أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الغوار - الانتخابات العراقية وأساليب التخفي















المزيد.....


الانتخابات العراقية وأساليب التخفي


طلال الغوار

الحوار المتمدن-العدد: 2848 - 2009 / 12 / 4 - 01:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تشهد الساحة السياسية العراقية اليوم حراكا محموما ومتواصلا على خلفية الاستعداد لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة والتي ستجري مطلع العام القادم,وأخذت القوى والأطراف بمختلف تسمياتها المتنوعة السياسية والعشائرية والمهنية تعلن عن تجمعاتها وقوائمها من اجل خوض الانتخابات المرتقبة, بالرغم من أن قانون الانتخابات ظل عرضة للأخذ والرد والرفض والقبول لا من اجل( إنضاجه ) إذا جاز التعبير من قبل البرلمان وإنما كان يعكس صورة معبرة عن هشاشة هذا البرلمان وافتقاد اغلب أعضاءه للتقاليد والسلوك والأصول البرلمانية وحتى الحوارية, ,والذي أثارت اجتماعاته الاستغراب والتندر والسخرية من قبل العراقيين وكل المتابعين له وما تمخض عنها من تجاذبات واختلافات واتهامات, ليبقوا محكومين بتوجهاتهم الطائفية والعرقية والفئوية النفعية والرؤى الضيقة .
وفي قراءة متأنية لخلفيات وتوجهات ونوايا هذه الكتل والتجمعات التي أعلنت عن نفسها في قوائم انتخابية, نرى إنها ليس إلا امتداد طبيعي للانتخابات البرلمانية الماضية التي جرت عام 2005 في شكلها ومضمونها, باستثناءات بسيطة لا يمكن لها أن تشكل حالة افتراقية عن سابقته كما يريدها مسئولو هذه التجمعات والتكتلات الجديدة وذلك محاولة منهم أن يحدثوا هذا الفارق والتميز, وذلك لان العملية السياسية الذين يشكلون هم أطرافها الرئيسيين وتحت رعاية ومباركة المحتل كانت تحمل في طياتها أسباب عقمها وفشلها منذ البدايات الأولى القائمة على أسس غير سليمة مرورا بالانتخابات
البرلمانية الماضية التي جرت عام 2005 والتي تجلت فيها الاصطفاف الطائفي والمذهبي والعرقي بشكل واضح لتؤسس سلطة( تنفيذية)قائمة على أسس المحاصصة البغيضة وما تمخض عنها من أوضاع شاذة وغريبة على كل المستويات والصعد تمثلت في الاقتتال الطائفي والتشريد والتهجير وزج الآلاف من أبناء العراق في السجون والمعتقلات والنهب المنضم لثروات العراق وموارده وتفشي الفساد بكل أشكاله والذي طال كل المؤسسات والمرافق الرئيسة وتخريبها ,وإشاعة ثقافة غريبة قائمة على آلية استئصال القيم والتخريب الأخلاقي والترويج لها بهدف استبدال الانتماء إلى الوطن بانتماءات فرعية مغرضة لتحدث شروخا عمودية في المجتمع العراقي, وبالتالي تمزيق النسيج الوطني المتماسك, ناهيك عن عدم توفير ابسط مقومات الحياة للمواطن العراقي,وإزاء هذا المشهد السيئ والمضطرب الذي رفضه العراقيون جملة وتفصيلا وبعد معايشتهم له خلال هذه السنوات العجاف , فقد تعمق فيهم الوعي الوطني , بل وعمق فيهم حالة التحدي والمواجهة الحقيقية لكل أشكال المحاصصة وما
