نرين طلعت حاج محمود
الحوار المتمدن-العدد: 865 - 2004 / 6 / 15 - 08:03
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
الشكوى الدائمة من وقت الفراغ –كآبة العمل –اللامبالاة تجاه المجتمع –الاستسلام للإحباط.
هذا ابرز ما يلمسه من يتعاطى مع نساء الشرق.
السعادة إحساس داخلي و تحقيقه يتعلق بأمور عديدة منها الشعور بالرضا - تقدير الذات - الإنجاز في العمل – نوعية النشاط في أوقات الفراغ –الانسجام مع الزوج الذي يمثل احد أهم الأطراف التي تمنح الدعم المعنوي و النفسي و الاجتماعي.
فالسعادة بالمحصلة هي شعور الفرد بان هناك معنى و غاية من حياته.
حسنا فما نسبة النساء اللواتي يزاولن عملا يشعرن معه بالإنجاز و الإنتاج و هذا ينطبق أيضا على الرجال و لو بدرجة اقل لان المهن المتاحة للمرأة اقل بكثير من تلك المتاحة للرجال .
في ظل معدلات الطلاق المرتفعة و المتزايدة كل عام حيث ظروف الزواج التقليدي لا تتيح للطرفين أن يكونان صديقين و زوجين معا , و أيضا مع ارتفاع نسبة العزوبة في كثير من البلاد العربية فكم نسبة النساء اللواتي تحصلن من الزوج على دعم نفسي و معنوي الذي لا يأتي إلا بالحوار و التفاهم و المشاعر الايجابية.
و في ظروف العادات و التقاليد المحددة لحركة المرأة و في الظروف المادية الغير مشجعة التي يعيشها القسم الأكبر من النساء العربيات ما نسبة النساء اللواتي يمارسن هواية أو يقضين وقت فراغ يشعرن معه بالقيمة و المتعه, إن لم تكن تلك الأوقات أوقات غيبة و نميمة و تفريغ عن شحنات شخصية تجاه الآخرين.
و إن كان الحب أهم حدث في حياة الإنسان و أهم مصدر للمشاعر الايجابية التي تجعل الفرد أكثر إحساسا بالحياة و صلة بها, فكيف يمكن في ظل أسلوب الحياة المقيد هذا أن تصادف المرأة هذا الحدث المهم في حياتها ,بالتأكيد ليس في الزيارات العائلية الرتيبة.
فمن من نساء الشرق تشعر بالمغزى و المعنى في حياتها و من تلك التي تشعر بتقدير الذات و الرضا و الهناء الداخلي.
ليس الرجل الشرقي بأحسن حالا من المرأة و لكن الحريات المتاحة له توسع من اختياراته و فرصه.
يبقى الدين هو المتاح الوحيد الذي يبعد الشعور بالوحدة , و لكن مع الأسف في أجواء تغيب فيها المبادرة الفردية و الثقة بالنفس التي تحتاج إلى طاقة مبدعة قادرة على البحث عن الرسالة الحقيقة للخالق و اكتشاف الدين بالقراءة و التفكير و العمل, يصبح هذا المتاح الوحيد بيد مؤسسات دينية و مرشدات لاحظ لهم من العلوم الدينية و يصبح هؤلاء هم المآل الوحيد و الملجأ الأخير لأمهات الأجيال القادمة.
#نرين_طلعت_حاج_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