|
مسلسل تفجير كنائس الموصل:ام الربيعين تقتل ابناءها!
كمال يلدو
الحوار المتمدن-العدد: 2847 - 2009 / 12 / 3 - 15:34
المحور:
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
لــم تحظ محافظة عراقية من تنوع كما حظت به محافظة نينوى ، فهي تكاد تكون المتفردة في جمعها للعراقيين بكل اطيافهم ودياناتهم وقومياتهم، ناهيك عن انها الوريثة للحضارة الآشــورية العريقة ، الذراع الشــمالية للحضارة الرافدينية الرائعة . هذه المحافظة التي رفدت العراق خيرة ابنائها من مثقفين وفنانين وادباء وسياسيين ورجال علم ورجال دين و حفرت اســماءهم في الذاكرة العراقية القديمة والمعاصرة . "ام الربيعيين"، كما يحلوا لأبنائها ان يصفوها ، تعيش مخاضا عسيرا عســـى ان تجتازه وتخرج منه معافاة .ففي تاريخها المعاصر لم تشـــهد حالة التمزق والاقتتال مثلما تشهده اليوم خاصة تجاه ابناء القوميات والديانات الصغيرة من ( المسيحيين وألازدية والشـــبك) هذه المكونات التي تـزين لوحة نينوى . في "ام الربيعين" اقترفـت وتقترف ابشـــع الجرائم ضـد اناس مســـالمين (بأعتراف الكل)، إن كان في قراهم الآمنة، او دور عباداتهم او بيوتهم وحتى محلاتهم التجارية ، مصادر رزقهم .وعانـي ابناء الطائفة المســيحية الجزء الأكبر من هذا الاســتهداف الذي أساءلأبناء نينوى و لباقي العراقيين .مسـلسل الاجرام هذا الذي انفتح على مصراعيه منذ ســقوط الدكتاتورية وحتى اليوم قـد كلف ابناء الطائفة دماءا غالية لا بأس ان تســترخص للوطن ، لكنها وللأســــف صـارت عنوانا للكراهية والأحقاد والجهل ، ومن تابع ويتابع احداث الموصل ســوف لن يخلص الى نتيجة مغايرة . ففي استهداف السكان الآمنين وقتلهم (على الهوية) ، وحرق بيوتهم ومحلاتهم ، واستهداف كهنتهم والتمثيل بهم بعد قتلهم ، اغتصاب وتعد وتهديد ادى لمرات عديدة الى هجرات جماعية ، يا ترى مـاذا في جعبة اعداء العراق من مخطط ؟ قبل اربعة شــهور فجرت في بغداد والموصل وكركوك 7 كنائس ، بعدها ثلاث كنائس في كركوك وفي يوم 26/ 11/2009 فجرت كنيسة مار افرام ودير القديسة كاترينا في الموصل في احـدث فصل من المسلسل الارهابي الذي يستهدف ابناء الطائفة المسيحية في الموصل ، وربما العراق ! جرائم كثيرة اقترفــت ، وضحايا كثيرون ســـقطوا ، امام انظار المسؤلين وقيادات القوى السياسية ، لكن بقى الفاعل مجهول . كيف بقى مجهولا ؟ لا احـد يعرف . والى متى ســـيبقى مجهولا ؟ فلا احد يعرف . بعد كل عمل ارهابي كانت الاصوات تتعالى ، ومع تكرار الاعتداءات ، بدأت الاصوات تخــف ، حتى وصلت الامور الى درجــة (الطبيعية) وكأنها من ســـمات المرحلة . الخطأ كل الخطأ هـو في التهاون ، وفي غض الطرف عن المجرمين ، والاكثر من ذلك عن المسؤليين الحكوميين الذين يفترض ان يكونوا اول المدافعين وليس آخرهم كما تبين الاحداث وتثبتها الوقائع . من حقنا ان نسأل عن دور الحكومة المركزية ، حتى ولو ببيان استنكار ، والحكومات المحلية والمؤسـسـات الامنية من شرطة وجيش ، وكذلك القوى السياسية العراقية الفاعلة في محافظة نينوى ، والتي تسيئ هذه التفجيرات اليها مثلما تسيئ للمســـيحيين ايضا . فبأي شئ يتفاخــر هؤلاء الســاســة وابناء مدينتهم يهـددون بمكبرات الصوت ، ويشردون من ديارهم الآمنة او تفجـر كنائسـهـم وأديرتهم ؟
لم تعـد الاســتنكارات ( على قلتها) كافية ، بل ان المطالبة بكشــــف الفاعلين صار اليوم اكثر الحاحا ، واي تهاون بــه يجعل الشــكوك تدور حول القوى المتنفذة في الموصل ( دولة او احزاب او عصابات مسلحة) ، وليس من باب المستحيلات ان تقوم مجموعة من المحامين بأقامة الدعوى القضائية على محافظة نينوى بدعوى فشـــلها بتوفير الأمن لشريحة من ابنائها والحفاظ على ممتلكاتهم ودور عباداتهم ، وأن فشــلوا في ذلك فيمكن رفع الدعوى على الحكومة العراقية التي يلزمها الدســتور بحماية المواطن وتوفير الامن له ولممتلكاته . ليس ذلك ببعيد ، وليس ببعيد ايضا تقديم الشـــكوى الى منظمات حقوق الانسان الدولية ، بدعوى فشل الحكومة العراقية ( والتي ما تزال تحت الفصل السابع!) في حماية المواطنين واتهام قوى متنفذة في المحافظة بالتستر على القتلة والجناة !
لابد ان يأتي اليوم الذي يعرف فيه ابناء محافظة نينوى حجـم الدمار والخراب الانســاني الذي ســـببته المحاصصة الطائفية والقومية ، واي ثمن دفعه ابناؤها الآمنين ، ولا اتصــور ان ابنا حـــرا لنينوى ســـيتشــرف بما جرى او ما يجري ...لكن كشـــف الجناة وتقديمهم للعدالة هـو اقل ما يمكن تقديمه لكي نثبت ، ليس فقط تميزنا كعراقيين ، لكن كوننا بشـــرا وننتمي الى الحضيرة الانســـانية .
#كمال_يلدو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تضامنا مع جريدة - المدى- وكاتبها المبدع - وارد بدر السالم-/م
...
-
لقاء مع الناشطة شروق العبايجي-المبادرة العراقية للمياه-،خطوة
...
-
ماذا لو رفض العراقيون والعالم الحر نتائج الانتخابات؟
-
من ينصف المسيحيين في العراق ؟
-
ولكل حسب عمله ...!
-
على ابواب انتخابات البرلمان الجديد:حتى لا ت̛غدر قوائم ا
...
-
ام تحسين تصرخ: -چا هيّة ولية؟-
-
في عيد الصحافة الشيوعية حقوق مشروعة لكنها حقوق ضائعة دعوة ال
...
-
اختطاف المطران رحو حلقة في مسلسل استهداف المسيحيين العراقيين
-
تضامنا مع الحوار المتمدن بعد منعها في السعودية
-
الاسـتحـقاق الوطني
-
الملثميــن والرهائــن ، اســاءة لمـن ؟
-
الغزالــة
المزيد.....
-
لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن
...
-
مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد
...
-
لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟
...
-
إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا
...
-
مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان
...
-
لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال
...
-
ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
-
كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟
...
-
الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
-
مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي
...
المزيد.....
|