أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - الوحدة بأي ثمن لفلسطين















المزيد.....


الوحدة بأي ثمن لفلسطين


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 2848 - 2009 / 12 / 4 - 20:57
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا أدري ماذا جرى لشعبنا الفلسطيني في الضفة والقطاع وأنا أراه سلبيا في حالة لا تدل على أنه هو هذا الشعب الذي صمد قرابة قرن من الزمن في وجه اعتي وأشرس احتلال واستعمار واستيطان دون أن يفرط في حقوقه وظل يقاوم الهجمة الصهيودولية بكل أدواته وفكره ودمه ومقدراته ولم تنحرف البوصلة في وجهته ولم تهتز الأرض من تحت قدميه لحظة ولكن !!

صحيح أن شعبنا الفلسطيني بكل شرائحه وفئاته ومدنه وقراه ومنذ قرن من الزمن وهو صامد ولم يهتز في لحظة من تاريخه رغم المحن والمآسي التي تعرض لها.

أما في العقدين الماضيين فإن قيادات شعبنا في الضفة وفي قطاع غزة في حماس أو في منظمة التحرير فقد حاولوا الخلاص من الاحتلال بكل الوسائل ودفعوا مع شعبنا أثمان باهظة وغالية تفوق كل التصورات للخلاص من الاحتلال على أمل بناء دولتنا المستقلة ولم يستطيعوا انجاز الاستقلال، ولكن !!


ولكن وفجأة انحرفت البوصلة وتخلخلت الأرض تحت قدميه ففقد الوعي والاتجاه وسقط على الأرض ينوح من الآلام والهذيان وعدم القدرة على الانتصاب فقط وليس المواجهة من جديد ولا زال طريحا .

ما هذا الذي نحن فيه ؟ هل نحن الشعب الفلسطيني إياه ؟ أم نحن بقايا مخاتير وتجار حروب وفهلويون وطرزانات "المدينة المحترقة" الذين يحاولون الظفر ببقايا دمارها ورابشها وعيدانها وحطبها للتدفئة بها من برد الشتاء بعد موت الآخرين، وبيع بقايا أسوارها وزواج نسائها والسكر على أطلالها.

أيها الحكام اللئام هل أنتم حقا ثوار ومجاهدين؟ قولوا لنا بربكم من أنتم ؟ من مفسدين وفاسدين وانقلابيين وتجار دم المغلوبين على أمرهم وأرضهم ونسلهم هل آن أوان النزول عن ظهورنا ؟

لم تسعدونا، لا، ولم تحررونا، ولم تحرروا أنفسكم، فجميعكم لا يستطيع الخروج من مخدعه إلا بموافقة الإسرائيلي، فهل صارحتكم بالذي تدلسونه على شعبكم من غطرسة ؟

اليوم صورتكم جميعا أصبحت واضحة لكل فلسطيني بأنكم لا تعملون لمصلحة شعبكم وأرضكم وقضيتكم فماذا تريدون ؟

مصالحة لا تريدون ، مشاركة لا تريدون ، الرجوع إلي الشعب لا تريدون إصلاح حالكم لا تريدون مقاومة لا تريدون، مفاوضات لا تريدون، كلً ضحك علينا بوَصلة وزفة من مقاومة أو حفلة من مفاوضات لتحكمونا وجلستم أخيرا جميعكم على قارعة الطريق ولكن فوق كراسي الحكم والمناصب، فماذا تريدون؟

فسادكم ومملكتكم جاءت بانقلابهم، وانقلابهم قسم الوطن، وقسم الشعب، وأطاح بالقضية، ماذا تريدون جميعا ؟


يا حماس انقلابكم فاشل لأنكم لم تحتلوا السلطة على كامل الوطن، وقد توقف نموكم ومشروعكم عند هذا الحد ولا يريدكم الجيران والعالم إلا الإخوان المسلمين وأصبحتم غير مستقلين بقراركم فتحالفتم مع الشيعة والعلمانيين لمصلحة حكمكم لنا ونسيتم برنامجكم وشعاركم الإسلامي،وترفضون المصالحة والرجوع إلي الشعب والانتخابات فماذا تريدون ؟

يا فتح فشلتم في الدفاع عنا في غزة وفشلتم في إدارتنا وفشلتم في المفاوضات ولم تستطيعوا استعادتنا حتى الآن من حماس، واستعادتنا هنا في غزة غير قابلة بالتصالح، والجغرافيا تمنعكم من استعادتنا بالقوة، ولم تغيروا شيئا من نهجكم فما اخذ بالقوة لا يستعاد إلا بالقوة، فأين قوتكم؟ ماذا تريدون؟

أتضحكون على شعبنا بحواراتكم سنوات وسنوات حتى الممات ؟

لم يغير الانقلابين في إمارتهم شيئا إلا فرض الأمن على المواطنين بالقوة وليس بالقانون وأما الفساد فازداد وفساد المؤسسات الأهلية تحت عيونكم ولكم مثلهم من المؤسسات، والتجارة تزدهر بغير قانون لهم ولذويهم، والوظائف لكم وبغير العدل وحتى السفر من سجننا في غزة من أسرار الحرب وبالواسطة، وميزانيات حكومتكم لا نعرفها وليس لحكمكم من مرجعيات إلا تنظيمكم وميليشياتكم.