هو طائفي وفئوي ولكل من يعبث بكرامة الوطن ويتاجر فيها ,ورفض الانقياد والتبعية للمحتل ومشاريعه المدمرة. كل هذا دفع بالكتل والتجمعات إلى إجراء التغير في مسمياتها وأطروحاتها والتي هي ليس إلا شكلية يراد منها للتضليل والمخادعة لتمرير ما يضمرون من مشاريع وأهداف هي نفسها المشاريع التي سعوا من اجلها في الانتخابات الماضية وبما يخدم مخططات المحتل وقد كان هذا التغير المتعمد على مستويات معينة لعل أبرزها:
أولا: التغير في أسماء القوائم السابقة بإدخال بعض المفردات وهي لا تتعدى مفردة أو مفردتين ذات الدلالة (الوطنية) , ليظهروا بوجه آخر لعله يكون مقبولا بعد عملية (التجميل) المغشوشة هذه, ومن بين هذه المحاولات المضللة أيضا هو انشطار بعض القوائم على نفسها وإعطاء تسميات جديدة للقوائم المنشطرة ليدعي كل طرف بأنه انسلخ عن اصطفافه الطائفي والفئوي, وهم في هذا الإجراءات البسيطة من التغير في مسميات القوائم والتجمعات وما استحدث منها لاحقا لا يعني أن هناك تحولا في مواقفهم وتوجهاتهم التي لم تكن خافية على أي عراقي , فهي محاولة من محاولاتهم الساذجة في التضليل والمخادعة بعد أن رفضهم العراقيون ورفض كل اصطفافاتهم المقيتة, فقادة هذه القوائم مازالوا هم أنفسهم ومازالوا يمارسون مسؤولياتهم في السلطة ضمن توزيع المحاصصة وبسلوكياتهم ومواقفهم المعهودة طيلة هذه السنوات التي خبرها الشعب العراقي فما الذي تغير إذن!!!
ثانيا : أقدمت بعض القوائم الكبيرة إلى استدخال بعض التجمعات العشائرية المناطقية لصغيرة إليها التي لم يكن لها وجودا جماهيريا ما عدا وجود مناطقيا أو عشائريا محدودا كانوا بالأمس هم يمثلون حالة طائفية معينة وتتعارض مع هذه القوائم وهم أيضا لهم ارتباطاتهم المشبوه بأجندة المحتل وغيرها من تتماها مع المحتل لتلتقي مواقفهم مع هذه القوائم فضلا عن ما يشغل هذه الكيانات الصغيرة من هموم مصلحيه وغايات ذاتية من اجل أن تحصل على موطئ قدم في السلطة وتحضي ولو بالقليل من (الكيكة )وان لا تظل حكرا على القوائم والكيانات الكبيرة التي وجدت في استدخال هذه الكيانات الصغيرة إليها حالة يجب إن تستثمر لصالحها , بدعوى أن قوائمها تضم أطياف متنوعة من أبناء العراق ومناطقه المختلفة , وبهدف إبعاد الصفة الطائفية عنها, حيث أن هذه الكيانات الصغيرة لا يمكن لها تؤثر في برامج وأهداف هذه القوائم الكبيرة وهذا يندرج ضمن أساليب المخادعة والتضليل, والتي لا يمكن أيضا أن تنطلي على الشعب العراقي.
ثالثا : دأبت اغلب القوائم الكبيرة منها والصغيرة في وسائل إعلامها على رفع الشعارات والأطروحات المتشابه حتى تكاد أن لا تستطيع أن تميز بين هذه القائمة أو تلك وكأنها قائمة واحدة بالرغم من التباينات والاختلافات فيما بينها,وهي شعارات (وطنية ) تؤكد على وحدة العراق وهويته وسيادته واستقلاله وإنهاء الاحتلال وبناء المؤسسات الوطنية والمهنية... الخ فضلا عن انتقادهم إلى العملية السياسية وإفرازاتها والدعوة إلى تغير الدستور ,والوقوف إمام هذه الظاهرة , نجد أن هذا التشابه الكبير والغريب فيما تطرحه هذه القوائم يضمر في خفاياه وطياته أهداف وغايات غير ما يعلن عنها في هذه الشعارات والأطروحات كما يكشف في الوقت