ لأن ما يبدو هو أن ما يسمى بتجميد الاستيطان؛ هو في الحقيقة تأجيل مؤقت باستثناء مدينة القدس؛ التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من أراضي الضفة الغربية؛ وما يؤكد هذا الطرح هو إقدام وزير الدفاع الإسرائيلي (إيهود باراك) مؤخرا على تدشين 28 مؤسسة تعليمية في الضفة الغربية؛ تطبيقا لما طرحه نتنياهو؛ الذي استثنى من التجميد ما يرتبط بمؤسسات الدولة العمومية .
لكل ذلك يجب أن نستقبل التصريح الأمريكي المحتفي بقرار تجميد الاستيطان؛ يجب أن نستقبله بحذر كبير؛ خصوصا وأن المبعوث الأمريكي إلى منطقة الشرق الأوسط (جورج ميتشل) رحب بشكل مبالغ فيه بهذا القرار الوهم؛ باعتباره قرارا تاريخيا؛ لم يسبق لأية حكومة إسرائيلية أن أقدمت عليه؛ و هذه الدعاية الرخيصة لقرار؛ يعرف المسؤول الأمريكي حقيقته قبل غيره؛ هذه الدعاية تسعى بشكل واضح إلى توفير الدعم الدولي للحكومة الصهيونية المتطرفة؛ التي بدأت ترفضها كل الدول الديمقراطية؛ التي تحترم نفسها؛ و يعامل وزير خارجيتها لأول مرة في تاريخ الاحتلال الصهيوني؛ باعتباره يمينيا متطرفا؛ و ليس باعتباره قائدا دبلوماسيا .
و في نفس الوقت فالحكومة الأمريكية –من خلال هذه الدعاية الرخيصة- تسعى إلى محاولة حفظ ماء الوجه –على الأقل- بخصوص قضية شائكة مثل القضية الفلسطينية؛ والتي أثار بخصوصها (باراك أوباما)آمالا عريضة؛ لم تتجاوز حدود البلاغة المصكوكة؛ التي مكنته من الحصول على جائزة عالمية كبرى مثل نوبل للسلام؛ والتي لا يستحقها على كل حال؛ لأنه لم يتقدم و لو خطوة واحدة في الملفات الشائكة في العالم؛ سواء في فلسطين أو في أفغانستان ...
كلها أجندة متعددة؛ لكن الخيط الرابط بينها؛ هو خدمة المصالح الأمريكية-الإسرائيلية المشتركة في المنطقة؛ وكل ذلك –طبعا- على حساب حقوق الشعب الفلسطيني؛ الذي يستمر نزيفه؛ و يفقد تباعا ما تبقى من حقوقه المشروعة؛ سواء عبر رفض حق عودة اللاجئين في الخارج؛ أو عبر حصار و طرد المقيمين في الداخل .
في ظل هذه الظروف الصعبة؛ التي يمر بها الشعب الفلسطيني؛ يبقى الرهان مطروحا على عاتق أصحاب القضية أنفسهم؛ و الذين يتجاوزون الحدود الفلسطينية؛ إلى المحيط العربي و الإسلامي؛ الذي يجب أن يتحرك في اتجاه مواجهة النزيف المستمر؛ و الذي يهدد بمستقبل غامض ليس للفلسطينيين فقط؛ و لكن لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها؛ و التي تحولت إلى حلقة ضعيفة في صراع دولي حول مصادر الطاقة؛ التي تعتبر المحرك الحقيقي لهذا الصراع .



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الملف النووي الإيراني- السوري : تصريح البرادعي – الشجرة ...
- طرد الموريسكيين مأساة إنسانية في عز النهضة الأوربية
- تفجيرات العراق الدامية في الحاجة إلى وحدة وطنية
- هل هي بداية انتصار الفياضية و الدحلانية !؟
- الموقف الأمريكي من الاستيطان ما بين الطاكتيك و الاستراتيجية
- ملتقى القدس- جميعا من أجل فضح الهمجية الصهيونية في المدينة ا ...
- المأزق الإسرائيلي : ماذا بعد المصادقة بالأغلبية على تقرير كو ...
- الحوار السوري السعودي.. أية دلالات ؟ أية آفاق ?
- تقرير كولدستون : المخاض العسير
- في مساءلة دعوى شرق أوسط من دون سلاح نووي
- إيران و إسرائيل- الخليج : التحديات الاستراتيجية القادمة
- في الحاجة إلى حوار حضاري متعدد الأقطاب
- في الحاجة إلى تعريب التشيع
- الخصوصية الروحية المغربية : ما بين السنة و الشيعة
- الوهابية و الخومينية صراع استراتيجي بطعم مذهبي
- خطر التشيع و التحدي الاستراتيجي الإيراني
- الشيعة و السنة : المذهبية الدينية في خدمة الإيديولوجيا السيا ...
- مفهوم الأمن الأخلاقي : دفاعا عن القيم المغربية المشتركة
- مفهوم الأمن الروحي و ترسيخ الخصوصية الروحية المغربية
- في الحاجة إلى القراءة العلمية للظاهرة الدينية : حول المقاربة ...


المزيد.....




- وسائل إعلام: هانتر بايدن حضر اجتماعات والده الأخيرة في البيت ...
- أوربان: بدأنا -مهمة السلام- حول أوكرانيا بزيارات إلى العواصم ...
- مراسلة RT: الرئيس التونسي يحدد تاريخ 6 أكتوبر 2024 موعدا للا ...
- مأساة التدافع المروّع.. أكثر من 100 شخص لقوا حتفهم خلال تجمع ...
- أوربان لزيلينسكي.. وقف النار يسرع السلام
- مقاتلات ترافق طائرة شي جين بينغ أثناء وصوله إلى كازاخستان
- قناة -12- العبرية: رسالة لبنان السرية لإسرائيل.. بيروت مهتمة ...
- شاهد.. حيوانات كابيبارا تستمتع بآيس كريم وسط درجات حرارة قيا ...
- مصرع شخصين في حريق شقة بولاية ماريلاند
- أوربان: ندعو كييف إلى وقف القتال


المزيد.....

- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إدريس جنداري - وهم وقف الاستيطان المخرج الأمريكي- الإسرائيلي من المأزق