وأنتم يا وطنيون لم تغيروا من حالكم فمازالت أحزابكم غير ديمقراطية ومازالت عصابات المكاتب السياسية واللجان المركزية يتآمرون على أعضاء أحزابهم، ومازلتم بنفس الطريقة لا تعالجون فساد وترهل المنظمة ومازالت وظائفكم بالواسطة ومازالت مراكز القوي في مؤسساتكم تسعي في الأرض ومازال فساد المؤسسات الأهلية تحت عيونكم ولم تحاكموا أحدا، ولم تفلحوا طوال مدة المفاوضات من انجاز شيء.

وكلاكما تركتمونا مقسمين ولا نستطيع مواجهة الاحتلال.

إذن ما العمل؟

الحل بيد الشعب الفلسطيني وعليه أن يصحو من سقطته ويترك الآن الاحتلال لإصلاح ذاته فهو مشلول لا يقاوم الاحتلال ولا يقاوم الانفصال والتقسيم، والتصدي للاحتلال يتطلب الوحدة، ولذلك مطلوب من شعبنا أن يقول كلمته بعد أن بدا واضحا أن القسمة ستدوم والمعاناة مستمرة لذلك.
انتبهوا وهبوا إلي تعليم قياداتكم درسا لا ينسوه وحتما قوة النهوض دائما في يد الشعب وليس أمامكم من في قضية الوحدة إلا خيارين

إما أن

1- يأخذ الشعب قراره بالتصدي لكلا الحزبين في الضفة وفي قطاع غزة بإعلان العصيان العام هنا وهناك ومجابهتهم لأنهم لم يحسبوا حساب أن هناك شعب يعاني وتضيع قضيته بسببهم وهم السبب في تحولنا نحوهم وترك الاحتلال بالمؤكد، وهم مثخنون بالمزايا والنرجسية وتركوا قضيتنا وشعبنا، وماداموا غير قادرين على الرجوع إلينا كشعب فعلينا نحن إجبارهم بكل الوسائل .

2- أو نعلن نحن الشعب الفلسطيني عدم الاعتراف بهم وبحكمهم لنا ونبحث عن إمكانية فرز قيادة جديدة غير كل هذه الأحزاب الميتة والتي تحاصر نظامنا السياسي فنميتنا ونعلن للقاصي والداني بأنهم جميعا لا يمثلوننا.

وفي كل الأحوال سيبقي شعبنا يعاني فلم تعد الأمور بالنسبة لنا تختلف فما دمنا نعاني بإرادتنا خيرا من أن نعاني بإرادة أحزاب وقيادات فاشلة في الحكم وفي النضال والمفاوضات والصراع مع الاحتلال طويل ومستمر، ولكن لا أمل في هؤلاء جميعا لأنهم حولوا قضيتنا إلي وظائف ومناصب ومصالح وكراسي لهم ولذويهم وتركوا شعبنا يعاني الأمرين. ولتتحقق الوحدة لفلسطين بأي ثمن كان.

غزة في 4/12/2009م

[email protected]
www.dtalal.jeeran.com





#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة عابرة لمدافن السائرين
- وقفات تحريضية
- كانت تراقص القلب والذاكرة
- أين أيديولوجيتي وهويتي؟ من أنا؟ ما العمل؟
- شجون الأيديولوجيا والهوية
- إنحني إنها النساء
- سيبقى القوس مفتوحا
- الثوار الخونة ... الحلم بغد مشرق لن يتوقف !!
- تحية لفتح ونصيحة الي حماس في فلسطين
- لا تصمت فالصمت خواء
- موحد الفردتين 42 ، 43
- قصة قصيرة: نيو يا حاج نيو
- أبو مازن وصحبه هم الامتداد الحقيقي لياسر عرفات
- قصة قصيرة : بين أصمين !!
- هذا الحزب ارتفعت شعبيته في قطاع غزة ؟!!
- أغنياء الحرب وأغبياء القطيع
- هل خلط نتنياهو الأوراق وانقلب على السلطتين ؟؟!!
- الجنون الثالث ... جن جن وجنون
- السُرّاق
- في الظلم الواحد والعشرين


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - الوحدة بأي ثمن لفلسطين