ذاته أن هناك غاية واحدة يلتقون بها أو بوصلة واحدة تحدد مسارهم وهي كيفية الوصول إلى السلطة وبأي ثمن وما هذه الشعارات إلا غطاء يخفون نواياهم خلفها ليتاجروا فيها أمام الشعب العراقي,ليخفوا هويتهم الحقيقية ويظهروا بهوية أخرى هم ابعد ما يكونون عنها,حتى يبدو وكان ليس لهم هوية, وإلا أين هم من هذه الشعارات, أليس هم الذين كانوا أداة بيد المحتل وعملوا معه في تدمير البني التحتية وإشعال نار الفتنة وغذوا الاقتتال الطائفي والتهجير وعملوا جاهدين من اجل تمزيق النسيج الوطني العراقي ومحاولة انتزاع هويته العربية, وعرضوا البلاد إلى النهب والسلب ليصبح العراق في (مصاف ) الدول الفاسدة الرئيسة وثبتت ارتباطاتهم المزدوجة مع أعداء العراق.
إن طرح مثل هذه الشعارات والمقولات التي يصرح بها مسئولو هذه القوائم لا تندرج ضمن محاولات التضليل والمخادعة للشعب العراقي التي اعتادوا على ممارستها فحسب, من اجل استدراجه إلى المشاركة في الانتخابات التي طالما عبرت الكثير من الأوساط الشعبية العراقية على عدم المشاركة فيها ومقاطعتها بعد أن عاشوا مرارة هذه المأساة وتحملوا وطأتها بكل صبر وصمود , وإنما تشكل احد أساليب التأمر على القوى الوطنية الرافضة للاحتلال وإفرازاته وتداعياتها لتي رفعت هذه الشعارات منذ بداية الاحتلال ونبهت إلى ما ستؤول إليه الأوضاع في العراق وفشل العملية السياسية , فقد سرقت هذه القوائم أطروحات وشعارات هذه القوى الوطنية وتحاول أن تجيرها واستثمارها لصالحها كدعاية انتخابية لما لهذه الشعارات والمواقف من عمق شعبي وتأييد حقيقي لها اثبت مصداقيتها النابعة من رؤية وطنية سليمة , لتتخذ منه قناعا للوصول إلى مآربها وغاياتها.
أمام هذا المشهد المضطرب والمحتشد بكل أساليب المراوغة والابتزاز والمخادعة بما في ذلك قانون الانتخابات الذي أصدره البرلمان بطريقته الفوضوية لتي تثير التندر والسخرية,والذي كرس فيه النزوع الطائفي والعرقي والاثني,وان المحاصصة ستكون الأساس الذي تبنى عليه وان يحاول البعض تزويقها وإخفائها بغطاءات واهية , نجد أن العراق سيمر بأربع سنوات لاحقة لا تقل في كوارثها وماسيها عن سابقاتها .





#طلال_الغوار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشراقات
- اشجار تتحاشاها الزوبعة
- المنصور يسأل عن بغداد
- حرائق الكلمات
- على غرار تجميع القبائل


المزيد.....




- مكتب نتنياهو يتهم -حماس- بممارسة -الحرب النفسية- بشأن الرهائ ...
- بيت لاهيا.. صناعة الخبز فوق الأنقاض
- لبنان.. مطالب بالضغط على إسرائيل
- تركيا وروسيا.. توسيع التعاون في الطاقة
- الجزائر.. أزمة تبذير الخبز بالشهر الكريم
- تونس.. عادات أصيلة في رمضان المبارك
- ترامب: المحتال جو بايدن أدخلنا في فوضى كبيرة مع روسيا
- روته: انضمام أوكرانيا إلى حلف -الناتو- لم يعد قيد الدراسة
- لوكاشينكو: بوتين تلقى اتصالا من أوكرانيا
- مصر.. اكتشاف مقبرة ملكية من عصر الانتقال الثاني


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الغوار - الانتخابات العراقية وأساليب التخفي